أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd January,2001 العدد:10343الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,شوال 1421

الجنادرية 16

في ندوة الحوار الإسلامي الإسلامي
الحوار الإسلامي أداة للتقارب الإنساني والعرب هم أهل الحضارة والتقدم الأدبي
د, عبد الله نصيف: عنوان الندوة مشروع حضاري إنساني متجدد
في ثالث أيام النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية كانت هناك ندوة فكرية بعنوان الحوار الإسلامي الإسلامي وشارك فيها كل من الدكتور عبدالله العبيد، د, عبدالعزيز التويجري، د, محمد واعض زادة، و د, حسين شحادة وأدارها معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف.
استهل مدير الأمسية الدكتور نصيف استعراض محور الندوة,, مؤكداً على ان هذا العنوان الحوار الإسلامي الإسلامي هو عنوان جديد في طرحه وتناوله,, مشيراً في هذا السياق الى ان هذه المؤتمرات والحوارات، والندوات الإسلامية هي بمثابة التعاون والوحدة والتفكير الواحد,, مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: تركتكم على المحجة البيضاء,, ليلها كنهارها .
وأكد مدير الأمسية على ان هذه الأفكار التي تخرج الى النور هي بمثابة الوحدة المتميزة,, ثم قدم الضيف مبتدئاً بمعالي الدكتور عبدالله العبيد والدكتور محمد واعض زادة، والشيخ حسين شحادة ومعالي الدكتور عبدالعزيز التويجري.
الاعتماد على الفرد في بناء الأمة
كانت بداية الندوة للدكتور عبدالله العبيد الذي شكر منسوبي الحرس وجهودهم في إقامة الجنادرية كل عام الحوار هو القاسم المشترك في حديثه والذي لخصه في الحوار الإسلامي الإسلامي معرفاً هذا المنطلق الإسلامي الذي يواجه العديد من العوائق والعقبات,, ولكنه يرى ان علاجها هو في التوضيح والشرح,, والاعتماد على الفرد الذي يبني الأمة,.
وأشار الى ان الحزبية والفردية هي التي ضيقت هذه الرؤية وأسهمت في وجود هذه الأنانية والفرقة,.
وأكد على أهمية التعامل مع الواقع وعلينا ان نتوجه بالحوار الى فهم الواقع,, ومعالجة ما هو قائم.
1/ الاختلاف سنة كونية.
2/ التعايش مطلب حتمي.
3/ ان يكون مرد الخلاف إلى القرآن.
4/ ان يكون الحق والصدق أساسيان.
5/ ان يجري الحوار بعيداً عن البغي والعدوان.
والمح الى ان هذا الحوار يجب ان يقوم على شيء من الرؤية الصادقة والواقعية التي تخدم قضايا الأمة الإسلامية.
وعن الكيانات الإسلامية تحدث الدكتور عبدالله العبيد مؤكداً على ان هناك حاجة ماسة الى الاتحاد والتكاتف والتغيير المثمر,, وطرح الحوار الحضاري الإسلامي الإسلامي والابتعاد عما يثير الفتنة,, وإبراز عناصر النجاح,, والجدة والتلاحم والوعي الإسلامي الذي يكفل هذه الصلاة التي تقوم بين أبناء العالم الإسلامي.
وأضاف الدكتور العبيد مؤكداً على ان هناك عقبات مهمة تعترض طريق هذه اللقاءات والحوارات الإسلامية الإسلامية.
وختم ورقته بنصيحة عمر بن بحر الجاحظ ينصح بها القارئ إذا ما أقدم على الحوار.
الإسلام يكشف هوية المسلم
وبعد ان اتم الدكتور العبيد ورقته جاء دور الشيخ الدكتور حسين شحادة والذي استهل ورقته في تقديم خلاصة الحديث عن الإسلام بوصفه كاشفا للهوية وحافظاً لها وابتدأ باضاءة مفهوم الاستقامة في الإسلام.
وكذلك اطروحة الهوية في الإسلام ايضاً,, معرضاً للعديد من النقاشات التي تصدت لمثل هذه الطروحات والمح الشيخ شحادة الى ان الفقه الإسلامي واجه بعض الحوارات غير السوية التي لم تنصف هذا الحوار الكلامي الفقهي مدفوعاً برغبة البحث عن الوحدة من خلال النخبة الفكرية الإسلامية في العالم الإسلامي الحضاري.
وتساءل المحاضر عن جذور هذه القطيعة من خلال هذا التعصب الفقهي ونشوء المناهج المتباينة فقد يرى أنه تجاهل حضارة الإسلام وهي المآثر التي ورثتها الأمة الإسلامية.
ويرى أن الحوار الإسلامي الإسلامي هو إطار متميز ويمكن ان نستفيد من هذه الصور التي تقرب الحوار الإسلامي بعضه مع بعض,.
ويؤكد على ان الحديث عن الخطاب العلماني والإسلامي ونزعة الانفراد في المشروع الإنساني وهو تيار بدأ الظهور في اوائل هذا القرن فقد كانت النخبة الإسلامية مثلها مثل بيت ضربه الزلزال وجاء كل واحد منهم برغبة منفردة في بناء البيت كل حسب رؤيته الخاصة,, فيما جاءت إسرائيل ونهبت خيرات هذا البيت المهدم,, بل انها زرعت نفسها وسرقت ارض فلسطين.
- كيف يتم تطوير العقلية الناضجة لبناء الحوار السليم ,,, ؟
- وهذا سؤال هام ربما يسبق بالاتي:
ما هي الهوية,,؟ ويرى ان اجابة هذا السؤال والسؤال الذي قبله يعتمد في أساسه على القرآن الكريم والذي يحرص كمشرع على ضرورة بناء هذه الهوية واعادة بناء البيت الإسلامي,, وابعاده عن الهوية الشبح التي لا تقدم شيئاً,وختم الشيخ شحادة ورقته مشدداً على أهمية تصفية الجدل الحوار الإنساني,, وازدهار العدالة ونبذ الخيانة,, والتقرب إلى الهوية الربانية الفاعلة مؤكدا في هذا السياق على ان الهوية الإسلامية التي أوردها القرآن هي المثال والهوية الأخرى وهي المكتسبة في ظل الثورة المعلوماتية والتي تميل الى الكفاح والكدح في محاكات هذه الهوية الإسلامية الصادقة,.
وأكد على ان التحدي الحالي الذي يواجه الهوية الإسلامية هو رفض الوحدة,, والنزوع الى الفرقة وهذا ما يراه انه سقوط لمقومات هذه الهوية التي نود ان يعيدها من جديد,, والبعد عن الهويات البديلة كهوية الشرق الأوسط وهذا مشروع غير سوي.
أثر القرآن في الحضارة الإسلامية
وبعد أن اتم المحاضر شحادة ورقته جاء الدور في الحديث لفضيلة الشيخ محمد واعض زادة والذي استهل ورقته بتحية وجاء عنوان ورقته أثر القرآن في الحركة الحضارية عند المسلمين واستهلها في التعريف بالحركة الحضارية للعالم الإسلامي الذي واجه انحراف الهدف الإسلامي الى ان جاء هذا التقسيم الذي اوجد بعض الفرقة وتأثرت تلك الأقاليم التي سبقت قيام الإسلام فقد أشار المحاضر زادة الى ان هناك رؤية تاريخية تسبق هذا الحديث عن الحركة الحضارية في الإسلام,واستطرد المحاضر في عرض بعض المشاهدات التي انشأت تلك التحالفات التي قامت في العهد الذي سبق قيام الإسلام في مكة ويثرب والطائف,, حتى قام الإسلام وأسهم في خلق ذلك التخلق الإسلامي الجديد الذي عرف بأنه دين ثقافة ومعرفة حتى كان لنا هذه الحضارة التي عرفت بالمعرفة حتى استطاعت ان تقضي على السحر والشعوذة والمحرمات، والعصبيات حتى استقامت هذه الأمة.
وأكد المحاضر في سياق ورقته على أهمية الفصاحة والبلاغة في الثقافة الإسلامية,, والقرآن هو الأساس في الإعجاز,, لذلك يرى أن أثر القرآن الكريم في تكوين الحضارة الإسلامية,, والذي خاطب العرب وما حولهم من أمم,, وشعوب,, وهو يعد حركة فكرية متميزة قائمة على الفطرة الإنسانية السوية.
وأضاف الشيخ زادة بأن الوحي القرآني بدأ بإزالة الفساد الخلقي من خلال العمل,, والثقافة وأصلح القرآن النفوس وتصفية غرائز الإنسان حتى وصل إلى هذه المكانة العقلية التي جعلته يقبل على القرآن الكريم,,وأوضح المحاضر من خلال ورقته بأن العرب والمسلمين وهبوا المعرفة بالله,, وهو مكسب متميز وهام لايمكن إلا ان يكون لذوي حظ عظيم.
الحوار مظهر إسلامي إنساني:
وجاء الدكتور عبدالعزيز التويجري الذي قدم ورقته عرف فيها (الحوار) عند البيانيين وهو الحوار والمجادلة والمخاطبة .
وأكد على ان الحوار نابع من ثقافة الإسلام وحضارته,, مبيناً ان (الحوار) هو مظهر إنساني يراجع فيه المسلم رأيه في أي قضيةالتي تطرح للتحاور,, مورداً في هذا السياق عناصر يرى أنها من أبرز مكونات (الحوار المتميز).
وأوضح الدكتور التويجري بأن الحالة الإسلامية ازدادت سوءاً,, بعد هذا المناخ العالمي الذي لازال يبحث عن التعاون,, بل انه يعاني العديد من التحديات الضارية التي هي بحاجة إلى الوحدة الإسلامية والحوار الإسلامي الذي توجده الظرورات الإنسانية.
وعن الهدف الأساسي للحوار قال الدكتور التويجري ان الهدف من الحوار هو النبل والصدق,.
وان ابعاده الوصول إلى المقاصد الشريفة,, وهو ضبط للأحداث,, والتفاعل,, في البعد الفقهي للدين الإسلامي ونبذ الاختلاف.
المداخلات:
وبعد أن أتم المنتدون قراءاتهم سمح مدير الندو د, عبدالله نصيف للحضور بالمداخلات، والتعليق فكانت البداية للدكتور كامل الشريف والذي تحدث عن أدبيات (الحوار الإسلامي الإسلامي) والذي حام حوله الأخوة الذين قدموا أوراقهم,,
مؤكداً على ان ذروة المأساة هي الصراع الإسلامي الإسلامي وهذا أمر لاشك فيه.
وألمح الدكتور الشريف إلى ان (الإسلام) كعقيدة وهدف هو صراع لدى بعض الطوائف والمذاهب وهذه من وجهة نظره إنها مأساة حقيقية يعيشها المسلمون,, أما الحوار الإسلامي فإنه يعيده إلى الاقتناع إلى انه من المستحيل انتصار فريق على الآخر إذن يجب ان يقع الاختلاف,, ولايكون خلافاً.
وجاءت مداخلة أخرى من الدكتور حامد بن أحمد الرفاعي والذي لخص مداخلته على موضوع (الحوار الإسلامي الإسلامي) بتأكيده أولاً على أن الحوار واجب شرعي لتأهيل المسلم من أجل ان يضطلع بمهامه الإنسانية.
والمبدأ الثاني الذي سعى إلى تأكيده هو مبدأ التعارف ويمكن ان نفهم بعضنا بعضاً عبر هذا النوع من اللقاءات والحوارات,
وتحدث الدكتور صالح بن سلميان الويلي مداخلاً على الأوراق الثلاثة للمحاضرين في هذه الليلة مشيراً في مستهل مداخلته إلى ان (الحوار الإسلامي الإسلامي) مشروع طويل ومتشعب لايمكن لنا في أوراق محدودة ان نسبر أغواره,,
الدكتور الويلي أكد على ان الحوار الإنساني هو المطلب الملح لقيام وعي إسلامي نحو مفهوم الحوار الذي ينبذ الصدام ومصادرة الرأي.
وجاءت تعليقات أخرى من عدد من حضور الندوة كانت تصب مجملها في خانة البحث عن هويةواحدة لمبدأ الحوار بيننا كمسلمين,,
وورد إلى مدير الندوة العديد من الأسئلة التي أجاب عنها المحاضرون فكانت متساوية في طرحها واستفهامها عن هوية هذا الحوار الذي يتأمله الأخوة من خلال أوراق عملهم التي جاء بها هذه الليلة.
وجاءت إجابات الأساتذة المشائخ المحاضرين على أسئلة الحضور موضحة بعض المنطلقات التي انطلقوا منها في سبر أغوار هذه الاشكالية التي يعيشها العالم الإسلامي بشكل عام.
وفي نهاية الندوة شكر الدكتور عبدالله عمر نصيف الحضور والمشاركين,.
آملاً ان تكون هذه الندوة قد أدت دورها ورسالتها في لفت انتباه المسلم إلى ضرورة اللقاء والحوار المسلم البناء.
* تغطية :عبدالحفيظ الشمري

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved