أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd January,2001 العدد:10343الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,شوال 1421

مقـالات

دقات الثواني
وذهبت العجوز
عائض الردادي
العجوز هي (مادلين أولبرايت) وزيرة الخارجية الأمريكية التي غابت شمسها عن مسرح السياسة، وذهابها غير مأسوف عليه من كل دول العالم الثالث والعرب على وجه الخصوص، فقد كشرت هذه العجوز عن أنياب يهوديتها فور تعيينها وزيرة للخارجية وأعلنت أنها اكتشفت أنها يهودية وهي تعرف ذلك، ولكنها أرادت أن تعلن للعالم ذلك لتقنعهم بما ستقوم به من خدمة لدينها وقد خدمت دينها بكل إخلاص وجهدت ما وسعها الجهد أن تنتزع من العرب الاعتراف بإسرائيل، ولكن الله حفظ العرب من شرها عندما أقدمت على خطوة لم تقدِّر أبعادها عند العرب وهي (القدس) فقد أغراها الاستسلام حيناً، والهرولة حينا ان تقدم على هذه الخطوة ليسجل لها ذلك في تاريخ اليهود، وبذلت في الأيام الأخيرة من الجهود ما لم تبذله خلال السنوات الثماني السابقة.
لقد غلبت يهوديتها على سياستها حينما استعجلت هذه الخطوة بحكم عامل الزمن لتحقق لإسرائيل ما لم يحققه (روجرز) صاحب الخطوة خطوة، ولا (كيسنجر) الذي أعلن حينما بارح السياسة أنه حقق لقومه اليهود ما لم يحققه أحد قبله، ولكن هذه العجوز العنترية باءت بالإخفاق فلم تحقق لقومها غير الهزيمة والمذلة حين تسببت بإقدامها على موضوع القدس في انفجار الغضب العربي في انتفاضة الأقصى التي رجمت اليهود بالحجارة فظهروا للعالم يهرولون هاربين في سيارات مصفحة ضد الرصاص ليس من الرصاص بل من حجارة فلسطين الطاهرة يقذفها الأطفال والشباب.
هيئتها كهيئة (جولدا مائير) من قبلها ليس فيها من الأنوثة إلا تسريحة الشعر المبعثر، ومع هذا قالت: إنها تعرضت لكثير من تحرش الرجال (؟) ويبدو أنها حين أخفقت فيما عجز عنه الرجال من النجاح في السياسة أرادت أن تلتفت لأنوثتها بعد أن أصبحت غثاء أحوى لا يلتفت إليه أحد.
كانت تظهر بعنترية عندما كانت تعتلي المنصة في الأمم المتحدة مندوبة لبلادها، ومارست هذه العنترية في وزارة الخارجية فخرجت بأعظم إخفاق فلم تحقق لإسرائيل شيئا سوى تفجير الغضب العربي، والشعور الإسلامي من إندونيسيا شرقا إلى المغرب غرباً، وهذه حسنة يجب أن يعترف لها بها العرب، فالجميل مشكور حتى من الأعداء.
ذهبت هذه العجوز وهي تجرجر أذيال الهزيمة حينما استعدت العالم ضد بلادها المتحضرة، فأصبح العداء لأمريكا يظهر في كل مكان بسبب سياستها المنحازة وهي تعلن أنها هي الحكم وهي القاضي ظانة أن العالم الثالث سيقبل ذلك متناسية أن للشعوب ثورة وغضباً لا يحتاج لأسلحة نووية ولا مدمرات حربية سوى الإيمان بالإصرار على الحق لنيله ولو بعد قرون.
للتواصل: ص,ب45209 الرياض 11512 فاكس: 4012691

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved