أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

متابعة

دمعة على أعتاب العلم
إن دموعنا لا تزال تنهمل على فراقك، وإن قلوبنا لا تزال ترجف من هول الخبر، ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك لمحزونون.
لقد هال الجميع هذا الخبر المؤلم ولكن نشكو أمرنا الى الله.
لقد كان الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى نبراس علم مضيء، وعين وعي لا تنضب، كنا نراه فنرى العلم والورع والتقوى فإذا سمعناه سمعنا الصحيح والموثق.
إذا سمعت الشيخ يتكلم في مسألة ما حفظتها بالدليل، وإن كان لديك شبهة طارت إليها فتواه فجعلتها حصيداً كأن لم تغن بالأمس.
حجة وتوثيق، بيان وبرهان، رواية ودراية، إذا سمعت منه كلاما في الفقه استفدت الفقه والحديث والنحو, وعلما لا يحصى.
فقد كان رحمه الله فيها لا يشق له غبار ولا يجارى في ميدانها وفوق هذا كله، فقد روى عنه أحبابه، أنه في العبادة عجب عجاب, والله لا يضيع أجر المحسنين.
إن مصابنا بالشيخ عظيم ورزية من أعظم الرزايا, ان فقد العالم الرباني مصيبة ولكنها عظيمة، وطعنة ولكنها في الصميم.
العالم قدوة وأسوة، ومنار للطريق، والأمة بغير العلماء شعيرات في ريح عاصف، تتخبط والتيه نهايتها, إن حاجة الأمة للعلماء كحاجتها الى الطعام والشراب بل أشد لأنها بالعلماء تغذي الروح، وغذاءُ الروح هو النافع يوم المحشر.
ولا تزال الأمة بخير ما التفت حول العلماء وطافت بهم، وتحلقت حولهم وصدرت عنهم في شتى المجالات، ومتى سلكت الأمة طريقاً غير طريقهم انتهت بالشقاء والوحشة وإن اخذت الأمة رأياً مخالفاً لهم كي تلبي رغبتها خالفت الدليل والمنطق وتناثرت أضلاعها وهرمت أعمارها.
فالعلماء قدوة ولنا فيهم أسوة، ولن نعدم خيراً في سلوك مسلكهم أبداً.
لفقد الشيخ محمد رحمه الله حزن عارم وقبله الإمام ابن باز رحمه الله، ولكن كما كانا في هذا العصر، عَلَمين نسأل الله سبحانه وتعالى ان يأجرنا في مصيبتنا وان يخلفنا خيرا وصلى الله على محمد وآله وسلم.
ابراهيم الشبرمي
الدمام

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved