أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

دروس الفشل,, تواضع
منى عبدالله الذكير
أعود مرة اخرى للتنويه بكتيب المجلة العربية وصاحبها رئيس التحرير حمد القاضي الذي دوما يبحث عن الجديد والملفت في مجلته الكلاسيكية المتخصصة جدا في مجال الأدب والثقافة,, جاء كتيب شهر شوال الفائت محملا بعطر الشعر والكبرياء كعادة الدكتور غازي القصيبي، كل مسألة تهم القصيبي فهي حدث يقيم الدنيا ولا يقعدها، إنه الإبداع لا يرضى الا بالمفاخر والقمم وكيف لا وذلك المبدع من المملكة العربية أصل العروبة ومنبع الاسلام ومحيطات البترول, قرأت الكثير للقصيبي المبدع في الرواية المتجبر في الإدارة المزهو بالقمم الوظيفية التي حط رحاله عندها وغادرها بكل الصخب الاعلامي, دون شك الدكتور متمكن في مجال الاعلام المضاد بمعنى تحويل ما هو ضده لحسابه, ودون شك أيضا هو يستحق فقد جمع الفخر من كل أردانه,, وليس من ردنيه فقط, الكتيب يحمل التجربة الوحيدة للفشل التي واجهت القصيبي عندما رشح نفسه لليونسكو امام خصم قوي من اليابان, في ذلك الكتيب استخدم الدكتور الاعلام المقروء بقدرة هائلة في التأثير على القارىء بما قدمه من معلومات متنوعة تتسم بالوضوح والموضوعية وهذا نادرا ما يحصل مع من واجه مشكلة الفشل, تتملك الفرد عادة رغبة التفوق وأن يكون للأحسن والأكثر تميزاً وهي رغبة طبيعية تدفع الإنسان الى المنافسة وتحقيق الغلبة على الآخرين، انه الطموح والسعي الشخصي من اجل إحراز القوة ومهما تعرض لضغوط من الآخرين ومن الظروف المحيطة تظل روح المحارب تتملك ذلك الشخص وتشكل له قيما اخلاقية رفيعة توهج ضميره بالحماسة والتطلع هذا اذا كان مثل القصيبي بالطبع يقول: ان هزائم اليوم يمكن ان تتحول الى انتصارات بشرط ان نواجه الحقائق وان نحلل الأسباب وعوامل الهزيمة, لقد كان القصيبي في اقراره بتحمل كامل مسؤولية الفشل إنما يعبر عن جرح الداخل وكأن العربي لا يحق له الخسارة رغم ان كثيراً من الوقائع تشير الى ان ذلك هو الطبيعي وان النجاحات القليلة على بعض الاصعدة العالمية هي من النوادر المفرحة, ولكن المستقبل يطير الينا بعطر الانتصارات القادمة كما نرجوها يشكل احلاماً مشروعة لجميع البشر بمن فيهم العرب,, القصيبي يحمل روح المبدع الحقيقي والصادق مع ذاته بكل تفجراته العاطفية، وحمم أعماقه المتفاعلة دوماً، وتقلبات طقس افكاره الساعية وراء الأجمل والأكثر ابهاجا,القصيبي قد يحمل نفسه كما يقول قسطه من الفشل الدولي في قضية ترشيحه لليونسكو ولكن أيضاً يظل رجلاً من المملكة العربية تقدم وحارب في محفل دولي لا يستهان به وقاتل بكل البطولة الثقافية والعلمية التي تختزن في عقله وفكره,, على العموم ان سلوك الفرد مرتبط بتكوينه النفسي وبواقعه الاجتماعي والثقافي ايضا,, يرتبط بالحقائق العلمية الموضوعية والمادية هنا تصبح دوافع الانسان وطموحاته وسلوكه أثناء إدارته للأزمة واقعة تحت شروط بعيدة عن سيطرته وتحكمه ويظل نضج الوعي العام وتفهمه هو المقياس للتقبل, اما مسألة المال والثراء والقدرات المادية المبذولة للفرد او الدول فهي مجرد دعم ثانوي أمام الإصرار والتحدي والرغبة في تنمية القدرات والنجاح, هنا تبدو نزعة حب الوطن المثال الكامل والانسان يبذل قصارى جهده ليجسد نزعته الاجتماعية التي من خصائصها الشعور العارم بالارتباط بهذا الوطن وحبه, لقد طرح القصيبي افكاره في تعليل الفشل,, وبما أن افكارنا وعواطفنا تصوغ من كل منا شخصيته وقضيته الجميلة أو الدميمة,, بذلك نطلب من الدكتور الاديب الشاعر نصير المرأة,, أن ينظر لما حدث بروح الجمال والحب,, والحب هو السعادة التي تعني ان تكون حرا غير مجبر على شيء وأنت دخلت التجربة وخرجت منها,, القصيبي شاعر الحب, وهذا بحد ذاته حسب قناعتي يعني الكثير,, لقد دخل مرشح اليابان الى اليونسكو,, ولكن خرج منه القصيبي وهو أكثر شهرة وأجمل شاعرية وأقوى بيانا والاهم تظل المملكة العربية عنوان التحدي واسما مشعا في كل العالم انه الانتصار الحقيقي.
* المنامة للمراسلة: المنامة ص,ب 26002 الدبلوماسية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved