أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th January,2001 العدد:10352الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

وسميات
بين العقل,, والمعدة
راشد الحمدان
ليس كل طعام تقبله معدة الإنسان,, وليس كل إنسان قادراً على أكل,, كل ما يقدم إليه, فقد يكون الطعام طيباً,, لكن الواحد منا ,, قد لا يستسيغه, أو يقبله ولا تجد تعليلاً لذلك,, وإنما هو فقط,, عدم القبول,, كما أن الإنسان البدين والذي يحرص على تنظيم أكله,, قد يترك ما هو لذيذ، وما يسيل له لعابه، كل ذلك بسبب السمنة, وكذلك المريض, فقد تكون الحمية تمنعه من أطعمة لذيذة, يأكلها كثير من الناس ويفضلونها,, وما هو منطبق على الإنسان ومعدته وظروفه الحياتية,, ينطبق على الإنسان وعقله, فليس كل كتاب مقبولاً من العقل فهناك كتب فلسفية عنوانها التعقيد والإغراق في إثبات القياسات والأدلة لإثبات نظرية من النظريات,, هذه الكتب يأنف منها كثير من الناس, لأنها لا تجد بابا مفتوحاً في العقل تدخل منه, ونجد الواحد منا يرمي بالكتاب جانباً وهو يتأفف,, ويطلق عبارات التعجب,, كيف صرف هذا المؤلف ساعات طوالاً في تأليف مثل هذا الكتاب, والناس لا يفهمونه, لكن هناك أناساً يفهمونه، ويطربون له لأن عقولهم تقبله وهي متفتحة له, تماماً مثلما لا يقبل أحدنا طعاماً معيناً وترفضه معدته ولا تستسيغه, بينما يجد من يلتهمه بشغف وتلذذ ولو قلت لأحد الأوروبيين: هل لك في وجبة ضب لذيذة, لتأفف منك لكنه يلتهم لحم الخنزير وهو أقذر الحيوانات, ويعلمون أنه يتغذى على القاذورات لكنهم جبلوا على أكله, والذين يقرأون لبعض الكتاب المنفتحين على المطبوعات العالمية أيا كان مصدرها يقرأون ويعرفون ما يقرأون لكن لو دارستهم في النحو أو الصرف أو اللغة العربية وقواعدها لوجدت فيهم ضعفاً,, وهناك من يحمل الشهادات العليا في الدراسة لكنه عبء على اللغة أو اللغة عبء عليه.
كما أن الرجل الذي قضى عمره يدرس الكتب الدينية,, لا يأنس للكتب ذات الموضوعات الحديثة, والتي يغلب عليها الرمز ويرى ان قراءتها ضياع للوقت,, لكن هناك من يقرأ ويحاول أن يفهم لكنه يفشل وقد يكون فهمه نسبياً,, ولا يخرج بما يرضي تفكيره, والمسألة ليست كما يقال محدودية العقل, لكنها قابلية العقل,, فالعقل أو التفكير إذا لم يكن قابلا لما يقرؤه, فهو لا يستوعبه ولا يحاول الغوص أكثر وأكثر لفهمه لأنه يرى ان ذلك فيه مضيعة للوقت ويحس بقلق وضيق وهو يتابع حروف الكتاب, لذلك نرى أن الناس على اختلاف ميولاتهم وقدراتهم ورغباتهم الفكرية كل له كاتب معين يميل إليه ويحرص على قراءة كل ما يكتب, والكاتب الجيد هو الذي قرأ لأكثر من مؤلف ومؤلف,, لأن تعدد القراءات يورث ثروة ثقافية متعددة, فإذا قرأت لمثل هذا الكاتب, فأنت قرأت لعدة كتاب وتعرفت على معارف متعددة,, ويقولون إن المعدة التي تمتلئ بالطعام لا يستطيع صاحبها الفهم والإدراك, ولكن قد يكون هذا القول ضعيف المصداقية لأن هناك من يأكلون ويقرأون في وقت واحد, وكل جهة,, تعمل وحدها,, وتمتلئ وحدها,.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved