أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th January,2001 العدد:10352الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ذو القعدة 1421

محليــات

مستعجل
يا صحفنا,, هذا هو المطلوب,,؟!
عبد الرحمن بن سعد السمارى
.. عندما تقرأ بعض المقالات والآراء والانتقادات ,, أو ربما بعض الأخبار في بعض صحفنا,, يخيل لك أن هذا الصحفي أو الكاتب أو الناقد,, يتحدث عن بلد آخر غير ذلك البلد الذي نعايشه ونعيش فيه,.
.. يتحدثون عن مشاكل أو قضايا أو أخطاء ربما تكون غير موجودة أصلاً,, ولذلك,, فهي تنفي في اليوم الثاني,, وربما تحدثوا عن أمرها وحولوه إلى قضية القضايا ومشكلة المشاكل,, حتى تحولت في عين القارىء إلى مشكلة جسيمة عظيمة وأخطاء بالغة,, مع أن حقيقة الأمر غير ذلك تماما,.
.. كيف تحولت صفحات بعض الصحف إلى خناجر موجهة إلى كل مسئول وإلى كل مجتهد وإلى كل عامل؟
*.. يهاجمون هذا المرفق اليوم,, ويوم غد يظهر نفي واعتذار ويقولون,, إن الخبر لا حقيقة له,, وإن ما قيل لا صحة له,, وترانا نكذب؟!! لأنه بعد تكشف الحقيقة لم يكن بوسعهم أن يقولوا غير ذلك,.
.. بل إنني سمعت من بعض المسئولين,, أن بعض الصحف تماطل في نشر الإيضاح والحقيقة,, وقد لا تنشره,, لأنها لا تريد أن تهز مصداقيتها أمام القارىء,, ليكون ذلك على حساب ذلك المسئول المجتهد,, وعلى حساب ذلك القطاع الذي ظُلم وافتري عليه.
.. لقد لاحظت أن بعض صحفنا تسابق على تصيّد الأخطاء والسلبيات,, حتى غدا الكثير مما ينشر من فئة غير صحيح ولا أساس له من الصحة ,,, و,,,, و,,,, وترانا نكذب؟!! لأن هذا التسابق,, لا بد ان يولد هذه الأخطاء,, ولأن تسابق المحررين قد تحوّل من الحصول على خبر جديد,, خبر إيجابي,, خبر نافع,, خبر صحيح موثق,, إلى تسابق في الحصول على قضية أو مصيبة أو كارثة,, وقد تكون صحيحة أو غير صحيحة.
.. ترى,, ما الذي حوّل محررينا الى هذا التوجه المشين؟!
.. تأخذ بعض صحفنا,, فلا تشاهد إلا المثبطات والأخبار المخيفة,, من كوارث ومشاكل,, مع أن الواقع الذي تعايشه يكذب ذلك كله,, جملة وتفصيلاً,.
.. ثم ما الذي جعل حالة نفي خبر يوم أمس تتزايد في هذه الصحف؟!
.. هي تنشر خبراً أو تقريراً أو رأياً,, ويتضح لها أن كل ذلك عار من الصحة.
.. لماذا كثرت الاعتذارات والنفي؟
.. أين الدقة,, وأين الموضوعية,, وأين المصداقية,, وأين الأمانة الصحفية؟!
.. لقد جمعت بعض هذه الأخبار في أحدى الصحف فوجدتها صحيفة تقوم على الكوارث والمصائب,, وتتصيد الأخطاء والفواجع,, وترقص على النكبات حتى لو كان ذلك حريقا بسيطا في برميل قمامة,, فإن مراسليها ومصوريها يصورون هذا البرميل من كل اتجاه,, ويحرصون على تصوير اللهب من أكثر من زاوية,, ثم يبحثون عن الأسباب والمسببات,, مع أن المسألة سيجارة رماها عامل وسط برميل الزبالة,, فاحترقت الزبالة وبس لكن هذه الصحيفة تريد شعللة الموضوع,, وتريد جذب القارىء,, عفواً تريد الضحك على القارىء وتغفيله,, فجعلت من العِطبَه قبة وحريقة,,,!
.. اقرأوا,, الرقم المخصص للمشاريع والتنمية في ميزانيتنا هذا العام,, ثم اسألوا أنفسكم,, أينكم عن هذه المشاريع؟
.. التفتوا يميناً وشمالاً وشاهدوا هذا الوطن,, وقد تحوّل إلى ورشة عمل لا تهدأ,, فأينكم؟
.. أينكم عن مصانعنا وعن مشاريعنا وعن بنوكنا,, وعن نجاحاتنا التي ملأت البلاد؟!
.. ثم,, لماذا هذا التوجه,, هل أنتم ملزمون ومغصوبون لإرضاء رغبة القارىء السطحي؟! وهل هو القارىء المستهدف؟
.. اقرأوا صحف الدنيا كلها,, لتجدوا الموضوعية في الطرح,, ولتجدوا المصداقية في الكثير منها,, فكيف غابت تلك من بعض صحفنا ولا أقول كلها؟!
.. كيف تجاهلتم مشاريع التنمية وكيف تناسيتم ما تحقق من منجزات؟
.. وكيف غمطتم هذا المسئول أوذاك حقه,,وكيف تجاهلتم نجاحاته؟
.. ثم,, هل يمكن للقارىء,, أن يحترم صحيفة تنفي يوم غد بعض أخبارها,, لأنها اكتشفت أنها غير صحيحة,, أو لأن الجهة المعنية كشفت الحقيقة وقالت لهم تراكم تكذبون؟!
.. نحن لا نريد لصحفنا هذا التوجه وهذا المأزق الخطير,.
.. نحن لا نريد تنافساً على أخبار ُتنفى في اليوم الثاني.
.. بل نريد أن نشاهد في صحفنا شيئا يعكس الحقيقة كما هي,.
.. نعم لا نريد,, سوى الحقيقة فقط,, وكثر الله خيرك

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved