أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 27th January,2001 العدد:10348الطبعةالاولـي السبت 2 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

الهجرة إلى المدن ظاهرة تستحق التحجيم
عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
للوهلة الاولى ومنذ مطلع البشائر بمقدم الأب البار والسيد المطاع والقائد المظفر صقر الجزيرة الفارس الشجاع صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن سعود غفر الله له واسكنه فسيح جناته ليمتطي عرش العز والفخر والتضحية على ارضه وبين اهله ومحبيه فقد كان واضحا وجليا ان هاجسه الكبير وأمله الوحيد بعد عبادة الله ونصرة دين الله عز وجل، رفعة هذا الوطن وسعادة مواطنيه ورفاهيتهم سواء كانوا في مدن أو قرى أو بادية، فمكنه الله من ذلك وحقق له طموحاته وآماله وأخرج له من خيرات الأرض ما يشاء، ولم يكن ذلك العائد الثمين حكرا عليه وعلى ذويه وأعوانه بل عم الرخاء كل مواطن ومقيم وكل ذروة من تراب هذه الارض المباركة، ثم تعدى ليسخر معظم ما حباه الله في خدمة الاسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض ونصرة قضاياهم العادلة ثم واصل أبناؤه البررة مسيرة الخير والعطاء فكانوا نجوما لوامع كل له جهوده الموفقة وعطاياه الجزلة يربطهم جميعا الدين ثم التطلع للتقدم والاخلاص لوطنهم مقدرين ومقتدين بماضي اسلافهم العطر المشرف ومستبشرين بمستقبل سعيد يواكب التقدم العالمي ويحقق آمال الشعب والأمة، فمناقبهم جميعا لا تحصى ولا تعد وآثارهم المادية والمعنوية يطمسها الدهر او تخفيها رياح الجحود والنكران بل تشهد الجوامد قبل الأحياء بسخائهم ويقدر المخلصون وذوو الأفئدة أعمالهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر الدعوة والدعم السخي لاقامة الهجر والتوطينات الزراعية والتشجيع المعنوي والمادي لتلك التجمعات السكانية ليتحقق لنا النمو المتوازن، دون ان تتضرر المدن أو القرى بواقع الخير الجديد، ولايجاد مجتمع متكامل ما بين الراعي والمزارع والتاجر والموظف ومن مشاريع الخير والبركة المتواصلة حتى هذه اللحظة نشر كافة الخدمات الأساسية والكمالية في كل مكان حتى ان المواطن وضيوف هذا البلد لا يشعرون بأي فارق كان ما بين الهجرة والقرية والمدينة، بل قد ينعم الشخص بالهدوء وراحة البال في قريته او هجرته بأي مكان كان من هذا الوطن المترامي الأطراف وذلك بفضل الله ثم بفضل توجيهات ورعاية حكامنا المخلصين حفظهم الله ومن سايرهم على هذا النهج من شباب وطننا الغالي، وكان من أولويات اهتمام هذه الحكومة ايدها الله نشر دور العلم بشكل مدهش حقا وفي مدة وجيزة حتى ان المتتبع لتاريخ المسيرة التعليمية في بلادنا ليصاب بالذهول عندما يتساءل مع نفسه عن متى وكيف انشئت تلك الاعداد الهائلة من المؤسسات التعليمية ما بين مدرسة ومعهد وجامعة ثم كيف كان الوضع في تلك الأيام الاولى عند بداية توحيد هذه البلاد والتي لا تتعدى فيها دور العلم النظامية اكثر من عدد اصابع اليد الواحدة ما بين مكة والمدينة وجدة، ولهذا نرى أنه كان لزاماً على أصحاب القرار والمسؤولية ممن طرحت فيهم امانة خدمة هذا البلد المعطاء المحافظة على تلك الخطوط العريضة الموفقة لسياسة حكومتنا الرشيدة تجاه شعبها والعمل وفق كل ما يساعد على ثبات توازن التوزيع السكاني في كل ارجاء الوطن.
ومما دفعني للتمعن فيما قدمته الحكومة اعانها الله على مدى السنين الماضية وسرد تلك الخواطر السابقة هو ذلك الحديث الشيق مع احد الاخوة الأعزاء من سكان سراة عبيدة والذي يبدو عليه القلق البالغ من زيادة الهجرة من تلك المحافظة وضواحيها المتباعدة الأطراف الى المدن المجاورة وبالأخص الى مدينة أبها بسبب عدم وجود كليات للبنات في تلك المحافظة سراة عبيدة وما احدثته تلك الهجرة من آثار اجتماعية وخسارة مادية على تلك الأسر وأضرار بالغة لحقت بالأراضي الزراعية وما يتبعها من ثروة حيوانية ونحوها من الموارد الاقتصادية المختلفة في تلك المحافظة وما جاورها من محافظات وقرى وهجر, وكذلك النقص الشديد والمتزايد ما بين سنة واخرى في اعداد طلاب تلك النواحي وما يقابل ذلك من نمو في اعداد سكان المدن ومدارسها ومرافقها العامة وبشكل ملفت للنظر وحيث اننا في زمن يعد فيه العلم الركيزة الأساسية في هذه الحياة بل ومعيار اجتماعي هام تتسابق فيه الأمم وبالأحرى الأسر وليس لنا بد من ذلك فاننا قبل كل شيء ندعو بالخير والاجر والثواب وبالسعادة في الدنيا والآخرة لرواد تلك النظرة الثاقبة ورواد السعي للنهوض بالوطن والمواطن في اي مكان على حد سواء وذلك بما هداهم الله اليه ثم بفطرتهم السليمة ولما يعلمونه من خطر على مستقبل الفرد والجماعة ومستقبل المدن والقرى والهجر وموارد بلدنا الطيب ومستقبل شبابه فحرصوا كل الحرص على شمول الخير وعموميته ووصوله الى كل قرية, ومن هنا ندعو معالي الرئيس العام لتعليم البنات للمشاركة في ترسيخ ما بناه اعلام هذا الوطن الغالي وهو منهم باذن الله والسعي لما يحد من الهجرة الى المدن، وما يمكن ان يحدثه ذلك من ضرر على واقع التوزيع السكاني والحياة الاقتصادية وكذلك لمدننا الجميلة من نمو يفوق امكانات المخططين وتوقعاتهم ومن ثم ننتظر منه نشر كليات البنات في الأماكن المحتاجة لها ومنها سراة عبيدة المدينة الجميلة ذات الموقع المتوسط بين عدة محافظات يتبعها العديد من المراكز وبها كافة الخدمات الحكومية وتغطي خدماتها التعليمية عدة مئات من الكيلومترات الطويلة ما بين مدارس وزارة المعارف ومدارس تعليم البنات .
هذا والله من وراء القصد.
عوض سعيد آل شائع
سراة عبيدة


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved