أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

مقـالات

وهم المسافة
الغاط: الفردوس الأخضر
عبدالله الزازان
كانت الرشاشات المحورية قد بدأت في الاستدارة وعلى مرمى منا الكثبان الرملية التي تتكسر مناظرها على تلة أو جبل أو طريق وعندما هبط بصرنا الى الوادي رأينا من على القرب قطعان الماشية وعندما ارتفع رأينا بساطا أخضر وردياً، ولكن لا تظن أنني أصف لك مكانا في براري فلوردا، هذا يحدث في الغاط ، الغاط اليوم وقبل اليوم لوحة جميلة وهبها الله سبحانه كل أشكال الطبيعة ولذلك فإن أهالي الغاط محظوظون الى الأبد.
يقول أمير الغاط عبدالله بن ناصر السديري: ان تنوع مشاهد التضاريس في الغاط يمنح العين ارتياحا والنفس راحة ويجعلك تألف هذا المكان ولا تود ان تغادره أبدا .
وعبدالله بن ناصر السديري رجل ذكي حاضر البديهة تألفه نفسك ينافح عن شؤون الغاط ويبذل جهدا كبيرا في جعل الغاط من أروع الأماكن.
أخذنا طريقنا وكلما التوى بنا الطريق أو استقام أو ارتفع أو انحدر نرى بين كل التواء وكل استقامة وكل انحدار أو ارتفاع شكلا رائعا من الأرض.
ولعل التكوين الجغرافي جعل من الغاط متحفا من التضاريس ولو قدر ومررت بوادي الباطن ولتكن مارا من أقصى الجنوب الى مصب الوادي في سهل الحمادة لرأيت أشجار النخيل على جنبات الوادي ولرأيت تراثا متحفيا ممتزجا بالأرض في مغيران والسبيخة وعندما تقترب من وادي أم برقى أو عندما يقترب بك الباطن تبدو لك الزويلية واحات من الرمال.
وإذا ما تتبعت وادي الباطن الى أقصاه بدت لك قلعة الرصفة وبدت لك شلالات المياه المندفعة من أعالي الصخور وعلى بعد 4كم من الغاط القديم تأتيك قلعة حليفة وعلى مقربة منها آثار لأرجل انسان.
وفي جنوب الغاط القديم يقع قصر الامارة وقد بناه الأمير ناصر بن سعد السديري والقصر معلم تاريخي أثري بارز يزين مداخله أعمدة حجرية طينية شامخة وتتناثر فيه المجالس الواسعة، وفي الشمال الشرقي يظهر لك خشم العرنية الذي قال فيه الشاعر حميدان الشويعر:


من قابل خشم العرنية فالخاطر منقول خطره
ومن قال أنا مثل سليمان كرم السامع

وعندما تترك الغاط القديم يبدو لك سهل الحمادة فردوسا أخضر تتشابك حقوله، ترويه تلك الآبار الباسطة على وجه الأرض وعند نهاية السهل غربا ينكسر بك نفود الثويرات وعند نهاية السهل شرقا ينكسر بك جبل طويق وهنا في قلب الغاط تتشابك الطرق والمياه والأشجار والرمال والصخور لتصنع نسيجا محكما لتجعل من السياحة في الغاط متعة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved