أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

متابعة

رثاء الشيخ ابن عثيمين
وأيم الله انه لفقيه عصره,, ونسيج دهره,, حديثه عذب غير ممل,, وكلامه متماسك غير مختل,, اطلاعه واسع,, وشأوه واسع ونجمه لامع,, وعلمه جامع,, وغيثه هامع,, قعد على كرسي الفتوى وقد قوي عوده,, واشتد ساقه,, فهو بها أهل وهي له أهل,, لأن الاهاب محشو علما وفقها وأدبا,, فرزئت هذه الأمة,, وما أكثر رزاياها بفقد هذا العلم,, الفقيه,, وما زالت المصائب تفترسها,, عظم الله أجرها لقد فقد الشيخ ابن عثيمين كما يفقد الماء الزلال على الظمأ,, وترك فقده هماً وحزنا يجعل الشهد علقما ,, وقد كان رحمه الله لعيون طلاب العلم قرة,, ولمهجهم سروراً,, فخاب بفقده الطرف والقلب منهما,, لقد ترك رحيله لوعة بين جوانحنا لا تنطفىء,, فقد واراه الثرى بعد ان عانق الثريا,, ولكن أباعبدالله وان غاب جسمك عنا,, فأنت حي وباق معنا بعلمك وتراثك العذب,, وسيحفظك التاريخ في ذاكرته في زاوية الأئمة الأعلام,, أولي الفضل والإنعام,, ومصابيح الظلام كما حفظ مالكاً واحمد وابن تيمية وابن باز وغيرهم,, ولن تنساك الأجيال القادمة,, كما لم تنس الأجيال السابقة أولئك الأعلام,, وستنهل من معينك العذب,, فقد أرويت ظمأهم,, وأشبعت نهمهم,, فلله درك,.
لقد كان رحمه الله من أشد المتعصبين لكن للدليل ليس إلا,, فهو مذهبه يخفضه ويرفعه ,, وقد زاوج رحمه الله بين الأدلة النقلية والمعاني العقلية,, بأسلوب ماتع ليس له نظير إلا عند الأوائل,, فجاءت فتاويه واختياراته فذة عجيبة,, تستميل عقل المنصف,, ويطمئن لها قلبه,, لقد رحل الشيخ في وقت تطالعنا الحياة كل يوم بمستجدات من منجزاتها,, وهي بحاجة الى عمق الشيخ في فهم دلالات نصوص الشريعة,, وسبره لمقاصدها لمعرفة مواءمتها للشريعة من عدمها فمن لها؟ لقد كان لحديثه طعم ونكهة خاصة,, فقد كان يأخذ بمجامع القلوب والعقول,, فلا تقطع سماعك عن حديثه حتى يقطع حديثه عن أسماعك لقد اعتنى بالتأصيل والتقعيد الفقهي عناية فائقة,, فقلما تسمع أو تقرأ للشيخ إلا وتظفر بأصل وقاعدة فقهية ولذا يأتيك حديثه متناسقاً متناغماً,, لا لبس فيه ولا اضطراب,, فلله دره,, واعظم الله أجره، سنذكرك ياشيخنا كلما صلينا وصلى المسلمون رمضان في الحرم الملكي وسيذكرك طلاب العلم كلما تشاكسوا في مسألة وراموا مرجحا بينهما,, وسنذكرك كلما نظرنا إلى قمم الجبال,.
وأعالي التلال,, ونذكرك كلما حلّق طائر في السماء وهطلت المزن بالماء.
عبدالله بن محمد الضالع
محكمة خميس مشيط الكبرى

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved