أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd January,2001 العدد:10343الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,شوال 1421

الاقتصادية

الرئيس الفرنسي الأسبق خلال فعاليات اليوم الثاني لمنتدى جدة الاقتصادي
تحرير التجارة وإلغاء القيود والعقبات وإقامة مناطق تجارة حرة أولى خطوات توحيد العملة العربية
عوضنا انخفاض اليورو ومع بداية العام القادم سيصبح عملة أساسية لجميع بلدان أوروبا
* جدة أحمد العلي
أكد فاليري جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي السابق على ان الدول العربية وبالأخص منطقة الخليج لديها مقومات تكوين اتحاد فالاتحاد الأوروبي منهي تملك العديد من مقومات النجاح التي لم تكن موجودة للاتحاد الأوروبي مثل وحدة اللغة والثقافة والعقيدة واذا ما بدأت الفكرة في التنفيذ فانه خلال خمس سنوات سيكون هناك وحدة اقتصادية عربية كبيرة وفي تقدير ديستان لابد من البدء بتحرير التجارة والغاء القيود والعقبات واقامة مناطق تجارة حرة ثم بعد ذلك يمكن التفكير في توحيد العملة بعد انشاء نظام مالي.
جاء ذلك في كلمة الرئيس الفرنسي السابق التي القاها في اليوم الثاني من ايام منتدى جدة الاقتصادي.
وأشار الى ان هناك دراسة في دول الاتحاد الأوروبي لوضع نظام ضريبي نسبي على أسعار البترول والأخص البنزين حتى لا يرتفع سعره ارتفاعا كبيرا مع ارتفاع أسعار البترول الخام.
وأكد ان الاحتجاجات في دول الاتحاد الأوروبي لم يقصد بها الاحتجاج على منتجي النفط ولكنه احتجاج على سياسة الأسعار في الدول الأوروبية.
وحول علاقات دول الاتحاد الأوروبي بالدول العربية خاصة وان هناك بلداناً عربية لا تبعد سوى مئات الكيلومترات فقط عن الاتحاد قال ديستان ان العلاقات مع الدول العربية قوية ولكن لا يمكن الاندماج في الاتحاد لأن الاتحاد يشمل الدول الأوروبية ولكنه أكد على مكانة الثقافة والعلوم العربية في الدول الأوروبية وبالأخص فرنسا حيث تم انشاء معهد متخصص في باريس للعالم العربي وندرس الثقافة العربية مشيرا الى الاهتمام الكامل بمشاكل المنطقة والسعي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل فيها وان العلاقات قوية بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية مشيرا الى العلاقات مع المملكة العربية السعودية والمغرب ومصر موضحا ان مصر والمغرب لهما علاقات واتفاقات تحقق تعاوناً كبيراً.
وفي كلمته أشار ديستان للتطور الهائل الذي حققته السعودية على مدى الأعوام الماضية والانطلاقة المستقبلية للاقتصاد السعودي موضحا ان العالم حقق تقدمه بالاعتماد على الأرقام العربية والتي لولاها لما حدث تطور الحاسبات الآلية الذي نراه الآن يستخدم في كافة العلوم والمجالات.
وحول الاتحاد الأوروبي ونظرته للعولمة أوضح ديستان ان العولمة لا تعني أن يصبح العالم ملعبا واحدا يلعب على أرضه لاعب واحد ولكن يمكن القول ان المسرح سيصبح واحدا ولكل لاعب على المسرح دوره المستقل وهويته وثقافته ودينه مشيرا الى ان هناك لاعبين على مستوى القوة المؤثرة في العولمة,, مثل الولايات المتحدة والصين والهند وأمريكا اللاتينية والبلدان العربية وأوروبا ويتعين ان يعرف كل دوره على المسرح العالمي.
وأضاف ان الاتحاد الأوروبي سيصبح سوقا موحدة وبعملة مستقرة وبالتدريج عملة قوية حيث ان السوق يحكمه عدد السكان والقوة الشرائية وعندما يتوسع الاتحاد ستكون السوق الأوروبية اكبر وأوسع أسواق العالم حيث سيتم الغاء جميع العقبات في التعاملات بين دول الاتحاد ثم يقدم الاتحاد الأوروبي نفسه على أساس انه مؤسسة واحدة وتتخذ الاجراءات والقرارات فيه بالأغلبية,, وستكون المنافسة واضحة ولكن أهمها المنافسة في المنتجات الزراعية التي يحكمها عاملان الأول عامل سعري يتمثل في خفض السعر وذلك بخفض التكاليف والثاني بالحفاظ على الصحة البشرية,, وهي من المشاكل التي حدثت في اللحوم حيث تم تغذيتها بأعلاف تزيد الانتاج وتخفض التكلفة فأدى ذلك الى اصابة الماشية بأمراض,, وقد تم تحديد القواعد التي تجمع بين المنافسة السعرية والحفاظ على الصحة.
وأضاف ان اليورو سيتحول إلى عملة أساسية لكل أوروبا وخاصة المؤسسين منهم فرنسا وألمانيا بنهاية هذا العام مشيرا الى زوال التخوف من اليورو اثر انخفاض قيمته والذي تم التعويض عنه وستصبح العملة الأوروبية مستقرة ويتسع نطاقها بالتدريج مما يؤدي الى سرعة النمو بالاضافة الى زيادة الأعضاء من الدول سيؤدي الى تقليل الفوارق وتنوع أكثر في الأمور الثقافية والاجتماعية وهناك ميل للتوسع وميل للانتاج مؤكدا أن جميع الحكومات الأوروبية تعي الحاجة الى تشجيع الاقتصاد القائم المعرفة والبيانات الذي على رأسها التعليم والتدريب المهني والذي تنفذه الشركات للعاملين بها ويتم في أوروبا على مستوى الشركات والسلطات المحلية وليس على مستوى الحكومة مع اتخاذ الاجراءات اللازمة وتوفير الموارد التمويلية لتحقيق هذه السياسة.
المستشار الألماني كول:
ضرورة إيجاد عملة عربية موحدة
بعد ذلك تحدث المستشار الألماني السابق د, هليموت كول خلال ترؤسه للجلسة الأولى في منتدى جدة الاقتصادي العالمي الثاني عن التجربة الألمانية في النهوض الاقتصادي ومن ثم تطرق الى الوحدة الأوروبية منذ بداياتها وحتى ظهور العملة الأوروبية الموحدة اليورو وتطرق في ذلك الى الصعوبات التي واجهت الدول الأوروبية وشرح كيف تغلبت هذه الدول على تلك المشاكل كما تناول كول التجربة السعودية في مجال التنمية الاقتصادية وأشاد بما تحقق على أرض المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ومن خلال حديثه عن التجربة الألمانية قال كول: ان ألمانيا ليست غنية بالمواد الطبيعية ومع ذلك استطاعت ان تقاوم هذا العجز في المواد الطبيعية من خلال العمل المتواصل والجهد الشاق مع التخلص من البيروقراطية وإزالة الحواجز .
وذكر كول ان بلاده استفادت من خبراتها السابقة والتي زادت بعد التوحيد ولاسيما فيما يعرف بالخصخصة وقد أدى هذا الى ازدهار المشروعات الخاصة وخصوصا المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تفوقت في ألمانيا بصورة أفضل مما هو عليه الحال في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يتعلق بالعملة الأوروبية الموحدة اليورو التي وقف خلفها هيلموت كول بشدة حتى رأت النور قال المستشار الألماني السابق كول ان اليورو سوف يكون العملة الوحيدة للتعامل في كافة أنحاء أوروبا بعد 10 سنوات من الآن بما في ذلك بريطانيا نفسها التي كانت ضد هذه العملة حتى وقت قريب كما أن اليورو سوف يكون منافسا للدول في كافة انحاء العالم وزاد كول في القول ان اليورو سوف يكون بمثابة الضمان للسلام في أوروبا وبذلك لن تتكرر الحروب في أوروبا مستقبلا بسبب العملة الموحدة وأشار في هذا الصدد الى ضرورة قيام الوحدة الأوروبية بل الى السعي من أجل ظهور عملة عربية موحدة بقدر الامكان واستدرك كول قائلا نعم ان الوحدة تكون على حساب السيادة الوطنية ولكن في المقابل تحقق مكاسب مهمة جدا.
وحول علاقة الاتحاد الأوروبي بدول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة وبالمنطقة العربية بصفة دائمة قال كول ان العلاقات بين الجانبين قديمة وتاريخية ونسعى الى توطيدها بل ونريد من دول المنطقة ان تهتم بتفعيل علاقتها مع الدول الأوروبية حتى يتحقق التكامل والتوازن في العلاقة.
واشار في هذا الصدد بالدور السعودي في استقرار هذه المنطقة من العالم ودعا المملكة العربية السعودية الى ضرورة الاهتمام بالتعليم والتدريب للشباب السعودي موضحا ان أكثرية المجتمع السعودي من الشباب ولذلك لابد من الاهتمام بهذه الشريحة من العمالة الوطنية التي سوف تتولى زمام العمل مستقبلا ونوه بالانجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية وقال ان ما تحقق في المملكة خلال ال30 عاما الأخيرة يدعو الى التفاؤل بالمستقبل.
واعترف كول أن أوروبا اخطأت كثيرا في تعاملها مع الدول العربية في الماضي ودعا الى التجاوز عن هذه المرحلة بالنظر الى المستقبل.
وأضاف في هذا الصدد لقد سبق ان ناقشت وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بشأن اقامة مشروع مشترك في المنطقة العربية على غرار مشروع مرشال للتنمية وفي اعتقادي ان هذا المشروع سوف يبدأ القيام به عقب التوصل الى تسوية شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
وحول خطورة الأسلحة النووية في العالم قال كول ان الأسلحة النووية كانت تمثل أحد عوامل التوازن والاستقرار في فترة الحرب الباردة والتي انتهت فعلا في العام 1990م ولكن نبه كول الى خطورة انتشار هذه الأسلحة في الوقت الحالي ومن ثم دعا الى ضرورة ازالة أسلحة الدمار الشامل من جميع الدول.
وحول رؤيته لمستقبل السلام في منطقة الشرق الأوسط في ظل المعطيات الجديدة قال كول أن أوروبا سوف تلعب دورا كبيرا في عملية السلام في ظل الادارة الأمريكية الجديدة وخصوصا ان الاتحاد الأوروبي مرتبط كثيرا بدول المنطقة.
وحذر كول من خطورة عدم التوصل الى السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط, وقال اذا لم يتحقق السلام في هذه المنطقة سوف ينهار السلام العالمي.
بعد ذلك ألقى الرئيس ومسؤول المجموعة يو بي اس/ مارسيل أوسبيل كلمة قال فيها: انني ارى انه من المناسب جدا ان نبحث هذا الموضوع هنا في المملكة العربية السعودية وفي منطقة من العالم ساهمت اسهاما عظيما في اثراء الثقافة والحضارة الغربية، فعلى سبيل المثال نحن ندرك مدى ما قامت به الحضارة العربية في تحسين وتطوير العلوم والفلسفة الاغريقية القديمة وجاءت بها الى اوروبا كما ساهمت المنطقة العربية في تعريفنا بتقنيات جديدة كانت معروفة في الصين والهند ومنها الورق وطواحين الهواء وآلة الغزل، لهذا فان ما نشهده اليوم كان من المستحيل تحقيقه بدون التبادل الثقافي والفكري ما بين العرب والعالم الغربي.
واضاف ان حصة البلدان الصناعية في اجمالي الناتج الاقتصادي المحلي تشهد انخفاضا مطردا فان البلدان التي وصفت بأنها اقتصاديات ناشئة ونامية في السبعينات قد زادت حصتها من اقل من 40% في ذلك الوقت الى اكثر من 50% في الوقت الحاضر وفي عام 2020 فإنها سوف تنتج اكثر من 60% من اجمالي الانتاج العالمي.
ومن الواضح انه في الوقت الحاضر تحتل امريكا موقع الصدارة لكن اوروبا وبقية انحاء العالم سوف تلحق بها بعد ذلك وقد بدأنا نشهد بالفعل تحسينات في معدلات الانتاجية وقد لا يكون ذلك فكرة سيئة ان تكون دولة ما تابعا ذكيا ولاسيما ان اصحاب السبق هم الذين تحملوا جميع تكاليف الابتكار ومخاطر الفشل وقد سبق لبول سافو، العالم الامريكي المعروف القول: ان الطائر الذي يأتي مبكرا هو الذي يقوم بصيد الدودة ولكن الفأر الثاني هو الذي يحصل على الجبن .
كما يمكن لكم ان تتصوروا فان الثورة الصناعية الثالثة تفتح آفاقا هائلة للخدمات التي تعتمد على المعرفة ولاسيما في قطاع الخدمات المالية التي تشكل المعرفة لب أنشطتها واعمالها.
تعتبر المشورة السليمة والمهارات التحليلية للبنوك هي العنصر الحيوي في فترة التحول حيث يتحرك قطاع الشركات والمؤسسات بعوامل اعادة البناء والتوسع, كل ما عليكم هو مشاهدة معدل عمليات الدمج والاستهلاك التي حدثت خلال العقد الماضي.
فقد ارتفع عدد عمليات الدمج والاستهلاك في جميع انحاء العالم بمعدل عشرة اضعاف تقريبا بقيمة تتراوح من 300 الى 3000 مليار دولار امريكي وفي القطاع المالي فان ارتفاع الارقام كان اكثر حدة وذلك من 25 مليار دولار امريكي الى 280 مليار دولار امريكي ومع ان معظم هذه المعاملات ما زال يشارك فيها شركاء من نفس الدول والبلدان فان عمليات الدمج التي تشمل اكثر من بلد واحد تواصل الارتفاع.
ثانيا: يجرى حاليا انشاء ثروات جديدة وتتم عملية ادارة الاحتياجات بكفاءة اكثر ويقوم قطاع المال عادة بهذه المهمة وقد زاد عدد المليونيرات من اصحاب ملايين الدولارات الامريكية في جميع انحاء العالم بمعدل سنوي قدره 15% مقارنة بما كان عليه الحال قبل خمس سنوات,ويعود جزء من سبب هذا الاتجاه الى الاداء المذهل لأسواق الاوراق المالية لكن الارقام سوف تواصل الارتفاع في ظل مناخ اقتصادي اكثر نشاطا وتفاعلا وان لم يكن ذلك بنفس المعدل والوتيرة وأنا اتوقع ان تنمو الثروات بنسبة سنوية قدرها 5% خلال العقدين القادمين.
مع هذا فان نوعية وفئات عملاتنا تواصل تغييرها ويسري نفس الشيء على وجه واسلوب ادارة الثروات ومع ان المبالغ الطائلة من الاموال لن يعهد بها الى الكمبيوتر بالكامل من اجل إدارتها فان الخدمات المالية مناسبة بشكل مثالي لعصر المعلومات فتساعدنا الاتصالات الالكترونية والنقالة على دعم وتعزيز جودة علاقات العملاء وتوثيقها.
وتسمح لنا التقنية الحديثة بالتفاعل المكثف مع العميل وتعطي الطابع الشخصي لما تقدمه له من خدمات وذلك اكثر من اي وقت مضى ويمكن لنا تقديم منتجاتنا في اي وقت وبأية طريقة وفي اي مكان يريده العميل وبالطبع فان التقنية يمكن لها ان تقوم بالمهام الاستشارية التي يقوم بها الانسان والاكثر من ذلك هو انها وسيلة ممتازة للدعم والاتصال.
تصور عميل المستقبل وهو يستفيد من الخدمات المالية المتكاملة وسيكون لديه في الواقع محفظة واحدة وسوف يتمكن من تجميع جميع اصوله وموجوداته لتمويل احتياجاته الشخصية والتجارية سواء كان يمول أنشطة تجارته او بناء مصنع في المملكة العربية السعودية او شراء بيت احلامه في سويسرا او القيام بالمهمة الاكثر مشقة والباهظة في نفس الوقت وهي إعالة عائلته واطفاله.
وهذا المثال المستمد من قطاع المال انما يوضح مدى التغيير الذي تحدثه الثورة الصناعية الثالثة بشكل جوهري في طريقة اداء ومباشرة المعاملات في جميع مجالات الاقتصاد بل والحياة, ومع هذا يجب الا نوهم انفسنا انه بمجرد التفكير في استعمال احدث تقنية فإنه سيكون بمقدورنا التغلب على مشكلة الغرق في المعلومات في اطار سعينا الدائم الى المعرفة ان الاعتماد المفرط على التقنية ليس هو الحل، وقد قام بليت هين وهو شاعر وعالم دنماركي بصياغة العبارة التالية:
عندما تكون السيطرة للتقنية
قل على الدنيا السلام وستحل الكارثة بسرعة اكثر جدا .
وحتى يمكن لنا جني ثمار وفوائد الثروة الصناعية الثالثة فإنه يتحتم علينا ان نسيطر على التقنية, فنحن بحاجة الى تحويل المادة الخام وهي المعلومات الى منتج مفيد وهو المعرفة وبالطبع يتوقف هذا على استعمال التقنية الملائمة لكن العنصر الوحيد للنجاح يتمثل في رأس المال البشري, ان العقول وحدها هي القادرة على ترويض الحاسبات الآلية.
لهذا يتمثل التحدي الحقيقي في ادارة المعرفة الجماعية داخل شركة واحدة ويتوقف النجاح في اقتصاد المعلومات على القدرة على تحقيق التكامل ما بين افكار مجموعة افراد من ذوي المؤهلات العالية مع الذكاء الجماعي لذلك الاقتصاد, ويتطلب التحول الى شركة تقوم على الدراية والمعرفة قدرا من المرونة والتكيف المستمر مع بيئة تشهد تغيرا سريعا ومتواصلا, ان وتيرة الابتكار تستدعي قيام المؤسسات بإعادة تنظيم حلقة القيم فيها وبالتالي هيكلها التنظيمي من وقت لآخر ومرارا وتكرارا.
وفي اطار هذه البيئة يتعين على الموظفين تطوير روح المبادرة الخلاقة في مجال الاعمال عن الشركات بحاجة الى اشخاص مؤهلين لديهم الاستعداد والقدرة على الاداء على اعلى المستويات في مناخ من التغير المستمر والمتواصل وهذا الجميع ما بين عناصر المرونة والولاء والذكاء من الصعب توافره في نفس الوقت ومن ثم يتعين على الشركات ان تدفع ثمنا طائلا عندما تجده.
غير ان الامر يتطلب ما هو اكثر من الحوافز المالية من اجل تحفيز العاملين ممن يعتمدون على اساليب المعرفة حتى يمكن تحقيق التكامل ما بين افكارهم والذكاء الجماعي للشركة بكاملها, والمطلوب الآن هو ثقافة تشمل الشركة بأسرها تدور أولا واخيرا حول متطلبات عملائنا وتعد المشاركة والاتصال والثقة والعدل من العناصر الهامة والحاسمة أيضا في هذه العملية,ويقوم الرئيس التنفيذي بدور بالغ الاهمية في اطار تلك الثقافة ويتعين عليه ان يكون على اتصال دائم بالعملاء والمساهمين والموظفين على السواء, واحرص من وقت لآخر على استخدام التقنية الحديثة مع الموظفين في يو بي اس وما اقصده هو اني لا اتحدث فقط مع رجال الادارة العليا ولكن مع كل موظف من موظفينا البالغ عددهم 70 ألف موظف ممن يريدون المشاركة في هذه المناقشات.
وحتى يمكن لنا بلوغ النجاح فإننا بحاجة دائمة الى الاستفادة من ذكائنا الجماعي عن طريق تحقيق التكامل ما بين مختلف انشطة اعمالنا وفي يو بي اس قمنا عمدا باختيار اسلوب متكامل بتوفير سقف واحد لادارة الثروات والاعمال المصرفية الاستثمارية حتى يمكن ان نقدم لعملائنا افضل الادوات والمنتجات الممكنة.
فعلى سبيل المثال فان رجل الاعمال الشاب الناجح لا يكون فقط بحاجة الى استشارة رفيعة المستوى بشأن طرح اسهم شركته للاكتتاب العام لكنه بحاجة ايضا الى معرفة خير طريقة لتمويل التوسع في انشطته وكيفية ادارة ثروته المتزايدة بشكل مناسب وبلا شك فإن تقديم حل متكامل له سوف يضيف قيمة مفيدة لهذا العميل.
وبالنسبة لنا باعتبارنا احد المصارف فإنه من المؤكد انه ليست افضل وسيلة لأداء ومزاولة العمل التجاري بالنظر الى ان مهمة تنسيق هذه الاوركسترا من التفكير والذكاء تعد تحديا اداريا من الطراز الاول لكن مع هذا فإن عملاءنا يقدرون المشورة السليمة والمستمرة التي يحصلون عليها وكذلك فإن مساهمينا بالطبع يقدرون ويعجبون بالنجاح التجاري الذي نتمتع به نتيجة لهذه الجهود.
مع هذا فإن استغلال قاعدة المعرفة المتاحة في شركة ما ليس كافيا في حد ذاته، ففي رأيي هناك عنصران آخران حاسمان لبلوغ النجاح في اقتصاد المعلومات الاول هو الاسم التجاري والثاني هو الخدمات ذات الطابع الشخصي.
ان الاسم التجاري القوي هو من الامور الضرورية للاحتفاظ بالعملاء الحاليين واجتذاب عملاء جدد أيضا، ففي عالم يوجد فيه كم لا حصر له من المعلومات تباشر فيه الاعمال بطريقة افتراضية بشكل متزايد فإن ما يحتاجه الناس هو عامل الثقة، فكلما زادت الاهمية التي يعلقونها على خدمة معينة لنقل إنها علاج طبي او ادارة الثروة كلما زاد اعتمادهم على الاسماء التجارية وفضلا عن ذلك فإن جودة الخدمات يمكن ان تقيم على ضوء الخبرة وبينما اكون على اتم الاستعداد لأن اجرب التعامل مع حلاق جديد فإنني لن اقوم بعمل نفس الشيء مع طبيب جراح.
وفي قطاع المال فإن اهمية الاسماء التجارية توضح السبب وراء تبخر الضجة الكبيرة التي احاطت ببنوك الانترنت المحضة بعد وقت قصير من ظهورها ولنفس السبب فإنك لا تريد ان تعالج مرض الالتهاب الرئوي الذي تصاب به عن طريق طبيب على شبكة الانترنت بل انك تفضل التوجه الى شخص تثق به وبالمثل فإنك لا تعد بإدارة ثروتك إلا لشركة مرموقة ولديها الخبرة في هذا المجال.
ومن المؤكد ان تقديم افضل المنتجات والتقنية والذكاء الجماعي يجعلنا نحرز تقدما كبيرا، ومع هذا وحتى يتسنى لنا تقديم الخدمات الشخصية فإننا بحاجة الى عنصر هام آخر: وهو المعلومات ذات الطابع الشخصي فنحن بحاجة الى التعرف عن كثب على افضليات العملاء وخططهم واهدافهم المالية.
لبلوغ هذه الغاية يطلب من العميل تقديم مختلف انواع المعلومات الحساسة ومن الواضح انه لن يعطينا هذه المعلومات الشخصية جدا الا اذا كانت لديه الثقة التامة بأن بياناته الشخصية تتمتع بالحماية الكاملة من الاطلاع عليها من قبل الغير,ولعله من مفارقات التاريخ ان التقدم في مجال تقنية المعلومات قد انشأ الحاجة الى ازدياد معدل الطلب على احدى القيم التقليدية جدا الا وهي الخصوصية وهذه هي احدى القيم التي حافظت عليها البنوك السويسرية طوال قرون طويلة وستواصل المحافظة عليها ولا يعود ذلك فقط الى وجود اطار قانوني مساند وهو سرية البنوك ولكنه ينبع أيضا من ثقافة راسخة تحرص على الخصوصية والسرية.

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved