أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th January,2001 العدد:10352الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

بدأت من هنا,, وجمهورها أغلبية
البرامج الشعبية التلفزيونية,, دعوة للإنصاف
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
في هذه الصفحة المميزة سلط الضوء خلال الفترة الماضية اكثر من مرة على البرامج الشعبية في التلفزيون السعودي فقرأنا اكثر من مقال عن برامج او عن تعقيب على مقال يدور في فلك الادب الشعبي والاعلام.
وانا على يقين ان نسبة عالية جدا من الجمهور السعودي متابع شغوف للأدب الشعبي بل ان النسبة جديرة بالاهتمام، فلو كنت في مجلس عام به عشرة أشخاص فإن نسبة من يستهويهم الحديث عن الشعر والادب الشعبي تتجاوز سبعة من هؤلاء العشرة، وكوني ممن يهتمون بالادب الشعبي لا يؤثر على هذه الحقيقة، فربما قال قائل انني انظر من منظور من اجلس معهم او من يستهويهم هذا المجال، ولكن حقيقة ان الادب الشعبي من أولويات الجمهور السعودي لا تحتاج الى عناء للتدليل؛ فهي حقيقة لا خلاف عليها.
هذا امر، اما الامر الآخر الذي انطلق منه في هذا الطرح فهو ان الشعراء والرواة والمهتمين بالادب الشعبي الشفهي والمكتوب والمسموع والمرئي قد نبعوا من هنا فقبل مئات السنين والشعراء من نجد خاصة يتناقل اهل الجزيرة اشعارهم وقصصهم حتى الاساطير الشعبية وقصائدها تتداول في المجالس، واتصلت حلقات الرواية الشفهية حتى وصلنا ما لم يكن مكتوباً، وفي هذا الزمن أصبح الاهتمام ملموسا متمثلاً في المؤلفين والمختصين والمطالبين بمقاعد لدراسة الأدب الشعبي, فاهتمام الناس هو ما جعل للشعر أولوية هنا، وهم يحرصون على سماعه ونقله من جيل الى آخر.
ولست في صدد الحديث عن المطبوعات المهتمة بالشعر الشعبي والمجلات المتخصصة والصفحات اليومية والاسبوعية وإنما حديثي سينصب على ما اثير مؤخرا حول التلفزيون السعودي ورميه جزافا بالتقصير في ملاحقة هذا الاهتمام من قبل بعض الكتاب ممن يتطرق لكل شيء مستعجلا في الحكم، وآخرين ممن قد يتلمسون أهدافاً مختلفة ليس النصح من بينها.
ان التلفزيون السعودي وكذا الاذاعة كانا على اهتمام متواصل منذ ما يقارب نصف قرن من الان بالادب الشعبي وبرموز هذا الأدب وابراز العديد من الاسماء التي تشكل بموروثها المادة الاساس لكل من في الخليج ممن بدؤوا بعد تلفزيون المملكة,, وفي هذا الوقت يظهر بين الحين والآخر في الفضائيات ما يشبه فقاعات الصابون من برنامج يتيم يبث ثم توجه سهام البعض الى تلفزيوننا واذاعتنا وكأنهما لم يقدما طوال سنين برامج عديدة لا برنامجا واحداً ومتنوعة كلها تصب في صميم الأدب الشعبي شعراً ورواية ومتابعة.
وسأعدد بعض الاسماء وليتني استطعت حصرها مع سنوات بثها ومن عملوا بها ولكن سردا من الذاكرة سأورد بعض الاسماء وليعذرني من قدم جهدا ولم تسعفني الذاكرة بايراد اسمه، وهذه البرامج في الاذاعة وفي التلفزيون لأسماء معروفة بعضهم يعيش بيننا ولكن لا يجد الاهتمام والدعم والتشجيع وإنما يعملون بصمت يشبهون بذلك المحار ذلك الكائن الذي يتعذب ليفرز لنا اللؤلؤ.
ففي التلفزيون كان: عبدالله الزامل ومحمد بن عمير ومحمد ابو سليم وسعد بن حريول وابن شلاح وناصر السكران وغيرهم.
وفي الاذاعة: الذيابي وابن شلاح والسكران وابن عبار وابراهيم اليوسف ومنديل الفهيد ومنصور المنصور وغيرهم.
وبعد هذا فليس من الانصاف ان يبرز برنامج في قناة فضائية ما، ليس لها اهتمام ملموس بالبرامج الشعبية الا هذا البرنامج ثم يأتي من يلوم تلفزيوننا السعودي ويدعي انه لم يقدم شيئا.
ان اعلامنا المرئي والمسموع اهتم اهتماما بالغاً بالادب الشعبي ببرامج منوعة ومستمرة منذ سنوات عديدة ومازال مستمرا ولله الحمد بجهود ملموسة ومن حق المخلصين الثناء عليهم,
ولو اتينا لتلمس بعض الجوانب التي نأمل من تلفزيوننا العزيز ان يضعها في الحسبان عند الاعداد لبرامجه الشعبية المميزة وان يتجاوب التلفزيون السعودي مع حقيقة: (ان الجمهور المستهدف السعودي في اغلبه مهتم بالادب الشعبي):
* لابد ان تكون البرامج الشعبية في أوقات الذروة لكي تصل جهود تلفزيوننا العزيز للمشاهد ومن ثم يرى التجاوب.
* خلق مناخ ايجابي للمهتمين من مقدمي البرامج والمعدين والمخرجين لان الادب الشعبي ثري جدا لمن اراد الابداع وقابل للتنويع والاثارة وهنا اقترح ألا تقتصر البرامج الشعبية على عرض القصائد، وإنما الاهتمام بالرواية الشفهية والاستفادة من المكتبة الادبية الشعبية، وكذا الاهتمام بمتابعة اخبار الشعراء وجديدهم في برامج مباشرة، وكذلك الاهتمام بالمحاورات، والمزج بين الاهتمام بالقديم جدا والحديث بعرضه بحداثته لان اهتمامات الناس واعمارهم مختلفة, وهذا يعني الاستفاذة من خبرة الموجودين وكذا ابراز الشباب من الجيل الحالي ببرامج شعبية تلاحق تغير الشعر الشعبي وعندما تكرس الجهود فانني على ثقة ان التلفزيون سيلمس الاهتمام الجماهيري الكبير بالادب الشعبي.
* تخصيص ساعات بث أكثر للادب الشعبي وهنا اود ان أتوجه الى سعادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون معالي الدكتور علي النجعي الذي لم يألُ جهدا في سبيل تقدم التلفزيون في كافة برامجه، آملا منه ان يضع اقتراحاتي هذه محل عنايته كما تعودنا منه في تجاوبه الملموس لكل ما يطرح، سائلين الله ان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
عبدالله بن يوسف المزيني
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved