أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th January,2001 العدد:10348الطبعةالاولـي السبت 2 ,ذو القعدة 1421

الفنيــة

يسرا من الوردة الحمراء إلى عاصفة الصحراء
شقيقان مصريان,, أحدهما يغزو الكويت مع الغازي العراقي,, والثاني يحررها مع القوات المصرية!!
* القاهرة - مكتب الجزيرة ايمن الشندويلي:
انضم الفيلم السينمائي العاصفة إلى قائمة الافلام التي تعرض الآن في دور العرض السينمائي بمحافظات مصر مع مقدم اجازة نصف العام الدراسي.
والغريب ان الفيلم ليسرا التي يعرض لها منذ عيد الفطر فيلم الوردة الحمراء والفيلمان من إنتاج مدينة الانتاج الاعلامي.
وقد أقيم للفيلم عرض خاص حضره عدد كبير من النجوم والنقاد والصحفيين,, وهو أول تجارب المخرج الشاب خالد يوسف الذي عمل لعدة سنوات مساعداً ليوسف شاهين وهو ايضا مؤلف الفيلم.
ويعتبر الفيلم افضل المعروض حالياً بعد النقد الشديد الذي وجه لفيلمي الوردة الحمراء وسوق المتعة خاصة الأخير الذي أثار سخط الشارع المصري عن الوضع السينمائي.
العاصفة
ويطرح فيلم العاصفة سؤالاً هو,, هل جبروت القوة الامريكية المنفردة بالعالم هو وحده المسؤول عن حجم الكوارث التي نعيشها في كل بقعة من بقاع الارض، أم أن هناك أسبابا موضوعية وذاتية في كل شخص منا، وفي كل مجتمعاتنا تساهم هي الأخرى في تشكيل مثل هذه الاقدار والمصائر؟
والفيلم بطولة يسرا التي تجسد دور هدى الأم، وهشام سليم محمود ، حنان ترك حياة هاني سلامة ناجي ، عبدالله محمود حسن ، محمد نجاتي علي ، سعاد نصر ماري ، سامي العدل سمير ، سيف عبدالرحمن فهمي بك ، احمد مختار مسؤول التلفزيون ، محمد لطفي الصول المصري ، مجدي إدريس القائد العراقي ، واشرف عبدالعزيز مصطفى .
ومدير التصوير محسن نصر وموسيقى كمال الطويل، وتدور أحداث الفيلم في عام 1989م وذلك من خلال الأم المصرية المكافحة هدى التي غاب عنها زوجها منذ أكثر من عشر سنوات هرباً من عدم مقدرته على التأقلم مع واقع جديد يعيشه المجتمع المصري بعد انتهاء حرب 1973م، وتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، هذه المعادلة الجديدة اعتبرها الزوج معادية لذاكرته الوطنية خاصة وان اسرائيل هي التي أبادت أهله ورفاقه في إحدى معارك الحرب، بل ان هذه المعادلة الجديدة معادية لذاكرة جسده الذي اصيب أيضا برصاص إسرائيلي جعله صاحب إعاقة جسدية.
في غياب الزوج كل هذه السنوات تهتم هدى بتربية أولادها علي وناجي ,, الى ان يكبر الولدان ويصبحا شابين ويتخرج علي من كلية الهندسة، وناجي مازال يدرس بكلية الاعلام، وهدى تعيش وسط عملها معاناتها اليومية في محاولة تدبير احتياجات ولديها تصطدم بمحمود وتحبه ويخرجها من وحدتها ويفجر في كيانها صراعاً كان مؤجلاً، فينتصر حب محمود على معاناتها ويحدث اتزانا في حياتها.
ووسط مطالب الحياة التي تزداد وتثقل كاهل هدى لتتدهور حالتها المادية ويكون نتيجة ذلك ان ابنها علي يفقد محبوبته لتفضيلها شخصا ثريا عليه، وهذا يحمله على السفر الى العراق التي كانت في ذلك الوقت مطمحاً للباحثين عن الثروة، لعله يجمع المال الذي يمكنه من عدم الانهزام مرة اخرى في حبه، وكي يستطيع ان يمنع عن شقيقه ناجي تعرضه لظرف مشابه.
ويسافر علي ويدرك هناك بان حلم الثروة ليس يسيراً كما يتصور، وتشتد أزمته خاصة عندما يعلم أن أخاه ناجي معرض لنكسة شديدة في علاقته بحياة التي يحبها وتحبه ولكن مستواها المادي المرتفع يقف حائلا في إتمام هذا الارتباط.
فيقرر علي فعل اي شيء في سبيل إنقاذ قلب أخيه من الانكسار، فيوافق على الانضمام للجيش العراقي نظراً للمرتبات الضخمة التي يتقاضاها من ينضم له، ويجد نفس متورطا رغما عنه وقهراً في الدخول للكويت ضمن قوات الغازي العراقي سنة 1990م، وهناك يرفض علي توجيه رصاصات مدفعه على اي من افراد الشعب الكويتي، بل ويتضامن مع افراد المقاومة الكويتية ويتستر على بعض افرادها.
وتضيق حلقات المأساة حول عنق هدى ويتزلزل كيانها بخبر اشتراك ابنها في الغزو العسكري العراقي لدولة الكويت، ومع تفاقم حرب الخليج تضيق أكثر وأكثر حلقات المأساة حيث ينضم ابنها الأصغر ناجي بعد تخرجه من الجامعة للجيش المصري، ويجيء إليها خبر اشتراكه في القوات المسلحة الذاهبة الى حفر الباطن وتحرير الكويت.
وتثور ثائرة هدى لأنها ترفض ان يتقاتل الشقيقان وتحاول منع ذلك بكافة الطرق، ولكنها بالطبع تفشل في ذلك ليجد الشقيقان نفسيهما في قلب معركة عاصفة الصحراء ، والمطلوب منهما أن يتحولا الى عدوين يطلق كل منهما رصاصاته في اتجاه الآخر.
والسؤال ماذا لو كانت كلمة الشكر التي يرد بها ناجي على أخيه رصاصة عمياء، خاصة وان علي ذهب للعراق ليرسل المال لأخيه ناجي ؟.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved