أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th January,2001 العدد:10352الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

رؤى وآفاق
المملكة في القرن الخامس عشر الهجري
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية منذ بداية القرن الخامس عشر الهجري وما زالت تسير فيه لم تشهده من قبل، فالمظهر العام للمملكة تغير كليا، فقد كانت المدن في اطارها القديم، ومبانيها بالطين أو بالحجر والاسمنت والحديد، وقد خلعت المدن ذلك الثوب القديم مع بداية القرن، فخرجت عن أسوارها القديمة، وتلاشى البناء بالطين، ووسعت الشوارع، وأقيمت العمارات العالية والميادين الفسيحة، وبنيت الأسواق المكيفة، فأصبحت المدن في شكل جديد، حيث بدت المدينة من الجو لؤلؤة في الليل، وشكلا جماليا معجبا في النهار، فمدن المملكة اليوم تضاهي أرقى مدن العالم، بل ان مدينة الرياض أو مدينة جدة أو المدينة المثلثة الدمام، الظهران، الخبر قد تقدم في المظهر العام على كثير من مدن العالم المتمدن, والمظهر العام للقرية تغير أيضا، بل ان القرية خلعت ثوبها القديم ولبست ثوبا جديدا، فقد بنيت القرى من جديد، وتركت القرية القديمة المبنية بالطين أو الحجارة داخل أسوارها، وبرزت القرية الجديدة بمبانيها الحديثة وشوارعها الفسيحة وحدائقها وميادينها، فالقرية في المملكة اليوم مدينة صغيرة، يتوافر فيها جل ما يتوافر في المدينة، من كهرباء، ومياه نقية واتصالات تربطها بالعالم، ومواصلات حديثة، كل هذا حدث في سنوات قليلة، ففي آخر القرن الماضي كانت القرية المحظوظة هي التي حظيت بمدرسة ابتدائية ومستوصف، أما الطريق المعبد أو الكهرباء أو الهاتف أو المياه الموصلة للمنازل فمن اختصاص المدن، لقد كان ابن القرية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري يستغرب أشياء كثيرة عندما ينتقل الى المدينة، أما اليوم فقد انتقلت خدمات المدينة الى القرية، فتلاشى الفرق بين المدينة والقرية في المملكة العربية السعودية، وعلما بأن بلادنا واسعة، وقرانا متنازحة فالمسافر من مدينة الطوال في الجنوب الغربي من المملكة الى مدينة عرعر أو مدينة طريف يقطع مائتين وثلاثة آلاف كيل، ويمر في طريقه بمئات المدن والقرى.
وموانىء المملكة لم تكن هي الموانىء في القرن الماضي، فقد بنيت الأرضفة ومدت في البحر، وجهزت بما يخدم السفن الكبيرة، فتقلص انتظار السفن في الموانىء، ونظمت الرحلات البحرية مع الدول المجاورة، فأصبح النقل البحري يضاهي النقل الجوي، بل ان كثيرا من المسافرين الى الدول المجاورة يفضلون النقل البحري على النقل الجوي, وطرق القرن الخامس عشر في المملكة العربية السعودية واسعة وذات مسارات متعددة، فالطرق الترابية والجبلية عبدت، والتقاطعات أقيمت عليها الجسور، وقد شهد هذا القرن فتح العقبات في جبال السراة فالعقبة التي يتزحلق فيها الحمار عدة مرات أصبح اليوم عبورها ميسورا للشاحنات، فشباب القرن الخامس عشر يمرقون بسياراتهم ما بين تهامة وأعلى قمة في السراة في ساعة أو نصف ساعة، وما علموا ان آباءهم كانوا يمضون فيها اليومين والثلاثة أو أكثر من ذلك, ومطارات المملكة في القرن الخامس عشر تمثل التقدم الحضاري الذي تعيشه المملكة العربية السعودية فمطار الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الملك خالد في الرياض، ومطار الملك فهد في الدمام، بوابات مشرفة لبلادنا، فقد جهزت لاستقبال الطائرات بأنواعها المختلفة، واذا كانت هذه المطارات الثلاثة هي المطارات الدولية فانه يسندها العشرات من المطارات الاقليمية التي هيئت لخدمة الطيران بين مدن المملكة، ومما يدل على رقي الخدمات في مطارات المملكة قلة حوادث الطيران، فقد تمر السنة والسنتان بدون حادث ولله الحمد.
ودخلت المملكة القرن الخامس عشر بوعي بيئي، فحميت الحياة الفطرية، ووجدت المحميات، وحميت بعض الروضات من عبث أصحاب السيارات, والتفت ولاة الأمر الى احياء التراث، فأقيمت الجنادرية السنوية التي تعرض تراث الآباء والأجداد في أجمل معرض, وتوسعت المملكة في التعليم الجامعي، فبرزت الكليات الأهلية التي هي من سمات هذا القرن، أما التعليم العام فقد خطا خطوة موفقة في هذا القرن بالتوجه الى توفير حاسب آلي لكل طالب.
وفق الله ولاة الأمر الى كل خير.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved