أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

كل سبت
الاعتدال
عبد الله الصالح الرشيد
قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه,,) الآية وقال الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام عن العقيدة الصافية والشريعة الغراء ان ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك,, وفي عصرنا الحاضر الزاهر ظهرت الصحوة الاسلامية او بمعنى اصح اليقظة الاسلامية وغمرت بفيض شعاعها الباهر أركان المعمورة وكسبت الاتباع من جميع الملل والنحل والاجناس وما كان لذلك ان يتم لولا توفيق الله اولا ثم بفضل العقول المستنيرة المؤمنة المحتسبة التي عملت وتعمل عن صدق وإيمان وبحكمة واتزان على نشر العقيدة الاسلامية الخالصة التي تهدي لسعادة الدارين رافعة المنهاج الرباني ودستور الاسلام الخالد القرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم ولم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها,, وهذه النفوس المؤمنة وهي ترفع بيارق الهداية للبشرية طُراً كانت ومازالت تعطي المثل الرفيع من نفسها في سلوكها وقوة إيمانها وفي احتسابها لما عند الله وفق التكليف الرباني كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله واسترشدت واستنارت بمنهج الدعوة الصحيح (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ولكن من المؤسف حقاً وبعيداً عن الاستطراد والتعليل فإن هذه الصحوة المباركة بقدر ما انتشرت في العالم الجديد طوعاً واختياراً وبلا اكراه بفضل الله ثم بفضل جهود الدعاة المخلصين فقد بدأت تهب عليها بعض الرياح التي تحمل عينات.
,, وهنا نقول فإذا كان للصحوة من عدو لدود فهو التطرف واذا كان للتدين والالتزام المتزن المعتدل من خصم فهو الغلو والتنطع وإذا كان لتقدم الامة ورقيها في مناحي الحياة الحرة الكريمة من سد أو عائق يقف في الطريق فهم هؤلاء.
وكما قلنا من قبل فان الاسلام نهى عن التطرف ومعناه هو الوقوف على أحد طرفي الشيء وخرجت من عباءته ظاهرة الغلو وهو المبالغة في الشيء والتشدد فيه بتجاوز الحد وفي ذلك يقول الشاعر:


ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد
كلا طرفي قصد الأمور ذميم

وفي حديث لابن عباس رضي الله عنه أخرجه النسائي وابن ماجة وصححه ابن خزيمة وابن حبان وصححه الحاكم (إياكم والغلو في الدين فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) وفي حديث ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون قالها ثلاثاً) ولذا فإن أمة الاسلام الناجية وأهل السنة والجماعة هم الوسط اي العدول الخيار أي معتدلين بين الطرفين المنحرفين في جميع امورهم وفي الحديث خير الامور اوسطها وقال علي رضي الله عنه (خير الناس النمط الأوسط الذين يرجع اليهم الغالي ويلحق بهم التالي وقد مدح الله اهل التوسط والاعتدال ونهى عن الغلو في اكثر من موضع في كتابه العزيز كقوله تعالى(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً,,) وهنا في الختام نقول لهؤلاء المغالين والمتنطعين وانصار التطرف في كل مكان من هذه المعمورة روضوا انفسكم على الحلم والحكمة والرجوع الى الحق والاعتدال في شئون دنياكم وآخرتكم والتمسوا طريقكم فيما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ميدانكم الأول أنفسكم التي تملكون زمامها فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر وان خذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز فجربوا معها الكفاح أولاً .
* للتواصل ص,ب: 27097 الرياض 11417.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved