أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

الغربال
لعل من أشهر المقامات الأدبية في الأدب التهامي عبر القرون الاخيرة الماضية مقامة الفقيه علي بن يحيى الهذلي الضمدي القرن التاسع الهجري والمقامة الضمدية للأديب الحسن بن علي البهكلي 1099 1155ه ومقامة المؤرخ عبدالرحمن بن الحسن البهكلي 1148 1224ه التي ناظر فيها بين النخل والكرم وتداولها الناس في حياة مؤلفها.
قلت: اما مقامة الهذلي الضمدي فقد أورد ابن أبي الرجال طرفا منها في كتابه: مطلع البدور وقال: إنه اعتمد في ايرادها على ذاكرته التي احتفظت بشيء منها اذ يقول عن صاحبها : ومن مقاماته في العلم المشهورة ما اخبرني به الاخ الصالح الحسين بن محمد رحمه الله وقد فاتني جمهور ما حكاه الا اني اكتب الباقي لئلا يلحق بالماضي، فآفة العلم النسيان قال: قدم الى ابي عريش رجل واسع العلم في النحو خصوصا من البصرة، فطلب علماء المخلاف السليماني لامتحانهم في هذا العلم فوصل اليه المشار اليه بها، فما قام في وجهه احد منهم الا وظهر عليه القصور، وأنكر على المخلاف وتبجح الآفاقي المذكور ثم قال: الآن لم يبق في الجهة احد، قال قائل: بل بقي الفقيه علي بن يحيى الهذلي الضمدي في ضمد، فقال: أرسلوا اليه، فأرسلوا اليه فوصل، وهو رث الثياب كما قيل في صفة امثاله:


رثُّ الثياب حديد القلب مستتر
في الأرض مشتهر فوق السماسمة

فدخل الى حضرة الرجل فوقف في طرف المحل حيث انتهى به المجلس وكان البصري على سريره، فقال له: من أنت؟ فتعرف له حتى قال: لعلك الفقيه الذي نعت لنا بأنه يعرف النحو، فقال: نعم قال: فيم قرأت؟ قال: في الحاجبية قال: كتاب وضع لتأديب الأطفال ثم قال: وفي أي شيء؟ قال: شرحه الموشح قال : ارتفعت عن هذا الحضيض بقليل، ثم ما زال يذكر الكتب مترقيا في ذكرها، حتى قال: ثم فيم؟ قال: في التسهيل، فقال البصري: الله أكبر كفؤٌ كريم ووثب من ظهر السرير، ثم أورد كل واحد وأصدر، والفقيه يجلي عبارة: المشكلات الاكدر، ويضرب البصري : الأمثال، ومن جملة مقاله في مسألة اعوزت الى الحذف والتقدير ما لفظه : لولا الحذف والتقدير ما لفظه: لفهمته الحمير، وما زال العجاج يثور، وبضاعة البصري تبور فانخزل البصري عن النضال وعرف ان أمام الرجال رجال، غير ان المجري في الخلا يسر، وإنما يعرف الذهب بالمحك ويختبر، فافترقا وأصبح البصري خاويا، قد ركب خوف العار عيرانه وعرفه الفقيه علي رحمه الله ميدانه 1 .
(1) عبدالله الحبشي من شعراء ضمد في كتاب مطلع البدور مجلة العرب 1،2 س 24 رجب وشعبان 1409ه 84.
أ,د, عبدالله أبو داهش

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved