أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th January,2001 العدد:10348الطبعةالاولـي السبت 2 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

كل سبت
عزيزي المتقاعد: عش ودع غيرك يعيش
عبدالله الصالح الرشيد *
الذي يتقاعد من عمله وهو في الستين من عمره وأموره المادية على ما يرام وصحته على احسن حال فهو بمشيئة الله من الذين عناهم الهادي البشير وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام بحديثه الشريف (من عاش آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يوم وليلة فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) فما بالك اذا كان هذا المتقاعد يعيش في بحبوحة من النعيم ويلوذ بسكن هادىء مريح يملكه، ويتمتع بوافر الصحة والعافية وفي ظلال من الامن والطمأنينة يحسد عليها,,؟! ولكن ما يلفت النظر ويبعث العجب ان مثل هذا الانسان وبهذه المزايا التي اشرنا اليها وفي هذه المرحلة المتقدمة من العمر والاعمار بيد الله وقد عافاه الله من مراجعة طبيب العيون وطبيب الأسنان وأخصائي الباطنية ومثله أخصائي المسالك البولية أو الروماتيزم وما شاكلها من مقدمات امراض واعراض الشيخوخة ,, هذا الانسان يبعث الحيرة حقا عندما لا تجده يتفرغ لعمل انساني مناسب يخدم به وطنه ومجتمعه مثل مشاركة في جمعية خيرية او جمعية اصدقاء المرضى او مسجد يرعى شؤونه او يفتح مكتبة يفيد ويستفيد منها او على الاقل يرعى شؤون اسرته,, أبنائه واحفاده,, يتابعهم ويتلطف معهم او يقف بجانب شريكة حياته يقاسمها شؤون الحياة وشجونها,, أعجب واستغرب عندما اجد مثل هذا المتقاعد المحظوظ الموسر يتكالب ويتحايل ويستميت من اجل تمديد سني خدمته او يطالب بالتعاقد معه بمرتب زهيد وبأعمال هامشية فيحرم اناسا مواطنين آخرين ينتظرون التوظيف من فئة الغلابة والمساكين الذين يعيشون على رزق يوم بيوم واكثرهم من الشباب الذي لم يوفق الى عمل رغم تأهله لندرة الوظائف الحكومية ومماطلة وتسويف القطاع الخاص في برنامج السعودة ولقد لمست التحايل على الانظمة ومحاباة الحبايب والقرايب في التعاقد الشخصي مع بعض المتقاعدين امثال صاحبنا تحت مسميات شتى, بنود المكافآت او الرواتب المقطوعة أو صلاحية المسؤول أو مكافآت رمزية أو بنود العمال وغيرها,, المهم ان هذه الفئة من المتقاعدين تحاول بشتى السبل والطرق ان تزاحم وتناكب من هم في أول الطريق وكأنها والعياذ بالله ستموت من الجوع او تغيب عن الحياة عند تقاعدها متناسية ما تعيش فيه من جدة وسعة واكتفاء,, ونتساءل لماذا الاصرار على البقاء في الوظائف الحكومية فقط؟ ولماذا لا تجرب حظها وذكاءها ونهمها في وظائف القطاع الخاص وتضع لها موطىء قدم في الشركات والمؤسسات التي تحتضن ملايين العمالة الاجنبية الوافدة التي تستنزف عشرات الالوف من ملايين الريالات سنويا وتحولها مباشرة الى خارج المملكة؟,, من هنا فإنني اناشد صديقي وعزيزي المتقاعد الموسر المعافى فأقول له بصريح العبارة ومختصر القول: وظيفتك الحكومية استحوذت على تقاعدها كاملا فاترك الفرصة لمن بعدك من اخوانك وابناء مجتمعك وأحب لهم ما تحب لنفسك وبمعنى أكثر وضوحاً: عش ودع غيرك يعيش,, والله الهادي,.
* للتواصل: ص,ب 27097 الرياض 11417.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved