أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 1st February,2001 العدد:10353الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ذو القعدة 1421

القرية الالكترونية

النافذة
م, مشبب محمد الشهري
نمو سوق تقنية المعلومات مجرد فقاعة
منذ حوالي العام أي منذ شهر مارس عام 2000 وسوق أسهم شركات تقنية المعلومات أو ما يعرف بNASDAQ في انحدار، وعلى الرغم من ان كثيراً من المحللين كان يتوقع حصول هذه الانتكاسة، فقد كان أغلبهم ينعت سوق أسهم تقنية المعلومات بالفقاعة إلا أن الكثير من المحللين يعتبرون كتاب البروفسور روبرت شيلير أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل الشهيرة الوفرة غير المعقولة كان الدبوس الذي فجر تلك الفقاعة.
وفي هذا المقال لن نتحدث عن مدى الخسائر التي خسرتها شركات تقنية المعلومات وعلى الأخص شركات الانترنت ولا عن خسائر المستثمرين في هذا السوق فوسائل الاعلام قد أوفت هذا الموضوع حقه خلال العام المنصرم, كذلك لن نحاول تقديم دروس في كيفية استثمار الأموال فهذا العلم شرف لا أدعيه، ولكن ما سنحاول القاء الضوء عليه في هذه الكلمات هو معرفة ما مدى تأثير ذلك على مستقبل تقنية المعلومات، وهل هذا دليل على نكوص وتراجع تقنية المعلومات؟
ففي أواخر القرن المنصرم توقع المحللون الاقتصاديون كسادا للاقتصاد الأمريكي خلال العقد الأخير من القرن الماضي إلا ان النتائج كانت عكس ذلك تماما إذ شهد الاقتصاد الأمريكي نموا هائلا خلال تلك الفترة، وكان ذلك بفضل تقنية المعلومات.
وقد شهدت تقنية المعلومات والاتصالات خلال العشرة الأعوام المنصرمة قفزات كبيرة ويأتي على رأس ذلك خروج عفريت الانترنت من قمقمه وخروجه من داخل أسوار المعامل والجامعات مما كان له الأثر الكبير على نمو سوق الأسهم لدرجة ان تلك السوق أخذت تكبر وتكبر حتى تعدت حجمها الحقيقي، وكونت ما يعرف بالفقاعة, والآن بعد انفجار هذه الفقاعة وتراجع أسهم شركات تقنية المعلومات والاتصالات يتبادر الى الذهن السؤال التالي، وهو هل يعني ذلك تراجع تقنية المعلومات؟, وللإجابة على هذا السؤال لابد من النظر الى بعض التوجهات العالمية.
في اجتماعها الأخير المنعقد في مدينة أوكوناوا في اليابان قررت الدول الصناعية المعروفة بG8 مجموعة الدول الصناعية الثماني وهي الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان وروسيا كشريك غير كامل العضوية قررت مساعدة الدول الفقيرة وذلك بتخفيف الديون وبتطوير التعليم ومحاربة المرض، كما قررت تسخير تقنية المعلومات في تطوير نمو الدول الفقيرة الاقتصادي, كما قرر قادة تلك الدول اصدار قانون خاص بتقنية المعلومات يتيح للدول النامية جني الفوائد الاقتصادية الناتجة من التعامل مع تقنية الانترنت, وكون لهذا السبب لجنة لمتابعة الموضوع، وموافاة المجموعة بالنتائج في اجتماعها القادم في ايطاليا.
وفي اجتماع قمة دول الخليج الأخير المنعقدة في دولة البحرين في شهر شوال الماضي كان الاهتمام بتقنية المعلومات واعطاء هذه التقنية مزيدا من الأهمية هو أحد أهم توصيات تلك القمة، وذلك ايمانا من قادة تلك الدول لما لتقنية المعلومات من دور كبير في التنمية الاقتصادية وتسهيل الخدمات.
ولم تعد تقنية المعلومات مجرد ترف حضاري خاص بالدول المتقدمة والغنية بل أصبحت هذه التقنية أحد مقومات النمو الأساسية لأي بلد يرغب في النهوض والنمو, ولهذا فإن كثيراً من البلدان النامية أخذت في توظيف هذه التقنية, وكذلك رأينا اهتمام دول شرق آسيا بهذه التقنية عند تعرضها للأزمة الاقتصادية في عام 1997م إذ أوقفت معظم تلك الدول كثيراً من مشاريعها الاستثمارية ما عدا الاستثمار في تقنية الاتصالات والمعلومات فإنها بالعكس وسعتها.
وبناء على ما تقدم وبناء على معطيات سوق تقنية المعلومات نرى مدى الاهتمام بهذه التقنية من قبل صناع القرار في العالم، ومن قبل العلماء والتسابق المحموم في مجال تطوير هذه التقنية لنصل الى النتيجة التالية وهي ان ما حصل في سوق أسهم شركات تقنية المعلومات في العام المنصرم حسب رأيي لا يعدو عن كونه حركة تصحيحية ليعود هذا السوق الى المسار الصحيح ولن يؤثر على عجلة التطوير في هذا المجال.
mmshahri@scs.org.sa

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved