أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

شرفات

بعد عام من الوليمة
الضجة الجديدة تعصف بالحياة الثقافية في مصر
* دخلت العلاقة بين المثقفين المصريين ووزير الثقافة فاروق حسني الى مناطق شائكة بعدما اصدر المثقفون بياناً اعلنوا فيه مقاطعتهم لانشطة وزارة الثقافة بما فيها معرض الكتاب القادم في حين اصدر الوزير على موقفه من اقالة علي ابو شادي من منصبه كرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بل صعد الامر من جانبه وقرر اقالة ابو شادي ايضاً من رئاسة المهرجان القومي للافلام الروائية الذي يعقد كل عام.
وبدأت العلاقة بالانفجار على اثر الضجة التي اثارها نائب البرلمان المفتي للاخوان الدكتور محمد جمال حشمت حينما قدم طلب احاطة للوزير ضد ثلاث روايات هي قبل وبعد لتوفيق عبدالرحمن، واحلام محرمة لمحمود حامد، وابناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان، وقد صدرت هذه الروايات عن سلسلة اصوات ادبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة واتهم النائب البرلماني الروايات الثلاث بالخروج عن الاداب العامة وخدش الحياء بعدها صدر قرار بإقالة رئيس الهيئة وانسحاب كل من رئيس التحرير الاديب محمد البساطي ومدير التحرير جرجي شكري المسؤولين عن السلسلة التي اصدرت هذه الروايات.
لغة الصراع
تفاعلت الاحداث سريعاً وتصاعدت لغة الصراع وعم الغضب جموع المثقفين وبات الاختلاف في الرؤى والتفسيرات حيال الاعمال الادبية هو المهيمن على أفق الحياة الثقافية بمصر هذا الاختلاف الذي تصاعد قبل عام مع رواية وليمة لأعشاب البحر للاديب السوري حيدر حيدر وصل لذروته الآن.
ففي حين يرى النائب البرلماني ان هذه الاعمال لاترقى لمستوى الاعمال الادبية وانها خادشة للحياء العام ولايقدر احد على نشرها لتدني وهبوط افكارها يرى رئيس الهيئة في معرض دفاعه ان هذه الروايات ليس فيها مايكدر الرأي العام ولايخدش الحياء لافتاً ان الرأي العام لايؤثر فيه الف نسخة لم يقرأها غير المثقفين وتابع ابو شادي ان السلاسل التابعة للهيئة تخضع للدراسة والفحص من المسؤولين عن كل سلسلة وعلى رأسهم رئيس ومدير التحرير وهما موقعان تتولاهما شخصيات ادبية على مستوى عال.
اتساع الغضب
ويحيل الاديب محمد البساطي مسؤولية الازمة وضخامتها الى عدم مقدرة وزارة الثقافة للدفاع عن المثقفين مؤكداً ان الازمة كانت يمكن ان تمر في هدوء بمجرد الرد على النائب الذي قام بتفسير عدة جمل او مواقف ادبية حسب فهمه وتوجهاته ولكن بدلاً من التسرع والتفسير والرد اتخذ وزير الثقافة طريقاً آخر وموقفاً غريباً حين قرر استدعاء اديبين هما رئيس التحرير ومدير التحرير للتحقيق معهما في مضمون اعمال ادبية.
ويبدو ان نطاق الغضب بين جموع المثقفين يتسع شيئاً فشيئاً ويتعدى اطراف الازمة فعقب اقالة ابو شادي تقدم الاديب ابراهيم عبدالمجيد الى الدكتور سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتاب باستقالته من رئاسة تحرير سلسلة كتابات جديدة التي اشرف عليها لاكثر من ثلاثة اعوام مؤكداً ان الظروف التي تحيط بالثقافة عموماً والادب خصوصاً لن تعطينا فرصة الاستمرار على النحو الذي كنا عليه.
كما تتزامن الازمة مع اختلافات المثقفين تجاه المؤتمر العام الذي دعا اليه وزير الثقافة وكان مزمعاً اقامته في شهر ابريل القادم لكن الانتقادات الحادة التي وجهها المثقفين لهذا المؤتمر ادت لتأجيله الى موعد لم يحدد بعد، وذلك بسبب رفض المثقفون الانضواء تحت ما اسموه جناح الوزير ورغبته في التأكيد ان المثقفين تحت طوعه ويبدو ان الازمة الجديدة قد اطاحت بآمال القائمين على هذا المؤتمر.
وسواء انتهت الازمة بالايجاب او السلب لصالح احد فإن مايتبقى منها هو لغة الصراع ذو الصبغة السياسية وسيادة منطق الاختلاف في التفسيرات والرؤى حيال الاعمال الادبية الامر الذي يحتم العودة لمناقشة مبادئ واصول العمل الادبي ومشروعيته في تصوير المواقف والمشاهد والشخصيات وصلاحية او عدم صلاحية نشر هذه الاعمال في ضوء الشريعة والاداب العامة.
عثمان أنور

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved