أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

التوجيه والإرشاد وضرورات التخطيط وتحديد الأهداف
عطفا على ما كتبه هنا الاخوان خالد الفايز وابراهيم الصيخان حول التوجيه والارشاد الطلابي، اقول ان من الانصاف ان اذكر ان الادارة العامة للتوجيه والارشاد قد اسست هذا المجال بوزارة المعارف منذ عشرين عاما، وقامت وتقوم بشيء من التأطير المنهجي لهذا العلم بصفتها جهة منظمة، ولكنه ليس بالقدر الكافي المنشود والكفيل بالتطوير اللازم, ان التوجيه والارشاد علم معترف به عالميا، شئنا أم أبينا، وله أسسه ومناهجه وأهدافه التي تسعى الى النمو الشامل للمسترشد وهو علم لا ينفك عن التربية ومن العجيب ان الكثيرين يلمسون فنياته وتطبيقاته التربوية وفي ذات الوقت ينكرون وجوده ويتنكرون لمن اوجده وللقائمين على تنفيذه.
وبرغم سيره بقدم واحدة وهي جهود المخلصين ايا كان موقعهم الا انه يعد متقدما جدا في المملكة عنه في الدول العربية وعن بعض دول العالم الثالث رغم سطوة المعوقات المالية والمعنوية ورتابة التخطيط والحق ان الدراسات العلمية تؤكد ان الجانب التطبيقي لدور مرشدي الطلاب في المدارس مازال دون الحد المأمول وان اغلب الاتجاهات نحو ذلك الدور مازالت سلبية الا انه يتحتم علينا قبل ان نلوم المرشد الطلابي ان نتساءل ماذا قدمنا له؟!!
هل أهلناه التأهيل العلمي المطلوب؟ هل وضحنا له دوره بجلاء، وهل وعيّنا من حوله بذلك الدور؟ هل دربناه التدريب الكافي؟ هل ازلنا ما يعترض طريقه في الميدان من معوقات؟ هل انزلناه منزلته اللائقة تربويا داخل المدرسة وخارجها؟ هل ارحناه من الحمل الروتيني الذي اثقل كاهله؟ ان مما لا يدع مجالا للشك ان جهود المرشد ونجاحاته وعلاقاته وإنجازه الايجابي يغير كثيرا من المفاهيم والاتجاهات نحو دوره داخل وخارج المدرسة، ولكن المسكين لن يصل الى هذا المستوى من الانجاز، وكل من حوله يضع العراقيل في طريقه، مما دفع بكثير من المرشدين الى السلبية وعدم وضوح الهوية، وقد يبحث البعض عن ذاته في دور معاكس لطبيعة عمله الارشادي داخل المدرسة.
انني اتساءل الآن اين الخلل؟ اهو في الادارة العامة للتوجيه والارشد بالوزارة أم بادارات التعليم كقصور في تنفيذ ومتابعة وتجديد وابتكار في برامج وفنيات هذه المهنة؟ أم في نقص التأهيل والتدريب؟ أم في قصور التوعية بتعميق مفهوم دور المرشدين لدى منسوبي المدارس من الاداريين والمعلمين؟ أم قصور الاعلام بشكل عام وغياب دور المختصين الكبار في هذا المجال؟ أم ان عمر التوجيه والارشاد مازال دون سن الرشد انني ارى ان اغلب الاسباب سالفة الذكر مجتمعة هي المسؤولة عن ذلك، وهذا يقتضي تخطيطا قويا جادا لحملة وطنية ارشادية تربوية اعلامية تأهيلية تدريبية تأخذ على عاتقها نفض الغبار المتراكم على اتجاهات اغلب الفئات نحو التوجيه والارشاد الطلابي لتغييرها وإزاحة ماران على قلوب المرشدين من جراء ذلك وهذا التخطيط يقتضي وضع اهداف استراتيجية ثلاثية الابعاد تأخذ في الحسبان عدة مرتكزات اساسية وهي من وجهة نظري كما يلي:
تعميق النية الصادقة المصحوبة بالاجتهاد نحو التغيير.
الدعم المالي الذي يليق بنفرة التغيير.
الدعم المعنوي والمادي للإدارة العامة للتوجيه والارشاد.
تجديد دماء أداء مشرفي التوجيه والارشاد سواء في الوزارة أو في ادارات التعليم بالتدريب المكثف والابتعاث الداخلي والخارجي.
فتح الباب على مصراعيه بأسرع ما يمكن للحصول على دبلوم التوجيه والارشاد لكل مرشد، ولكل معلم يريد ذلك، والتدخل السريع جدا لتأهيل المشرفين غير الحاصلين على الدبلوم، مع التوسع واعطاء الاولوية في الحصول على الماجستير، وكذا الدكتوراه في التوجيه والارشاد.
وضع استراتيجية علمية تربوية لقبول المتقدمين لولوج هذه المهنة تجعل التخصص مرتكزا رئيسياً لذلك، مع تأطير مقابلات القبول بأطر جادة تنطلق من مفاهيم واسس ومناهج التوجيه والارشاد.
اقصاء من لا تثبت فعاليته في الأداء واحالته الى جهة تعليمية اخرى مناسبة يستطيع ان ينتج فيها بفاعلية.
ايلاء التدريب المكثف الأولوية القصوى، وتوظيف الكفاءات المؤهلة للتدريب سواء من داخل البلاد او من خارجها.
وضع الميزانيات المناسبة والكافية لبرامج وخدمات الارشاد بادارات التعليم ومراكز التوجيه والارشاد ومراكز التدريب ووضع ميزانية خاصة لكل مرشد في مدرسته.
إيجاد لائحة جديدة خاصة صريحة وجادة تنص على توضيح الدور العظيم للمرشد داخل المدرسة وحدود مهامه وعلاقاته، وحدود صلاحيات ادارة المدرسة في التعامل معه.
عقد دورات مكثفة لمديري ووكلاء المدارس والمعلمين لتوضيح دورهم فيما يناسبهم من خدمات التوجيه والارشاد وبيان مسؤولياتهم تجاه تسهيل دور المرشدين.
الجدية في التقييم السنوي من اجل تقويم الاعوجاج وتصحيح المسار الأدائي على ان يتولى المشرف المختص تقييم الجوانب الفنية التخصصية ويتولى مدير المدرسة الجوانب الادارية كالمحافظة على الدوام وعلاقات المرشد بمنسوبي المدرسة وأولياء امور الطلاب ونحو ذلك مع الاستئناس بالرأي التبادلي بين المشرف والمدير في جو من الاحترام والالتفاف حول الهدف النبيل المنشود.
وعودا على بدء فانني اعجب من كثير من منسوبي التربية والتعليم الذين لا ترى اعينهم الا المثالب ويغضون الطرف عن ايجابيات المرشدين بل ويغمضون اعينهم تماما عن اخطاء المعلمين والمديرين والمشرفين بل وكثير من التربويين صغارا وكبارا لماذا هذه النظرة الاحادية وكل بني آدم خطاء؟
وبرغم هذا فانني ألمس قصدا ايجابيا في دهاليز هذه السوداوية، شيئاً يلوح، تؤمن بأهميته اغلب الفئات لكنه غير محدد المعالم بالنسبة لها، الا وهو التوجيه والارشاد، انني أرى ان هذه النقطة هي بيت القصيد، بل هي التي ستأمن الدخول الى التغيير الجاد من خلال احد الثقوب في جدار الوعي النسبي المتوفر في الوقت الراهن ان هناك طائفة لازالت على الحق الارشادي منصورة برغم المعوقات المادية والمعنوية وهي راضية عن ذاتها، وهي نواة الخير التي ستغير الاتجاهات ا لسالبة نحو هذه المهنة الشريفة، ولا يضيرها ما يقال عنها لانها تسير في الطريق الصحيح، وتنتهج النهج القويم، انني اشبهها بالخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله اذ كان يحج سنة ويغزو سنة، ورغم هذا لم يسلم من افتراء ألسنة حداد.
والله من وراء القصد
على محمد هشبول الشهري
مشرف توجيه وإرشاد بالمنطقة الشرقية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved