أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 22nd January,2001 العدد:10343الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

اليهود,, والمسلمون,, وفلسطين
كتب الكثير والكثير عن اليهود وعن عداوتهم للمسلمين, وعن صفاتهم الشريرة, حينما تناولوا بالكتابة عن القضية الفلسطينية او غيرها من القضايا الإسلامية التي يكون اليهود طرفا فيها وما أكثرها والسؤال هل كون اليهود أشراراً يحول بيننا وبين أنفسنا ان نكون شعباً متماسكاً او أمة متلاحمة ومتراصة؟ هل كون اليهود أشراراً يقضي علينا بأن نكون عمياً فلا نرى الأمور على وجهها الصحيح؟ هل كون اليهود أشرارا يحتم علينا أن نكمم أفواهنا عن قول الحق؟ هل كون اليهود أشرارا يستلزم ان يكون المسلم غارقاً في السفاهة والحماقة والجهل؟
إن الذي يطلب من اليهودي أن يغير من أخلاقه الشريرة كمن يطلب من الذئب أن يكون حملاً وديعاً ومن الأسد أن يكون غزالاً وكمن يلوم ويعتب على الحية لأنها تلدغ أو العقرب لانها تلسع, إن الذي كتب عن أخلاقيات اليهود ويتحدث ويؤصل فسادهم ويجهد نفسه في إبراز هذه الحقائق ويسرد الوقائع التاريخية على ذلك رغم وضوحها وجلائها في القرآن والسنة هو شخص يحمد على ذلك ولكن هذا لا يعني المسلم أو يزيد في منظومته العلمية اكثر من معرفته بأن الذئب شرس والأسد مفترس وهذه المخلوقات لا تضر إلا من لم يحترس منها, وكذلك اليهود لا يضرون من احترس منهم او استعد لهم، والتاريخ ناطق بذلك ان جذور بلائنا كامنة في اهمالنا أمور ديننا وتهافتنا على دنيانا وهذه حقيقة أيضا نطقت بها النصوص الشرعية بدلالاتها القطعية، لقد وضع اليهود برنامجاً عملياً لقيام دولتهم وإعزاز أفرادهم وأخذوا يحققونه خطوة بعد خطوة واكتمل مشروعهم في أقل من قرن حتى جعلوا من هذا الشعب الحقير المجرم ما يرهب العالم حتى راعية السلام ونفذوا في المنظمات والهيئات الدولية، واصبحوا من صناع القرار في العالم وأضحى كثير من رؤساء الدول المتقدمة أو النامية يخطب ودهم ويخشى غضبهم قد يقول أصحاب الدعة إن اليهود يسيطرون على وكالات أنباء العالم وعلى صحافة العالم وعلى المصارف والبنوك العالمية,,, الخ ولذا فإنهم يستطيعون ان يقرروا وينفذوا وهذا قد يكون صحيحاً ولكن لماذا لم يسيطر المسلمون على هذه الامور واكثر منها؟ هل ينقصهم المال وهم أغنى أهل الارض؟ هل ينقصهم العدد؟ هل ينقصهم الخبرة؟ وفيهم العلماء والمفكرون الذين استعان بهم اليهود أنفسهم وفوق هذا كله لديهم الدليل والمنهج السليم القرآن الكريم الذي حينما تمسك به الاوائل تحقق لهم بما يشبه الاعجاز فالمسلمون لم يقبعوا في ذيل القائمة لأن اليهود أشرار بل لأنهم نبذوا تعليم هذا الدين إلا من رحمه الله فالزعيم في البلاد الإسلامية يطلب الزعامة ويقاتل من أجلها لينال بها وجاهة ويبني جيشه ليحمي به عرشه، والوزير والمسؤول الكبير لا يلبث إلا مدة وجيزة على كرسيه ثم يقبر الفقر ويبني القصر، والموظف العادي يبذل النفيس والغالي ليعيش عيشة هؤلاء الأكابر والبائع الصادق الناصح أشبه ما يكون بكرامة يمنحها الله للمشترين، وهلم جرا,, وأخيرا,, إن وجود ابليس لم يمنع وجود الصلحاء والأخيار من الناس، وكذلك وجود اليهود لا يمنع ولا ينافي نهضة المسلمين وتقدمهم.
عبدالله بن محمد الضالع
محكمة خميس مشيط
أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved