أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd January,2001 العدد:10343الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

يسألونك عن السعودة,,,؟
نحمد الله تعالى أن جعل بلادنا مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومركز اشعاع للبشرية جمعاء, وهذا فضل وامتنان ونعمة علينا سكان هذه الجزيرة المعطاء وأكرم بها من نعمه.
ونحمده ونشكره سبحانه أن هيأ لهذه البلاد في عصرها الحديث من أبنائها من قام على جمع شتاتها وقضى على الفتن بين أفرادها وعمل على توحيدها تحت قيادة واحدة في ظل دولة واحدة هي المملكة العربية السعودية وتلك نعمة أخرى.
وقد منَّ الله على هذه البلاد بخيرات وفيرة جعلتها محط أنظار العالم ومقصد العاملين من مختلف بقاع الأرض بعد أن كان أبناؤها يجوبون بلاد العالم طولاً وعرضاً للبحث عن لقمة العيش, حتى صار في المملكة في يوم من الأيام ما يقارب ستة ملايين عامل وموظف.
فهي بلاد الدين والخير والكرم الذي عم الكثير من البلدان في شتى أنحاء العالم ممن هم بحاجة إلى المساعدة والمساندة والمواساة.
ونظراً لأن أبناء البلاد أولى بمصالحها ولحاجتهم إلى ذلك لوجود آلاف من الشباب السعودي الذي لم يواصل دراسته, أو لم يتحصل على وظيفة رسمية بعد لأسباب معينة وهم يقومون على أسر كبيرة بحاجة إلى دعمهم ولحاجتهم أيضاً إلى بناء حياتهم الأسرية والاجتماعية وتوفير متطلبات السكن والزواج وخلاف ذلك من الأمور الأساسية والكمالية, ونظراً لعدم إتاحة الفرصة لهم في القطاع الخاص نتيجة لمزاحمة الوافدين لهم فقد تبنى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله فكرة مشروع السعودة في القطاعين الحكومي والخاص, ونادى بذلك وعمل على دعمه على المستوى الرسمي وغير الرسمي, ونقل ذلك إلى المناطق وتحمس الجميع لهذا المشروع الحيوي الهام الذي يعالج أوضاع أبنائنا ويتيح لهم فرصاً عديدة للعمل والكسب الحلال بدلاً من الوافدين وذلك في كل عمل يمكن تغطيته بسعودي, وسارعت إمارات المناطق بتوجيه من أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق لتبني هذا المشروع واحتضانه.
وعملت على تغطيته إعلامياً بجميع وسائل الإعلام, وعملت أيضا على تفعيل دور الاجهزة المختلفة، وبذلت إدارات الجوازات وفروع وزارات العمل والتجارة في المناطق جهوداً وأدواراً مشكورة.
ولكن الملاحظ حالياً ضعف الحماس مما أثر سلباً على مسيرة القرار تجاه هذا المشروع في الوقت الذي تولد عند الناس إحساس وقناعات بسمو الهدف ونبل الغاية لسعودة أعمالهم والاستجابة لنداء الوطن.
ونظراً لأن موضوع السعودة من الاهمية بمكان لتزايد أعداد الشباب العاطلين عن العمل، هذا بالنسبة للقطاع الخاص أما القطاع الحكومي فإن السعودة تسير فيه بشكل جيد نظراً لمتابعة وزارة الخدمة المدنية لوظائف الوزارات والقطاعات الأخرى وعدم موافقتها على تجديد عقود من يمكن شغل وظيفته بسعودي ما عدا الوظائف الفنية والنادرة التي تحتاجها البلاد ولا يوجد من يشغلها من السعوديين حتى أوشكت أغلب الأجهزة الحكومية على الاكتفاء من السعوديين.
ونعود إلى وظائف وأعمال القطاع الخاص وهو المهم في السعودة فنقول إن بعض أرباب العمل مثبطون ولايرغبون في توظيف السعوديين ويعملون بطريقة أو بأخرى على عرقلة المشروع ووضع الحواجز في طريقه بأي وسيلة يملكونها, وهناك عوائق تتعلق بطبيعة العمل أو بصاحبه تحد من عملية السعودة ومن ذلك.
1 هناك فئة من المواطنين لديها عمال يعملون في نسبة من إنتاجهم أو يدفعون رسوماً شهرية لكفلائهم, وهؤلاء العمال في الغالب ينشرونهم في البلاد ويتركون لهم حرية العمل والتنقل يسرحون ويمرحون مزودين بعقود موقعة ومختومة من الكفيل, وفي نهاية الشهر يقومون بتسديد المبلغ المتفق عليه للكفيل, ويتحمل هؤلاء العمال كافة المصاريف من سكن وإركاب ورسوم الإقامة والجواز والتجديد, وقد يدفعون قيمة الفيزة التي دفعها الكفيل.
وهؤلاء المواطنون لديهم أعداد كبيرة من هؤلاء ولديهم الاستعداد على استقبال اعداد أخرى من الداخل والخارج, ويعتبرون هذا العمل غنيمة باردة لم تعطلهم عن شؤون حياتهم مع ما يترتب على وجود هذا الكم الهائل من العمالة في البلاد بطريقة غير منظمة من أضرار أمنية أو أخلاقية واجتماعية.
لذا فإنهم لا يرغبون في توظيف الشباب السعودي الذي لن يقبل العمل بهذا الأسلوب لعوامل وأسباب متعددة كما أن صاحب العمل أيضا لا يستطيع تطبيق ذلك عليهم.
2 الشاب السعودي لا يقتنع بالمرتب الذي يدفع للعامل الوافد والذي يتراوح بين 600 1000 ريال لعدم كفايته لأحواله وظروفه المعيشية، كما أن صاحب العمل لن يدفع له أكثر من ذلك لذا فإن الراتب القليل أحد عوائق التوظيف.
3 بعض أرباب العمل لديهم دخول كبيرة من الأعمال ولا يرغبون في إطلاع السعوديين عليها خوفاً من المنافسة المنتظرة من هؤلاء ومن غيرهم.
وكذا حفاظا على سرية العمل ومصادر الدخل لذا فهم لا يرغبون في توظيف السعوديين.
4 هناك أعمال فنية قد لا يستطيع الشباب السعودي القيام بها في الوقت الحاضر خاصة من لم يحصل منهم على تدريب عليها كالنجارة أو الحدادة والسباكة والبناء والكهرباء,, لذا فإن أصحاب العمل يتذرعون بذلك مدعين عدم معرفة السعوديين لهذه الأعمال الفنية.
5 اتهام الشباب السعودي بعدم الجدية في العمل والكسل والميل إلى النوم والغياب, وكثرة طلب الإجازات وذلك لعرقلة موضوع السعودة, إلى غير ذلك من المعوقات المباشرة وغير المباشرة التي توضع أمام عملية السعودة.
ومهما كانت العراقيل امام بعض الاعمال فإن هناك أعمالاً سهلة وميسرة لا يزال يشغلها متعاقدون ويمكن شغلها بسعوديين نظراً لأنها ليست أعمالاً فنية, وهي كم كثير يستوعب أعداداً كبيرة تقدر بمئات الآلاف لو تم اشغالها بالسعوديين بدلاً منهم ونشير هنا إلى بعض منها:
جميع أعمال المحاسبة والسكرتارية في البنوك والمؤسسات المختلفة والمستشفيات والمستشفيات الخاصة.
أعمال الخضار والمحلات التجارية والكماليات.
اعمال تحميل وتنزيل البضائع.
أعمال قيادة السيارات في الشركات والسيارات العامة والخاصة.
أعمال البقالات والأسواق المركزية.
أعمال الفنادق والعمائر السكنية والشقق المفروشة.
أعمال شركات الطرق والمشاريع الحكومية والخاصة غير الفنية.
اعمال الصيدليات الخاصة لخريجي المعاهد الصحية.
أعمال محلات الذهب.
إلا أن الملاحظ أن جميع هذه الأعمال في الغالب يشغلها الوافدون وبرنامج السعودة فيها ضعيف جداً وإن وجد شيء من ذلك فهو من باب ذر الرماد في العيون، لأن أصحاب هذه الأعمال اتخذوا فكرة السعودة مظهراً فقط ولم يطبقوا المبدأ الذي نادى به سمو وزير الداخلية وأمراء المناطق في سبيل تنفيذ السعودة, ولم يعيشوا همَّ وطنهم.
إننا بحاجة ماسة إلى وقفة حازمة من أصحاب السمو والمعالي أمراء المناطق فهم القادرون بحول الله على تطبيق مبدأ السعودة، وتحقيق طموحات صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وذلك بإصدار توجيهاتهم الكريمة الحازمة للجهات ذات العلاقة وللمؤسسات التجارية وغيرها, وتشكيل لجان للمتابعة الجادة, وإغلاق كل مؤسسة أو محل تجاري لا يتجاوب بعد إعطاء مهلة معينة لهذا الغرض, فهم مسؤولون في مناطقهم ويمكن إسناد مسؤولية ذلك للمحافظات والمراكز كل فيما يخصه ويقع تحت إدارته, فالموضوع هام يجب اعطاؤه من الأهمية ما يلائمه وعدم الالتفات لأرباب العمل وإلا فإننا سنقف في منتصف الطريق ومصالح بلادنا تذهب للآخرين في وقت نحن أشد ما نكون حاجة إليها.
ولكي تكون الصورة واضحة المعالم للطرفين يمكن تشكيل لجنة من الداخلية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة التجارة, ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتحديد الرواتب التي يمكن شغلها بسعوديين وتقسيمها إلى فئات إما حسب المؤهل أو حسب نوع العمل وبهذا لا يكون فيه مجال للاجتهاد إننا بحاجة ماسة كما أسلفنا إلى وقفة حازمة لسعودة أعمال كثيرة مشغولة بوافدين, وإذا حصل ذلك فإننا كما يقول المثل: ضربنا عصفورين بحجر واحد عملنا على تشغيل أبنائنا وحافظنا على اقتصادنا من الهدر والضياع.
إن أبناءنا الآن إما حبيسو البيوت نهاراً، والاستراحات ليلاً أو يسرحون ويمرحون في البراري, وعبر المنافذ الحدودية للمملكة.
إننا بحاجة إلى وقفات معتصمية في هذا الموضوع الذي يعتبر من وجهة نظري أهم مشروع اجتماعي له من الإيجابيات الشيء الكثير, وعلينا عدم الالتفات إلى أصوات الناعقين المثبطين من أرباب العمل ومن شايعهم من المنظرين قبل أن يتسع الأمر, وتكثر البطاله وتظهر سلبياتها على المجتمع وينطبق على واقعهم .


إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسده

إن وجود أعداد كبيرة من الشباب بدون عمل في أي مجتمع يشكل ظاهرة خطيرة إذ إن هذا الفراغ وهذه البطالة ستدفعهم إلى ارتكاب أمور اجتماعية وأخلاقيات غير محمودة، ففراغ الشباب وقوته وحيويته يجب استثمارها فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير العميم.
ولكي نكون منصفين فإن هناك مؤسسات وطنية كانت نتائج السعودة فيها جيدة نتيجة لوقفة حازمة من أصحابها بتقديم المصلحة الوطنية العامة على المصلحة الخاصة, والمؤمل حذو المؤسسات الأخرى حذوها لئلا يتحول هذا المشروع الحيوي المهم إلى مظهر إعلامي واجتماعي فقط.
وهذا ما لا يريده المسؤولون عن السعودة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي أعطى هذا المشروع جل اهتمامه وعنايته ولا يسعنا مسؤولين ومواطنين إلا أن نكون على مستوى المسؤولية ونلبي نداء قيادتنا الرشيدة في احتواء أبنائنا وتشغيلهم, واعلم أخي صاحب العمل أن كل ريال يصرف لأحد أبناء الوطن سيصرف على أسرته في المأكل والمشرب والملبس ومختلف شؤون الحياة.
إن اهتمامنا بأبنائنا اجتماعياً ومالياً ودينياً أمور رغب فيها الإسلام وحث عليها ففيها صلاحهم وفلاحهم, ولا يقل اهتمامنا بكبارهم عن اهتمامنا بصغارهم تنشئة وتربية وتعليما، فالمجتمع لبنات متراصة تركيبتها من أولئك: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، فصلاحهم صلاح لمجتمعنا، وانحرافهم عن الطريق القويم لا سمح الله انحراف لجانب من مجتمعنا, سيجني المجتمع الإيجابيات وسيعاني من السلبيات, وعلينا النظر إلى هذا الموضوع نظرة دينية واجتماعية إصلاحية, ونقف بجانب قيادتنا لإنجاح هذا المشروع الاجتماعي الحيوي الهام وقفة جادة.
وأخيراً كلمة موجهة إلى الشباب السعودي بأن يكونوا على مستوى المسؤولية, وينبذوا الكسل والخمول وينزلوا إلى ميدان العمل التجاري والمهني كل قدر استطاعته وقدرته المالية والمهنية ليكونوا بدلاء لأصحاب المؤسسات والمحلات التجارية في يوم من الأيام وعليهم الصبر والمصابرة والمثابرة على العمل ولا يستعجلوا الأمر فإن الله متكفل بأرزاق العباد، وما عليهم إلا بذل الأسباب والتوفيق بيد الله.
عليهم طلب معالي الأمور والابتعاد عن سفاسفها, والابتعاد عن قرناء السوء والتجمعات التي تضر ولا تنفع والحذر كل الحذر من أضرار وسلبيات وانعكاسات وسائل الاتصال الفضائية التي عمّت وانتشرت انتشار النار في الهشيم, وليعلم الشباب ان وقتهم ثمين وأعمارهم قصيرة يجب شغلها فيما يفيد ويعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير العميم, وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين,, والله من وراء القصد
سليمان بن فهد الفايزي
القصيم بريدة

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved