أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd February,2001 العدد:10354الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

غزاة من الفضاء
ارتطام الأجسام القادمة من الفضاء الكويكبات، المذنبات، النيازك، وحتى الأقمار الصناعية بأرضنا ظاهرة معروفة لدى العلماء، كما أن آثار الارتطام ملاحظة ومشاهدة على سطح كرتنا الأرضية وأيضا على سطح القمر وبعض كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها , ولقد تعرف العلماء على حوالي 139 فوهة ارتطامية منتشرة على سطح كرتنا الأرضية حدثت في فترات زمنية تتراوح ما بين 50000 الى بليوني البليون ألف مليون سنة مضت يتراوح قطر أغلبها ما بين 140 الى 200 كيلومتر.
هناك نظرية قائمة نشرها عالم الفيزياء لويس الفاريز الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1980م مفهومها أن سبب انقراض الديناصورات على سطح الأرض ارتطام كويكب قطره حوالي عشرة كيلومترات بالأرض قبل 65 مليون سنة مضت وبسرعة 15 كيلومترا في الثانية الواحدة أي حوالي 54000 كيلومتر في الساعة ، مما أدى نتيجة هذا الارتطام والذي يعادل قوة مائة مليون مليون طن من مادة تي إن تي الشديدة الانفجار الى تكون سحابة هائلة حول الأرض مليئة بمادة الأيريدوم وهي مادة موجودة في الكويكبات حجبت ضوء الشمس لفترات ما بين أسابيع الى أشهر، حدث خلالها هطول أمطار حمضية وحرائق انعدمت على أثرها أكثر مظاهر الحياة على سطح الأرض, ولقد وجد العلماء ما يدل على صحة النظرية بعد اكتشافهم مادة الأيريدوم في صخور الجبال في بعض مناطق العالم، ولكن ما زال البحث جاريا عن مكان الفوهة التي نتجت عن ذلك الارتطام والتي يقدر العلماء أن قطرها يتراوح ما بين 150 الى 200 كيلومتر.
والآن يأتي السؤال أنه اذا كانت تلك النظرية صحيحة فهل هناك احتمال في أن يرتطم بالأرض كويكب أو جسم قادم من الفضاء مثل المذنب مخلفا دمارا شاملا أو دمارا محدودا، وللاجابة عن هذا السؤال علينا أن نعلم أنه هناك مجموعة من الكويكبات تسبح في الفضاء حول الشمس وتتقاطع مساراتها مع الأرض والعلماء يقدرون عدد التي يبلغ قطر منها أكبر من كيلومتر واحد كويكبات أصغر من ذلك يمكن ان تتسبب في أضرار محلية صغيرة وليس أضرارا كبيرة جدا ما بين 1000 الى 4000 كويكب، وقد تعرفوا على 150 واحدا منها فقط، وذلك من خلال رصدهم لها وهي تدور حول الشمس، وهذه الكويكبات تقترب أحيانا من الأرض الى مسافات قريبة جدا وتنذر بالخطر الشديد, ولقد تبين للعلماء من دراساتهم لسطح كرتنا الأرضية والقمر وأسطح الكواكب ودراسة النيازك التي تتقاطع مساراتها حول الشمس مع الأرض أن ارتطام كويكب يبلغ قطره أكبر من كيلومتر واحد بالأرض قد يحدث مرة أو مرتين كل مليون سنة مثل هذا الارتطام يحدث دمارا شاملا أما ارتطام كويكب يبلغ قطره ما بين 100 الى 1000 متر ففي الممكن حدوثه كل 300 سنة مخلفا دمارا محدودا للمنطقة التي ارتطم بها يعادل قوة 12 مليوناً من مادة تي إن تي الشديدة الانفجار أي ما يعادل قوة 800 قنبلة ذرية مثل التي ألقيت على هيروشيما ولقد حدث ذلك عندما انفجر كويكب في أواسط سيبيريا عام 1908م, كما أنه في عام 1978م سقط كويكب في المحيط الباسفيك الجنوبي أحدث انفجارا مدويا ظن في حينه تجربة لانفجار نووي, ان احتمال أن يحدث ارتطام كويكب بالأرض خلال حياتنا مخلفا دمارا شديدا هو 1 الى عشرة آلاف وهو نفس احتمال ان يموت الشخص خلال عملية التخدير أو احتمال وقوع حادث له خلال ستة أشهر من سياقته في شارع مزدحم، وبالرغم من صغر هذا الاحتمال إلا أن هناك مشاريع لمراقبة الفضاء لوكالة الفضاء ناسا وذلك بوضع مراصد في أماكن مختلفة لمراقبة هذه الأجسام والتبليغ على الأقل عن امكانية ارتطامها بالأرض قبل حدوثه بعشرات السنين.
إن رصد الكويكبات أو الأجسام القادمة من الفضاء والتي تهدد سلامة الأرض يستلزم عملا وجهدا جماعيا يتعاون فيه الجميع ويتبادل المعلومات فيه عن تلك الأجسام وذلك بإنشاء مراكز ومراصد لرصد تلك الأجرام في مختلف بقاع الأرض حتى يتسنى متابعتها طوال الأربع والعشرين ساعة وذلك بواسطة مناظير بصرية ورادوية قوية ومن ثم حساب مساراتها واستنباط امكانية ارتطامها بالأرض، وعالمنا العربي والاسلامي يفتقر الى ذلك النوع من المراصد، واعتقد أنه من المناسب الآن انشاء مراصد لمراقبة تلك الأجرام منتشرة في أرجاء وطننا الغالي للمساهمة في حماية الأرض بصفة عامة وحماية وطننا الحبيب بصفة خاصة وأيضا لنقل أحدث التقنيات في الرصد ومراقبة تلك الأجرام التي تهدد الأرض، سلمنا الله واياكم من أي مكروه.
د, أيمن سعيد كردي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved