أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

محليــات

لما هو آتٍ
الحق والرأي
د, خيرية إبراهيم السقاف
بين الرأي والحقيقة يقف رأيٌ!!
هناك من يخلط بينهما خلطاً اعتسافياً بقدر ما أوتي الإنسان من قدرة جدلية، وحتى القدرة الجدلية لا يتمكن منها الإنسان إلا بالدُّربة، والدُّربة على الجدل حين يتماحك القول مع القول,,,، والرأي بالرأي، وتنهض الحقيقة تلك التي تكون كامنةً في بُرجها الشامخ اعتزازاً بثباتها؟!
ألم يدرك الإنسان أن لا ثبات إلا للحقيقة؟!
ذلك لأنها مشتقَّة من الحق,,.
والحق الأقوى,,,، والأنصع,,,، والأكمل,,,، والأجمل,,,، والأبلج,,,، والأزكى,,,، والأصدق,,,،
من يتخذه هدفاً,,,، ويتجه إليه سلوكاً,,,، ويتصف به أداءً,,,، لا يزل,,,، ولا يخطئ,,,، لا يظلم,,,، ولا يفشل,,.
وللحق صولات في معارك الإنسان,,,، والإنسان لتحقيق رغباته يهرب منه هروب السليم من المجزوم، غير أن هذا الهارب منه في عدد الناس الأكثر,,, لكن انتصار الحق هو الأظهر دوماً,,.
وللحق قدرة على الإمهال,,, فهو في معاركه مع الإنسان قد يتأخر في المنازلة وفي أخذ زمام المعركة,,, وفي رفع رايته,,,، وهو قد يختبئ إلى حين,,,، فيحسب الإنسان أنه هزمه,,, لكنه سرعان ما يأتي في قوة لا تختلف عن نزول المطر,,, أو انقضاض الصقر,,,، أو هجمة الريح,,,، أو سحق الرَّحى,,,، أو مباغتة الفُجاءة,,,، ,,, أو أي قوة لا يلبث المرء في غيِّه حتى يجدها تأتيه.
أما الرأي فليس هو الحقيقة,,.
فالرأي في ثباته لا يدوم,,,، وعند صاحبه قد يتغيَّر,,,، ومع المواقف يمكن أن يذوب,,,، ومع الجدل قد يتلاشى,,,، ومع المكابرة قد يرفع رأسه، لكن سرعان ما يجد نفسه منفرداً بصاحبه، أو صاحبه منفرداً به,,.
والرأي قد يُؤيَّد وقد يُعارض,,,، بحجم قوته، ومحجَّته، ومحجَّة الرأي الحق ، إن انطلق من عرين الحق فاز، وأفلح صاحبه، وكان قميناً بالثبات والانتشار، وإن انطلق من غير عرين الحق,,,، ولم يخالطه باطل بأي شكل من أشكاله، أو صفة من صفاته، ربما ثبت وربما تغيَّر,,,، أما إن كان يتزيَّا بزخرف خواء من الحق,,,، أو بدون محجَّة، ولا يقوم على أساس، فإن مصيره إلى الفشل,,, حتى لو لم يبق من الذين يتبنّونه إلا صاحبه,,.
والحق مناط بكل إنسان,,.
أما الرأي فلا يتحلى بهذه الصفة,,.
والحق عام,,.
أما الرأي فخاص,,.
والحق,,.
إن على الإنسان أن يتَّبعه,,.
أما الرأي فليس عليه إلا متى رأى فيه ما يناسبه,,.
تُرى,,.
من يسحب الخيط الرهيف بين الحقيقة والرأي؟
بين الخاص والعام,,,، بين ما يثبت وما يتغيَّر؟
وأيُّكم أصحاب حق؟
وأيُّكم أصحاب رأي؟
وأيُّهما تفضلون أن تكونوا من أصحابه؟
الحق أم الرأي؟
وأيُّهما أنتم؟
صادقون، جميلون، زكيُّون، ناصحون، ثُقات؟
أم قابلون للتغيُّر مع كل موجة وهوجة ؟!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved