أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th January,2001 العدد:10350الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

دقات الثواني
الأمير نايف وحرية الصحافة
د , عائض الردادي
لو كان الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير داخلية في بلد آخر لجاء لاجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف والمجلات مزبداً مرعداً متوعداً مهدداً ولكنه نموذج من نوع آخر، انه نموذج المسؤول الذي يرى (أهمية الدور الذي تضطلع به الصحافة في التنمية والبناء والتطور والإسهام في توعية المجتمع) وهذا الفهم لدور الصحافة لا نبالغ إذا قلنا: إنه لا يكاد يوجد عند وزير داخلية في العالم الثالث الذي يريد للصحافة لن تغمض عينيها عن توجيه المجتمع في التنمية والبناء وأن تقصر دورها على المديح، إن لم تتجاوز ذلك إلى قلب الحقائق.
الأمير نايف في لقائه مع رؤساء التحرير يوم الأربعاء 29/10/1421ه لم يطلب من رؤساء الصحف الامتناع عن الكتابة عن الشؤون الأمنية بل قال: نحن لا نمنع أحداً من الكتابة عن الشأن الأمني أو الوصول لموقع الحدث وتصويره لكننا لا نرضى بنشر الأخبار الأمنية دون التأكد من الحقائق من المراجع والمصادر الأمنية المسؤولة، فلابد أن نحترم مجريات مصلحة التحقيق لئلا يكون النشر مسيئا ولا يخدم أهداف التحقيق لاستكمال مهمة الوصول لمرتكبي الحوادث).
والمصداقية في نقل الأخبار من أولويات كل وسيلة إعلامية تحترم نفسها وتحترم قارئها، فهي مطلب عادل ليس في الأخبار الأمنية بل في كل الشؤون وإذا دأبت الوسيلة الاعلامية على عدم الصدق فسوف تخسر القارئ بعد حين وبخاصة اذا كانت الوسيلة تؤثر الإثارة على المصداقية ولا تهتم بموضوع خدمة الصالح العام.
شيء يستوقف النظر أن يقول وزير داخلية في العالم الثالث: (تأكدوا أنني لن أزعج وليس عندي أدنى حساسية من توجيه مثل هذا النقد إذا كان يتناول حقائق موجودة وإذا كان يخدم المصلحة العامة ومصلحة البلد) فقد رأينا نماذج في العالم العربي من وزراء الداخلية صنعوا بالصحافيين ما لا يكاد يصدق حينما كتبوا كلمة إصلاح, فإذا جاء الأمير نايف نموذجا فريداً فذلك يعود لدينه وخلقه وتربيته وإحساسه بالمسؤولية وحرصه أن تصل الكلمة الصادقة المصلحة إلى المسؤول.
لقد لخص الأمير نايف مقياس الحرية في الصحافة في قوله (الحرية المسؤولة في الصحافة التي تخدم ولا تهدم والتي تبحث عن الحقيقة فتقولها بروح المواطنة دون إساءة للآخرين أو تعدٍّ على حقوقهم وكراماتهم).
عندما يضيق المسؤول بالنقد الهادف إلى خدمة البلاد ومواطنيها فانه يسهم في تراكم الأخطاء وبخاصة ممن يرأسهم أما عندما يجد فيه وسيلة مساعدة لمسؤولياته فإن ذلك نضج حضاري يدل على أهلية للمسؤولية وعندها يُعرف من يكتب للإصلاح ومن يكتب لمنافع خاصة او على الأقل يكتب للإثارة دون اهتمام بالمصداقية، ونحمد الله على ان هذا النموذج الفريد وزير داخلية في بلادنا التي شرفها الله بخصوصية (انساناً ومكاناً) كما قال الأمير نايف.
* للتواصل ص,ب 45209 الرياض 11512 فاكس 4012691

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved