أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 25th January,2001 العدد:10346الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شوال 1421

العالم اليوم

أضواء
قتيل المال والسلطة,,,!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
المواطن الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة,, أو المحررة التي تحكمها السلطة الفلسطينية، المحاصر ببنادق سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقذائف دباباته، والمضايقات المعيشية اليومية، اصبح في حيرة مما يسمعه من الإذاعات ومحطات التلفاز، وبيانات السلطة، وما يراه على أرض الواقع فوق أرض فلسطين، فيُصاب بالحيرة، وحتى باليأس والإحباط والقهر، وتكشف حادثة مقتل منسق عام هيئة الاذاعة والتلفزيون العائد للسلطة الفلسطينية، احدى الحالات التي تصيب فلسطينيي الداخل بالإحباط، وتكشف حالة التخبط، بل وحتى عدم المسؤولية التي تتضمنها بعض البيانات التي تُنسب للسلطة الفلسطينية، والتصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين التي بدأت تثير البلبلة وحتى الشك في اوساط فلسطينيي الداخل.
يوم قتل هشام مكي أصدرت السلطة الفلسطينية بياناً اتهمت فيه المتعاونين مع إسرائيل باغتيال هشام مكي ومنحته لقب شهيد ومع أن احدى المنظمات الفلسطينية غير المعروفة كتائب شهداء الأقصى قد اعلنت مسؤوليتها عن قتل هشام مكي متوعدة بالقصاص من كل الفاسدين، مدعية انها قامت بتنفيذ حكم الشعب في مكي، فإن السلطة الفلسطينية صمتت ولم توضح ملابسات الموقف، وحار فلسطينيو الداخل بين صحة اي القولين، بيان السلطة الرسمية، او بيان المنظمة غير المعروفة، رغم ان اغتيال هشام مكي كان امام فندق الشاطئ في غزة وهو مكان غير بعيد عن المقر الرسمي لرئيس السلطة الفلسطينية، ومكان لا يمكن للجنود الاسرائيليين، بل ولا حتى عملاء اسرائيل من الوصول إليه.
ظل الفلسطينيون في حيرة وكاد أن يصبح هشام مكي شهيداً بحسب الامر الواقع حتى استجدت امور جديدة، بعد تناقل اخبار في غزة بأن السلطة الفلسطينية منعت عائلة مكي من مغادرة الاراضي الفلسطينية كما فرضت الاقامة الجبرية على بعض أفرادها لحين استكمال التحقيقات الجارية في ملف مقتل مكي الذي ورد اسمه في عدد من قضايا الفساد وهدر المال العام.
وأضافت الانباء أيضاً ان النائب العام الفلسطيني اصدر قرارا بالحجر على أموال مكي المنقولة والبالغة 17 مليون دولار، كما منعت البنوك العاملة في الاراضي الفلسطينية من التصرف بأي حسابات مالية تخص مكي أو صرف اي شيكات من أرصدته لديها دون الرجوع لقرار النيابة الفلسطينية.
تداول هذه الأخبار والكشف عن ثروة مكي التي تبلغ سبعة عشر مليون دولار اثارت حنق وغضب فلسطينيي الداخل، ويتساءل العديد عن مصادر وطرق مكي في جمع مثل هذا المبلغ الكبير وهل في مقدور اذاعي أو مدير محطة تلفزيون في أي بلد عربي ان يجمع 17 مليون دولار في اقل من ثلاث سنوات، فحتى لاري كنج، وباربرا وترز اللذان يعدان من أكثر رجال التلفاز والإعلام حصولاً على الاجور لا يستطيعان ان يجمعا سبعة عشر مليون دولار في سنوات قليلة، هي عمر السلطة الفلسطينية.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved