أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

المجتمـع

العرضة السعودية
حتى لا يضيع ويندثر هذا التراث الأصيل
عصام بن عبدالله بن خميس
العرضة السعودية ذلك الفن الجميل الأصيل وهي أول نذر للحرب زمن توحيد المملكة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، تذكر الناشئة بأيام الحرب وتدربهم على إحيائها وضبط إيقاعها، وهي من الفنون الجميلة الخالدة التي تحتفظ بها الامة جيلا بعد جيل فإذا حزب الأمر ودعا الداعي وبلغ السيل الزبى نادى المنادي بالبيشنة أو صوت بالحوربة وهرع بأعلى صوته لافتاً الأنظار ليستجيب له من حوله ثم يهزج بها لحناً جميلا تتفق والغرض وتتلاءم والداعي ليردها الفريق الاول في صفه المنظم ثم يتلقاها الفريق الثاني في صفه كذلك، وإذا طاب لهم الصوت وتناغم الهاتف قرعت الطبول على نحو رتيب وتجاوب عجيب يأخذ طائفة من أهل الطبول إيقاعاً واحداً وتأخذ الطائفة الاخرى في وسط الميدان أو الدير شكلا من الإيقاع يخالف الشكل الأول ويسمى الإثلاث فكأنه يثلث القرعتين الأوليين بثالثة ولكنه يعطي نغمة وتوقيعا مؤثرا ورقصة مميزة وفق حركة متسقة متمايلة مطربة تبدأ معها حركات السيوف وهز الصفوف على نحو ينسجم ويتفق والإيقاع فتراهم كتلة واحدة متحركة في نبرات أصواتها وحركات اجسامها ونغمة طبولها آخذة حركة متسقة متلائمة طبعت على قدر من التوازن والتواؤم كأنما هي هكذا طبعا وأصالة وفناً, هذه هي العرضة السعودية وهذا هو فنها الجميل الأصيل ولقد برزت فيها فرقة الدرعية وتميزت فيها على باقي الفرق والمناطق الاخرى حتى أصبحت فرقة الدرعية الفرقة المميزة والمفضلة حركة واداءً ولحناً وتنظيما متسقا حتى أخذت مكانتها اللائقة واصبحت في معظم المناسبات التي يشرفها قادة هذه البلاد في مقدمة الفرق بما عرف عنها من تميز لا يجاريها ولا يباريها ولا ينافسها فيه احد منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وفي عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، ثم أخذت العرضة السعودية المكانة اللائقة بها والمنزلة العالية في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني عندما أمر قادة هذه البلاد حفظهم الله بأن يقام المهرجان السنوي للعرضة السعودية في كل عام وأن يعنى بها وان تعطى الوقت الكافي من التغطية الاعلامية والحضور الجماهيري لما لها من أهمية كبرى وارتباط وثيق بتاريخ هذا الكيان السعودي الشامخ، كما وجه حضرة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد حفظه الله بأن تدرج العرضة السعودية وتدرس ضمن مناهج التربية الرياضية في مدارسنا رغبة من سموه حفظه الله في الحفاظ على هذا التراث السعودي الأصيل وترسيخه في نفوس الناشئة, وتمشيا مع توجيهات قادة هذا البلاد حفظهم الله بالاهتمام بالعرضة السعودية فإنني ارى من وجهة نظري الخاصة انه لابد من تفعيل هذه التوجيهات السامية الكريمة ووضع الآليات المناسبة لتنفيذها، وأعتقد جازماً أن الأمر يحتاج الى مزيد من العناية والاهتمام بالعرضة السعودية حتى نضمن استمرار هذا التراث الأصيل وتوارثه جيلاً بعد جيل على نحو يتناسب ومكانة العرضة وعلو قدرها وشأنها,واقول إن فرقة الدرعية وهي الفرقة الأميز والأبرز كما ذكرت لا تزال تدار من أفراد معدودين وفق اجتهادات شخصية غير مبنية على أسس سليمة ودون تنظيم واضح, ونرى ان الرجال المتميزين في هذه الفرقة بدأ الموت يتخطفهم واحداً تلو الآخر ومنهم من كبر في السن ولم يعد قادراً على أدائها بشكلها الصحيح، فضلاً عما تعانيه تلك الفرقة من قلة الإمكانات المادية والتجهيزات والمتطلبات الأساسية التي تعتمد في غالبها على ما يتم دفعه من أعضائها من اشتراكات مالية زهيدة لا تفي بأبسط الاحتياجات الضرورية لها، وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي يضيع فيه هذا التراث السعودي الأصيل ويتلاشى أو ان يدخله ما يشوه صورته ويفسد لونه وأصالته المعروفة عنه، فالعرضة السعودية لم تعد فناً شعبيا يقام في المناسبات والأعياد للترويح والتسلية والمتعة فحسب، بل هي جزء من تراث هذا الكيان السعودي الشامخ الذي يجب ان نحافظ عليه ونوليه كل عنايتنا واهتمامنا, وأمام هذا الواقع فإنني اقترح على ولاة الأمر حفظهم الله بأن تدعم هذه الفرقة وأن يتم تطويرها على اسس علمية سليمة بما يحقق استمرارية حضورها وتوهجها في كل المناسبات، ومن هذه المقترحات:
اولا: تشكيل هيئة ادارية وفنية تحت مسمى مركز الدرعية للعرضة السعودية ويتكون هيكله الإداري والفني وفق الآتي:
مدير عام مركز الدرعية للعرضة السعودية.
نائب المدير للشؤون الإدارية والمالية.
نائب المدير للشؤون الفنية.
نائب المدير لشؤون التدريب.
ويتفرع من هذه الادارات بقية الأقسام الإدارية الأخرى ويرتبط هذا المركز إداريا وماليا بوزارة المعارف او الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو محافظة الدرعية ويدخل ضمن هيكلها الإداري، ويتم تشكيل مجلس لأعضاء الشرف يتكون من عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع ممن لهم اهتمامات بالعرضة السعودية وتراثها، ويكون لهذا المجلس المرجعية في اتخاذ الاستراتيجيات ووضع السياسات المستقبلية لعمل المركز وتطويره ودعمه مالياً ومعنوياً.
ثانياً: أن يتم تخصيص ميزانية سنوية لدعم المركز وتسيير أموره بما لا يقل عن عشرة ملايين ريال سنويا تصرف على الأوجه التالية:
أ تأمين الملابس الخاصة بالعرضة السعودية.
ب تأمين الأدوات المصاحبة للعرضة من السيوف والدفوف وغيرها.
ت تأمين وسائل النقل والمواصلات.
ث تأمين مكافآت المشاركين في العرضة.
ج تأمين مكافآت المدربين.
ح تأمين متطلبات الحفلات الموسمية.
خ تأمين وجبات التغذية والضيافة.
د تأمين متطلبات الصيانة والتشغيل للمركز.
ذ تأمين مكافآت الهيئة الادارية والفنية بالمركز والأجهزة العاملة الأخرى.
ثالثاً: إيجاد مقر خاص لمركز العرضة السعودية بمحافظة الدرعية، ويمكن استئجار مبنى لحين إنشاء مبنى خاص على أن يتضمن المكاتب الادارية وصالة المحاضرات والاجتماعات ومكتبة ومتحفاً يعنى بالتراث وصالات وقاعات للمحاضرات وساحات معدة لأداء العرضة ومستودعات وسكنا خاصا للوفود الزائرة من خارج الدرعية وغير ذلك من المتطلبات الأخرى.
رابعاً: يقوم المركز بعمل دورات تدريبية للراغبين في تعلم هذا الفن الأصيل ويعمل من خلال هذه الدورات على إعداد وتهيئة عدة فرق للعرضة السعودية لمختلف المراحل السنية، ويمكن ان يتم تصنيفها وفق التصنيف الرياضي، على سبيل المثال فرقة الناشئين، فرقة الشباب، فرقة الكبار وهكذا، وتشارك تلك الفرق وفق ما يتناسب وطبيعة الاحتفالات، ويتيح لأبنائنا الطلاب والشباب من جميع المدارس والفئات الالتحاق بهذه الدورات.
كما يتيح المركز إقامة دورات تدريبية متخصصة لإعداد المدربين لكي يقوموا بتعليم الطلاب والناشئة في بقية مناطق المملكة الأخرى.
خامساً: ينظم المركز برنامجا سنويا يقيم فيه العديد من الأمسيات الثقافية متضمنة عددا من فنون العرضة السعودية ويتيح للجماهير الراغبين الحضور والمشاهدة والدخول برسوم رمزية يستفاد من ريعها في دعم ميزانية المركز.
سادساً: تحدد إدارة المركز الشروط والضوابط اللازمة للمشاركة في عضوية المركز وتحديد الآليات المناسبة لتفعيلها.
سابعاً: تكون جميع المكاتبات والمراسلات عند طلب أي جهة للمشاركة في اي احتفال عن طريق ادارة المركز,وبعد، هذه اقتراحات آمل ان أكون قد وفقت في عرضها وقد يعتريها شيء من النقص وقد يرى الكثيرون ممن هم أكثر مني خبرة أن هذه المقترحات تحتاج للمزيد من الدراسة والتمحيص، ولكن بحكم عشقي لهذا الفن الاصيل كأحد أبناء محافظة الدرعية ولدي خبرة لا بأس بها في فنون العرضة وشجونها، فقد أحببت أن اشارك بما أعتقد انه سيسهم بإذن الله في دعم العرضة السعودية ويرفع من شأنها,والله من وراء القصد.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved