أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

توجَّستُ من حمد القاضي فكانت المفاجأة!!
رحلة مع المطنِّشين والرادِّين وناصبي الكمائن !!
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة,, وبعد:
فكنت كتبت في شهر رمضان الماضي لعزيزتي الجزيرة عدة مداخلات وكنت في كل منها أبارك برمضان وكتبت أول أيام العيد وهنأت به وانقضى رمضان وانقضى العيد والأيام تمُرّ والسنون تكُرُّ ويولد فلان ويموت فلان وعجلة الحياة تسير:


منع البقاءَ تقلبُ الشمسِ
وطلوعها من حيث لا تمسي
وطلوعها بيضاء صافيةً
وغروبها صفراء كالورسِ
اليوم أعلمُ ما يجيء به
ومضى بفصل قضائه أمسِ

عزيزتي الجزيرة:
أريد أن أكتب هذه المرة عن بعض مَن عقبت عليهم وأبين ردود أفعالهم نحوي فأقول:
منذ حوالي عشرين سنة، وبالتحديد منذ عام 1402ه وأنا أكتب في عزيزتي الجزيرة وكل كتاباتي أو جُلّها تعقيبات على موضوعات وردت في الجزيرة ويمكنني تصنيف من عقبت عليهم كما يأتي:
1 الصامتون (أو المطنّشون) وهم الغالبية العظمى ممن عقبت عليهم وأعتبر سكوتهم: اما أنهم رضوا بما قلت والسكوت علامة الرضا، والسكوت في معرض الحاجة بيان، وفي الحديث الشريف: لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستأذَن واذنها صماتها وعلى ذلك فيكون سكوتهم حياء وموافقة، واما أنهم سكتوا حتى لا ينتشر التعقيب ويعرف أن هناك من عقب عليهم وخطّأهم, فيكفي من قرأ أولا ولا داعي للإثارة، وإهمال التعقيب ينسي الناس أمره وأمر من كتبه.
2 الرادوُّن وهم قلة:
منهم الغاضبون، وهؤلاء أقسام فمنهم من رد على تعقيبي الذي لم يتعد بضعة أسطر (وأقصد الكلام المباشر) بستة أو سبعة مقالات كتبت ولله الحمد أثناء اجازتي والا لأصابني منها مرض، من شدة الهجوم عليّ مع ان ما كتبته متفق عليه من المحيط إلى الخليج بل هو موضع إجماع، لا يتعارض فيه رأيان ولا تنتطح فيه عنزان، وكان الرد من كتب نفطويه الذي قال فيه الشاعر:


أحرقه الله بنصف اسمه
وصيّر الباقي صراخاً عليه

ونصف اسمه الأول (نفط) والباقي وَيه بالعربي وبالفارسية معناه (رائحة النفط),.
ومن كتاب ابن درستويه الذي قال فيه أبو عامر ابن شهيد الأندلسي (,,, الهرة عندي عليه)، وان كان صحيحا ما قال الراد الغاضب فقد درس وأصبح من الآثار، ولا بأس بأبيات من قصيدة صفي الدين الحلّي عن التسهيل والتصعيب بالمناسبة (وليس بقصد الشاعر الحرفي):


خلِّ للأصمعي جوب الفيافي
في نشافٍ تخف فيه الرءوسُ
وسؤال الأعراب عن ضيعة اللف
ظ إذا أشكلت عليه الأسوسُ
درست تلكم اللغات وأمسى
مذهب الناس ما يقول الرئيسُ
إنما هذه القلوب حديد
ولذيذ الألفاظ مغناطيسُ

وهناك أحد كتاب العزيزة (المكثرين سابقاً) طالب بأن يُجرى استفتاء بين القراء لمنعي من الكتابة لأنني حسب رأيه: في كلامي استخفاف بالكتّاب وأنا أعوذ بالله ان استهزئ بأشخاص أو أستخف بكتّاب ولكن أنا قد أداعب الألفاظ ولا علاقة مباشرة لي بالقائل فلان أو علان.
والغريب ان هذا الكاتب انقطع هو عن الكتابة في العزيزة منذ فترة طويلة.
وهناك من ردّ عليّ وشكرني في بداية موضوعه وهو شاعر ثم خطّأني وهو المخطئ في كل ما كتبت عن قصيدته بدون استثناء مما اضطرني على غير عادة أن أكتب مرة أخرى أدافع عن نفسي وأرد عليه.
ومنهم شاعر ناشئ وأكاديمي كتب قصيدة عرضتُ لها في حينها وتولى الرد عليّ نيابة عنه مدرس لغة عربية في مدرسة ثانوية سفّه آرائي، وسخر منها على عكس ما ادعى أني أنا من سخر.
أما الشاعر الأصلي فقد نصب لي كمينا حتى كتبت قصيدة عن شهر رمضان المبارك رمضان قبل الماضي استقيت معانيها مما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وصغتها شعراً ليكتب عليّ رداً مجحفاً قاسياً مع أن مقام القصيدة لا يقبل ذلك حتى انه سامحه الله قال ان قصيدتي من رداءتها جعلته يترحم على صاحبي النونيتين القحطاني وابن القيم وكأنه لم يكن يترحم عليهما من قبل لرداءة القصيدتين في رأيه مع أن الأستاذ أحمد الدامغ صاحب زاوية الأدب المثمن كتب مرة عن الشعر في رمضان وذكرني وأنا أشكر له ذلك مع الشعراء المعاصرين واستشهد ببعض أبيات من نفس القصيدة على أني كنت قبل ذلك قد عقبت عليه الأستاذ الدامغ مرتين.
وهناك زميل قديم وشاعر معروف كان بيني وبينه أكثر من أخذ ورد، وأخيراً وبالتحديد أواخر شعبان الماضي كلمني في بيتي بالهاتف وقرأ عليّ قصيدة عينية تتعرض لي بشيء من المدح وبكثير من التعريض، ولا أدري لِمَ قرأها عليّ، هل ليضمن عدم ردي عليه أو غير ذلك لا أدري إلا أنه نشر القصيدة بصحيفتنا الجزيرة .
ورددت عليه وبالأحرى عليها القصيدة في عزيزتي الجزيرة دون مراعاة للعلاقة الخاصة بيني وبينه، ويظهر والله أعلم أنه غضب من ردي، حيث اتصلت بهاتفه في منزله ليرد عليّ ابن له على ما أظن قائلاً بعد أن طلبت والده: من نقول له؟ فقلت: نزار رفيق بشير فغاب دقائق ثم جاء ليخبرني انه غير موجود واعتبرتها تصريفة حيث لم يكلمني إلى كتابة هذه الكلمات.
3 الراضون: وهم قلة:
فهناك قارئ غبط الجزيرة على ان بها قراء كتّاباً وذكرني منهم، واحد القراء من منطقة جازان هنأني بفوز الهلال بعد أن كنت قد ذكرت الهلال في مناسبة رياضية.
وهناك استاذ كريم هو الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر ذكرني بمقال له في الصفحة الأخيرة وأيدني على ما كتبته عن الشاعر الفارس زين الشباب ابي فراس الحمداني فله شكري وتقديري.
عزيزتي الجزيرة:
كتبت هذا الكلام بعد ان جاءني اتصال هاتفي من الأديب المعروف الأستاذ حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية، بيني وبينك أوجست قبل أن يكلمني خوفاً أن يكون غضبان من تعقيب لي على موضوع كتبه في الجزيرة وصححت له فيه بيتاً وأطلت في الموضوع على عادتي حيث أعمل من الحبة قبة لأفاجأ به يكلمني بغاية اللطف ويهنئني بعيد الفطر المبارك ويشكر لي ما كتبته عن مقاله، وأخبرني أنه متابع لما أكتب على قلة ما أكتب ومسرور من حرصي على اللغة والتراث، ويعدني بإرسال المجلة العربية لي هدية, وفعلا وصلتني المجلة عدد شوال باسمي ومعها بطاقة معايدة بخط يد الأستاذ حمد، ومع المجلة كتيب هدية من كتابة الأستاذ الشاعر غازي القصيبي عن تجربته مع اليونسكو.
فشكراً للأستاذ حمد على كريم أخلاقه، وروحه العالية، وسماحته الفائضة، وعلى فكرة,, موضوعات المجلة كلها قيمة لكن قرأت فيها موضوعاً للدكتور عبدالله بن سليم الرشيد صادف هوى في نفسي، ووجدت فيه تأييداً لما كنت ذهبت إليه في جزء من هذا التعقيب.
شكراً لصحيفتنا الجزيرة المطرزة وعزيزتي الجزيرة المعززة والقراء الكرام,, والسلام ختام.
نزار رفيق بشير
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved