أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th January,2001 العدد:10348الطبعةالاولـي السبت 2 ,ذو القعدة 1421

الجنادرية 16

في أمسية من أجمل أماسي الشعر
الجنادرية تشدو بالفصحى وتعزف قيثارة للأقصى وتعلن عن قدوم شاعر واعد
* الرياض علي القحطاني :
واصل النشاط الثقافي فعالياته بكل تميز وحضور كبير من المشاركين والمتابعين خصوصاً من رجال الفكر والأدب والثقافة والإعلاميين وكافة شرائح المجتمع حيث عقدت مساء أول أمس أمسية شعرية في الشعر العربي الفصيح شارك فيها وأحياها نخبة من الشعراء وهم: صالح المالك ومحمد علي العمري إلى جانب الشاعر فاروق جويدة وابراهيم الخضراني وتولى إدارة الأمسية الشاعر يحيى توفيق حسن.
معزوفة للأقصى
واستهل الشاعر فاروق جويدة بقراءة مقطوعاته الشعرية التي تنساب منها العاطفة الجياشة وختم قصائده بعزف قيثارة للأقصى بقصيدته المعنونة ماذا ستبقى من بلاد الأقصى في ذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين:
ماذا ستبقى من بلاد الأنبياء
لاشيء غير النجمة السوداء ترتعد في السماء
لا شيء غير مواكب القتلى وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي غرست سهام الموت في الغبراء,.
فالكون تابوت وعين الشمس مشنقة
وتاريخ العروبة سيف بطش أو دماء
ماذا ستبقى من بلاد الأنبياء
خمسون عاماً والحناجر تملأ الدنيا
ضجيجاً ثم نبتلع الهواء,.
خمسون عاماً والفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد وتصرخ في استياء,.
خمسون عاماً والزمان يدور
في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطا
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء.
إلى شارون:
ثم تلا على الحضور رسالته الشعرية إلى شارون التي يقول فيها:


ارحل عن القدس واترك ساحة الحرم
هل يلتقي الطهر يا خنزير بالرمم
كيف اجترأت على أرض مطهرة
أسري بها خير خلق الله والأمم
هذا التراب الذي لوثت جبهته
مازال يصرخ بين الناس في ألم
لوثت بالعار اعتاباً مباركةً
وجئت كالكلب,, في حشد من الغنم
تاريخك الآن بالأوحال نكتبه
لكل أطفالنا,, في القبر والرحم
القدس أرضاً وقداساً ومئذنةً
كالنيل عندي,, كالأعراض كالهرم
يا أقذر الناس تلهو في مساجدنا
وتقذف القدس بالنيران والحمم
كيف اجترأت على أقداسنا سفهاً
وجئت كالموت,, بالحراس والخدم

***


من حقك الآن أن تزهو بما فعلت
أقدامك السودُ بالأقداس والحرم
من حقك الآن أن تختال في سفهٍ
وأن تدوس جبين القدس بالقدم
من حقك الآن أن تسبي مساجدنا
ككل باغٍ بسيف الغدر محتكم

ثم قرأ قصيدته التي جاءت بعنوان:


أعاتب فيكِ عمري
بُعدي وبعدك ليس في إمكاني
فأنا أموت إذا ابتعدت ثواني
وأنا رمادٌ حائرٌ في صمته
فإذا رجعت يعود كالبركان
وأنا زمانٌ ضائعٌ في حزنه
فإذا ابتسمت يرى الوجود أغاني

ثم بدأ الشاعر صالح المالك قصيدته التي راح يترنم بها وسط استمتاع الحضور وكانت بعنوان الجنادرية


أعدتنا لعهود قد نسيناها
فما ألذ لدينا اليوم ذكراها
أعدتها ذكريات ذكرها عطر
تروي لنا قصصاً ماكان أحلاها
تصور الماضي المحبوب سيرته
أكرم بمن ظل يحييها ويرعاها
كانت عهود صفاء لا مثيل لها
الدين كملها والنبل زكاها
كان التعاون فيه رمز ألفتنا
وأس وحدتنا حقاً ومبناها
كانت وكنا نعاني من قساوتها
لكننا رغم هذا قد عشقناها
كنا نعيش بها والعز يصحبنا
وعيشة الذل نقليها ونأباها
نتيه فيها افتخاراً حين نذكرها
ومن مفاخرها نستلهم الجاها
نعيشها ذكريات كلها عبر
فما أجل لنا الذكرى وأسماها
فبارك الله فيمن كان راعيها
ومن اعاد لنا الذكرى وأحياها
من عاش يمنح كل الحب موطنه
وللعروبة أسمى الحب اعطاها
رأى بماضيه مايزهو به فدعا
هلم نحيي تراثات أضعناها
فهب من يحرس الأوطان متبعاً
خطواً لمن أرضنا تهوى ويهواها
وليُّ عهد سما حباً وتضحية
وعاش يرعى أمانات وأداها
كفاحه أبداً من أجل أمته
كل الوفاء لها أعطى وأولاها
فكان رمز إخاء في عروبته
واصبح المثل الأعلى لمسعاها
يسعى لأهدافها يرعى تآلفها
وعن خلافاتها بالحب يرعاها
يريدها أمة لا خلف يضعفها
ولا انقسام يهد اليوم مبناها
يريدها أمة لا تستباح لها
أرض ولا يطأ الباغون معناها
يريدها أمة تخشى عزائمها
يخافها المعتدي دوما ويخشاها
يريدها أمة تسمو مكانتها
ويستكين لها من كان عاداها
يريدها أمة تسعى لعزتها
في ساحة المجد تلقاه ويلقاها
يريد أمه في كل معترك
تبز بالسبق من جارت وباراها
هذي سياسته تلكم مبادئه
فباركوا خطوات قد تبناها
وساندوه وشدوا أزره ودعوا
من عن طريق الفدا قد شذ أو تاها
في ظل خادم بيت الله تشغله
آمال يعرب أقصاها وأدناها
وذي فلسطين تدعوكم لنصرتها
وتستجير بكم ممن تحداها
ممن تسلط عدواناً وغطرسة
وجار حتى كؤوس الموت أسقاها
تئن تحت احتلال ظالم شرس
من عصبة دولة الطغيان ترعاها
يا أمة العرب والإسلام لا تهنوا
ثوروا ودكوا حصون البغي إياها
هبوا غطارفة وامضوا أشاوسة
وحرروا قدسكم من كل أعداها
واشعلوها جحيما ضد مغتصب
قد سام خسفاً فلسطيناً وأذاها
وحاربوا كل من آوى عدوكم
ورحبوا بالمنايا عند لقياها
ما أجمل الموت ذباً عن كرامتنا
أكرم بمن روحه لله أهداها
وما أذل حياة لا تكون بها
أهل السيادة فيها ما حييناها
لا بارك الله فيمن خان أمته
وكان ضد أمانيها ومسعاها
وعاش من كان للأوطان مفتدياً
وسلم الله من بالروح فداها

يا طريق الهدى
ثم غرف الشاعر ابراهيم الخضراني من أجود قصائده الشعرية التي امتع بها الحضور خصوصاً أنه كان يمدهم مابين قصيدة وأخرى عن تجربته الشعرية الممتعة
(الهدى طريقي إلى مدينة الطائف حيث يوجد قبر أبي),.


أمنياتٌ ثرت بقلبي زمانا
تتوخى من الزمان الأمانا
ليس إلا قلبا يعانق قلبا
وحنانا فيها يناجي حنانا
أين قلب قد كان يمنحني الدف
ء ويطفي أواري الظمآنا
يا طريق الهدى إليه عساها
تلتقي في رحابه روحانا
أأدوس الثرى؟ برغمي، لأني
لست استطيع في الهوى طيرانا
هش لي مثلما عهدت فجاوز
ت زمانا بنشوتي ومكانا
فاتني أن أرى الاسارير جذلى
مثل ما كنت منذ حين وكانا
قال: قم وطف بساحة وج
وتقر الصحاب والاخوانا
سلمت تلكم المرابع ذقنا
في رباها الأمان والإيمانا
بين قوم لهم من الوحي هاد
وكفى الوحي للهدى برهانا
قل لهم يا بني: إني عظامي
ليس تنفك يحمل العرفانا
ما نسيت الجميل بالرغم أني
قد سكنت التراب والأكفانا
وأنا أنت يابني شعورا
وأنا أنت منطقاً وبيانا
هذه عن أبي تحية صفا
ء إليكم أصوغها الحانا
من أعز الصحاب؟ من أعرق النا
س وفاً؟ من خيرهم جيرانا؟
واحد نحن كيفما شيت إماّ
تربة أو عقيدة أو لسانا
قد صحونا على الصفاء جميعاً
ولعنا عدونا الشيطانا
عقد من السحر لم يحرم

ثم ألقى الشاعر الواعد محمد علي العمري وهو معيد في كلية اللغة العربية بالجنوب قصيدة نالت استحسان الجميع:


أطرب بشعرك من توافد يافم
وانثره في هذا السواد الأعظم
واعقد باذهان صفا لك ودّها
عقداً من السحر الذي لم يحرم
وقع على وتر القوافي نغمة
سحرية المعنى وريّا المعجم
وأدر كؤوس عواطف وقادة فيها
الشفاء لقلب لكل متيم
في ليله حمل السرور لوائها
طلقا محياها فتون المبسم


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved