أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

متابعة

مصاب الأمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله الذي بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فلقد ميز الله علماء الشريعة على غيرهم بميزة العلم به سبحانه وتعالى والعلم بأسمائه وصفاته وما يجب له سبحانه على عباده من حق عبادته وحده لا شريك له وكذلك العلم بالحلال والحرام والعلم بطريق الحق وطرق الباطل والضلال ليبينوا ذلك للناس حيث حمّلهم الله أمانة العلم وأخذ عليهم العهد والميثاق لبيانه وعدم كتمانه فمكانة العلماء عظيمة ومقامهم رفيع قال تعالى :قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ويكفي لأهل العلم شرفا أن الله تعالى استشهدهم وذكر شهادتهم مع شهادته سبحانه وشهادة ملائكته على أعظم مشهود عليه ألا وهو توحيده سبحانه فقال جل من قائل عليما ً شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم وأخبر سبحانه أنه يرفع الذين آمنوا وأهل العلم الشرعي درجات فقال تعالى :يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وأخبر سبحانه أن العلماء هم الذين يعقلون الأمثال التي يضربها الله للناس في القرآن الكريم فقال : وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ومن شرف أهل العلم أن الله سبحانه ذكر أنهم أهل خشيته فقال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء وأرشد الله المؤمنين أن يرجعوا إلى أهل العلم لحل ما أشكل عليهم فقال: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فالعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر والعلماء كالنجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست ضل السالك والخير كل الخير معقود بالفقه في الدين قال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين أخرجه البخاري.
إن وجود علماء الشريعة الذين يهتدون بنور الوحيين الكتاب والسنة وجودهم أمان بإذن الله من الضلال والانحراف وفقدهم مصيبة كبيرة لما يترتب على ذلك من الاضرار والمخاطر قال صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا أخرجه البخاري, ومن أجل هذه المعاني السالفة وغيرها الكثير فإن مصاب الأمة بفقد فقيهها وعالمها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين مصاب جلل وخطب عظيم فلقد ترك ثغرة واسعة وثلمة في الدين كبيرة خصوصا وأنه سبق أن أصيبت الأمة من قبله بفترة بفقد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهم الله جميعاً فإنا لله وإنا إليه راجعون وإن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا شيخ محمد لمحزنون.


رزء عظيم أثار الحزن والأسفا
فالدمع فيه على الخدين قد وكفا
اليوم حقاً فقدنا للهدى علماً
اليوم حقا فقدنا الزهد والشرفا
فالله يلهمنا صبراً فقد عظمت
مصيبة أثقلت في حملها الكتفا

ولكننا ولله الحمد على يقين ان الله حافظ دينه وانه لا يزال في الأمة علماء أجلاء يعملون جاهدين على نشر العلم الشرعي والرد على شبه المبطلين وأملنا فيهم بعد الله كبير.
إن الشيخ محمد رحمه الله قد ترك ثروة علمية ضخمة منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مسجل ندعو الله ان ينفع بها خصوصاً أن للشيخ طريقة فقهية مميزة فهو بحق من المجتهدين الراسخين في العلم إذا بحث مسألة أشبعها وتتبع أطرافها لذا نرجو من الإخوة القائمين على إذاعة القرآن الكريم وفقهم الله ألا يقطعوا صوت الشيخ فلديهم ثروة عظيمة للشيخ نفع الله بها في مشارق الأرض ومغاربها نسأل الله ان يحفظ على الأمة دينها الذي هو عصمة أمرها وأن يحفظ عليها دنياها التي فيها معاشها وان يحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادتها المباركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن عبدالله الخليفة
إمام وخطيب جامع العساف بحي الجندل
في محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved