أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

المتابعة

التاريخ: عبر ودروس
القوة أم القانون الدولي؟
في كتابه الهام والقيِّم إعادة الديموقراطية يقول مؤلفه نعوم تشومسكي بالحرف: في ظل النظام العالمي الجديد تكمن ميزات الولايات المتحدة الأمريكية نسبياً في قوتها العسكرية التي تبلغ الدرجة العظمى الآن، لكن الديبلوماسية والقانون الدولي يبتغيان السلام ويفضلان المفاوضات على العنف والاكراه.
ولا نعتقد ان أحدا يناهض هذا المفهوم من حيث المبدأ، ذلك لأن الذاكرة البشرية مليئة بصور المآسي والويلات نتيجة الحروب التي جرت وحصدت ملايين ملايين الناس الذين خلقوا للحياة وليس للموت قبل الأوان.
ومع أن هذا المفهوم للعلاقة ما بين أوهام سلام القوة وبين السلام الذي ينجم عن المفاوضات المتكافئة وليس تحت ضغط القوة، فإن ثمة الكثير من الصور التي تتناقض معه على مستوى التطبيق وذلك من منطلق الدفاع عن الحقوق الشخصية وليس الحقوق المعترف بها إنسانياً, وفي عالمنا اليوم المثال الصارخ الذي يتبدى على ارض فلسطين العربية حيث السلام المنشود إسرائيلياً يقوم على القوة وفرض الأمر الواقع بعيداً عن السلام المطلوب دولياً وشرعياً عبر قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ومؤتمر مدريد وما إلى ذلك من مواقف تؤيد حق العرب في أرضهم وحقهم في الدفاع عن تاريخهم وعن هويتهم الوطنية.
وبغض النظر عن المفهوم الدارج عن النظام الدولي الجديد ورؤية البعض إلى هذا النظام على أنه حالة جديدة من الحالات التي لم يثبت التاريخ البشري ديمومتها في أي وقت من الأوقات أو مكان من الأمكنة فإنه يملك مقومات القوة من دون شك ومن منطلق القوة يستطيع ان يفرض حضوره في العالم مهما بعدت المسافات شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً.
بيد ان الذي يعترف به رجل سياسي محنك على غرار الكاتب والمحلل السياسي المرموق عربياً ودولياً نعوم تشومسكي هو ما يلفت الانتباه، لأن كلاماً كهذا لا يمكن أن يصدر عن رجل يتعامل مع العواطف أو المشاعر، بل مع الوقائع والأحداث المثبتة على مدى الأيام وفي تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن الثامن عشر كما في تاريخ فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية في العقد الرابع من القرن الفائت وكما في تاريخ الأمة العربية في بدايات القرن العشرين خلال سنوات التحرر وتحقيق الاستقلال ما يؤكد أن القانون سواء أكان رسميا أم إنسانياً لابد أن يسود في نهاية المطاف، لأن القانون ينهض على أرضية الديبلوماسية بشكل أو بآخر، حيث تتلاقى وجهات نظر المشاركين في حل مسألة من المسائل السياسية المستعصية وصولاً إلى القرار العادل, ومن هنا يتعاظم المد الوطني والقومي في بلادنا العربية وبخاصة على الأرض ضمن مفهوم سيادة قانون الشعب الذي لا يمكن أن ينهزم ما دام يناضل من أجل استرداد الحق.
وبمثل هذا المفهوم انتصرت شعوب الأرض على مستعمريها والجاثمين فوق أرضها، وكذلك ستكون نهاية الصراع بيننا وبين أعداء أمتنا العربية من دون ريب طال الزمن أم قصر.
د, اسكندر لوقا
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved