أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th January,2001 العدد:10352الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

في الأفق التربوي
المتحف التعليمي
أ,د, عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر
في ظل الاهتمام المتزايد بمصادر التعليم كأسلوب علمي واقعي بديل عن الاسلوب المجرد لنقل المعرفة للطلاب حيث إن مصادر التعلم تشمل جميع الاماكن والانظمة والاجهزة والادوات والمواد التي تعمل على استقبال وتخزين وتحليل وعرض المعلومات، الا أن هذه الوظائف لمصادر التعلم متباينة، فمنها ما يستقبل المعلومات ويعرضها فقط دون تحليلها، ومنها ما يقوم بجميع وظائفها مثل الحاسب الآلي ورغم هذا التفاوت في امكانات معالجة المعلومات وعرضها تظل المصادر تلك مجتمعة من متطلبات التربية الحديثة لما لها من امكانات في اتاحة الفرصة للطالب لتنمية تفكيره العلمي والابداعي, والمتاحف باعتبارها الاماكن التي تعنى بجمع العينات الحقيقية ودراستها وتعريفها ومن ثم عرضها تعد من مصادر التعلم المهمة، لذا تلاقي الحركة المتخفية في جميع انحاء العالم اهتماما متزايدا لما تقوم به من دور ثقافي وتعليمي، ففي بعض البلاد وخصوصاً في أوروبا وامريكا اصبحت المتاحف عنصرا مهما في البرامج التعليمية والتربوية، وقد أنشأت بعض المتاحف اقساما خاصة للثقافة والارشاد من اعمالها اعداد البحوث وطبع الكتب وتنظيم المحاضرات الثقافية وعرض الأفلام الارشادية والتوجيهية، كما ان كثيرا من الاكتشافات العلمية والبحوث الميدانية في علوم الحياة والطبيعة والتراث والآثار كان السبب في ظهورها المتحف، وذلك لتوفر الامكانات اللازمة للتجارب والابحاث العلمية والتاريخية, وتحرص ادارات المتاحف العالمية على ألا تكون قاعات العرض في المتحف مجرد مستودعات لحفظ العينات المتحفية وتكديسها بشكل لا يقصد منه سوى المظهر, إنما هناك مراحل تمر بها العينة المراد عرضها قبل وصولها الى قاعة العرض مثل مرحلة الدراسة الميدانية والمخبرية بحيث يحدد نوعها وتاريخها وبيئتها ومدى انتشارها، وتتم هذه الدراسة من قبل نخبة من الاختصاصيين في علم الآثار والمتاحف وبذلك تصاغ اهداف المتحف وفق التوجهات للمتحف التي يضعها الاختصاصيون، الا ان الهدف الموحد للمتاحف هو عرض العينات والنماذج الاثرية والعلمية بطريقة معينة، وتبويب مدروس ليكون المتحف بمثابة كتاب يحوي بين دفتيه معلومات محسوسة ملموسة، يحكي بصمت عن حياة اخرى بجوارنا نكاد لا نعيرها اي انتباه.
إن الاهتمام بالجانب الترفيهي في المتحف مهم جدا الا انه لا يجب ان يغفل الدور الثقافي والتعليمي الذي قد لا نجده في اي مصدر من مصادر التعلم مهما كانت درجة تقدمها التقني, وفي بعض البلاد أدرج المتحف ضمن البرامج التعليمية من رياض الاطفال حتى المراحل المتقدمة في التعليم، ومكن المؤسسات التعليمية من الافادة من المتحف ومحتوياته لكون قاعات العرض في المتحف اعدت لتواكب مستوى المناهج الدراسية الى جانب الاهتمام بثقافة الكبار ومن فاتهم قطار التعليم.
كما جعل دور المدرس في قاعات العرض فاعلا في عملية الاعداد والتصميم والتنفيذ والتقويم للبرامج التعليمية من خلال المتحف وبذلك يتمكن الطالب في بيئة المتحف التعليمية من ممارسة نشاطه التعليمي بيسر وسهولة وبحرية تامة تحت اشراف المدرس، والمرشد التربوي في المتحف، كما خصص في بعض المتاحف قاعات تدعى غرف الاكتشاف تهَيَّأ فيها العديد من الوسائل والمواد والعينات التي تمكن من الوصول الى الحقائق العلمية بنفسه, كذلك يقدم للطالب في المتحف عرض تعليمي عن مراحل تطور بعض الاحياء وعلاقتها بالانسان والارتباط بين الاحياء وتكنولوجيا الزراعة والصناعة والطب الى جانب توفير قنوات الاتصال ما بين الماضي السحيق والحاضر مما يمكن الطالب من الحصول على معلومات ملموسة عن طريق العينات الاثرية عن الحضارات البائدة.
عموما المتحف مؤسسة اجتماعية ثقافية حضارية ذات ارتباط بمؤسسات اخرى من الممكن ان تدعم هذه المؤسسات المتحف لتنمي هذه العلاقة وتستفيد مما يقدمه المتحف من خدمات تعليمية كمصدر معرفي متميز.
shaer@anet.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved