أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 3rd February,2001 العدد:10355الطبعةالاولـي السبت 9 ,ذو القعدة 1421

متابعة

الجزيرة تفتح ملف محاكمة لوكربي
الحكم على المقرحي سياسي,,, أم قانوني؟!!
*إعداد:
جاسر عبدالعزيز الجاسر
عادل عبدالمحسن العيثان
بدلاً من ان يسدل الستار على حادثة تفجير طائرة البان أمريكان فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية بعد الحكم على عبدالباسط علي المقرحي وتبرئة الامين خليفة الفحيمة، قد فتح الباب من جديد بمطالبات امريكية وبريطانية من ليبيا وتحميلها مسؤولية تصرف مواطن ليبي أدين من قبل القضاة الاسكتلنديين رغم ان هناك توجها لدى المتهم المدان بتقديم استئناف للحكم الصادر ضده, وفي أول رد فعل يصدر عنه بخصوص القرار الذي اصدرته المحكمة الاسكتلندية قال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي للصحفيين ان لديه أدلة تثبت براءة عبدالباسط علي المقرحي الذي ادانته المحكمة.
وقال القذافي ان سيعلن ما لديه من ادلة بعد غد الاثنين واضاف بأن على القضاة الاسكتلنديين الثلاثة عندئذ ان يواجهوا ثلاثة خيارات لا رابع لها، ألا وهي الاستقالة او البوح بالحقيقة او الانتحار.
ورداً على سؤال عما إذا كانت بلاده ستوافق على تعويض ضحايا تفجير الطائرة قال العقيد القذافي: إن الذي يجب ان يعوض هو الشعب الليبي الذي كان ضحية هجوم امريكي عام ستة وثمانين.
وكانت الانباء قد قالت بوجود حملة دبلوماسية غربية للحصول على توضيحات بشأن الموقف الليبي من الحكم الصادر عن محكمة لوكربي بادانة ضابط مخابرات ليبي بالتورط في تفجير طائرة امريكية في اجواء اسكتلندا عام ثمانية وثمانين.
ويقول المراقبون ان الحكم بإدانة عبدالباسط المقرحي صعد المطالب التي تتعرض لها ليبيا للاعتراف بمسؤوليتها عن الحادث الذي اسفر عن مصرع 259 شخصا كانوا على متن الطائرة و11 شخصا على الارض.
وقد أعربت جامعة الدول العربية عن تأييدها لمطالب ليبيا برفع فوري للعقوبات الدولية المفروضة عليها، في حين اكدت الولايات المتحدة وبريطانيا اصرارهما على بقاء العقوبات حتى يستجيب الزعيم الليبي معمر القذافي للقرارات الدولية الخاصة بهذه القضية.
وتنطوي هذه القرارات على مطالبة ليبيا بالكشف عن التفاصيل الكاملة لدورها في الحادث، ودفع تعويضات لعائلات الضحايا, وتعكف الحكومتان الامريكية والبريطانية في الوقت الراهن على اعداد جدول زمني لتحديد الخطوة المقبلة ضمن التحرك الدبلوماسي الراهن.
ويأتي التنسيق البريطاني الأمريكي قبل ايام من الاجتماع المقرر عقده بين مسؤولين أمريكيين وليبيين لتحديد ما يتعين على ليبيا القيام به لرفع العقوبات عنها.
في هذه الاثناء تباينت ردود الفعل الرسمية الليبية على المطالب الغربية، فقد أكد وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلجم ان بلاده لن تعترف بمسؤوليتها عن الحادث.
ونفى شلجم ان تكون إدانة المقرحي إدانة للدولة الليبية بأكملها وقال انها ادانة لرجل واحد.
لكن محمود الزاوي السفير الليبي لدى ألمانيا تبنى موقفا أقل تشدداً حيث أشار إلى ان بلاده سوف تتحدث في قضية التعويض عقب صدور حكم الاستثناف، وقال ان بلاده سوف تنجز مسؤولياتها كما تعهدت لمجلس الامن الدولي.
وكانت المحاكمة التي جرت على الاراضي الهولندية بمقتضي القانون الاسكتلندي قد اسفرت عن ادانة المقرحي وتبرئة المتهم الآخر الأمين خليفة فحيمة، الذي اطلق سراحة وعاد إلى ليبيا.
وقد أكد وزير الخارجية البريطاني علمه بما قاله السفير الليبي وقال انه يعني الانتظار حتى انتهاء الاستئناف.
واشار كوك إلى ان المقرحي سينال استئنافا عادلا كما حظي محاكمة عادلة، لكنه أكد على ضرورة التزام ليبيا بتنفيذ المطلبين المطروحين عليها إذا ثبتت إدانته بعد الاستئناف.
مطالب أمريكية
وفي الولايات المتحدة طالب المتحدث باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر ليبيا بتنفيذ اربعة شروط قبل الحديث عن رفع العقوبات الدولية وقال المتحدث الامريكي انه يتعين على ليبيا ان تكشف كل المعلومات التي لديها عن الحادث، وان تدفع تعويضات، وتعترف بمسؤوليتها عن افعال المسؤولين في الحادث، وأن توضح التصرفات الغامضة وبشكل يؤكد فهم الحكومة الليبية لمسؤولياتها.
من ناحية اخرى قال جيم سواير والقس جون موسى اللذان يمثلان عائلات الضحايا البريطانيين انهما يعتزمان شن حملة من اجل فتح تحقيق حكومي موسع في الحادث.
محامي الدفاع:ساذج وضع القنبلة على الطائرة
قال محامي الدفاع في قضية لوكربي لهيئة المحكمة في احدى مرافعاته ان هناك احتمالا ان يكون شخص ساذج قد وضع القنبلة على متن الطائرة الامريكية عام ثمانية وثمانين.
وافترض المحامي ويليام تايلور، ان جماعة ارهابية ربما تكون قد استغلت راكبا غير فطن لوضع القنبلة في الطائرة.
وكان المحامي يستأنف دفاعه الاخير عن المتهم الليبي عبدالباسط علي المقرحي، أمام المحكمة الاسكتلندية المنعقدة في هولندا وقال ان الوسيلة الوحيدة الواضحة لوصول الحقيبة التي تحتوي على القنبلة إلى الطائرة هي عن طريق أحد الركاب.
واضاف ان المحكمة لم تثبت ان القنبلة لم توضع على الطائرة عن طريق احد الركاب وقال تايلور ان احد الركاب الذين قتلوا في الحادث ويدعى خالد جعفر كان متوترا ويتلفت حوله باستمرار في مطار فرانكفورت قبل ان يستقل الطائرة المتوجهة إلى نيويورك.
واضاف ان هذا السلوك ربما يكون بسبب حصوله على حقيبة غريبة لوضعها على الطائرة وينفي المقرحي البالغ من العمر ثمانية وأربعين عاما والامين خليفة فحيمة البالغ من العمر اربعا واربعين عاما، وضعهما القنبلة على متن الطائرة الامريكية التي انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية مما اسفر عن مقتل مائتين وسبعين شخصا.
كما رفض تايلور نظرية الادعاء بأن حقيبة دون مرافق تحتوي على القنبلة وضعت على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية المالطية من مطار لوكا بمالطا.
واضاف المحامي ان الحقيبة انتهت في مخزن للأمتعة قريب من جسم الطائرة وتابع ان المطار الوحيد الذي يمكن ان توضع فيه القنبلة بهذا القرب من جسم الطائرة هو مطار هيثرو وأضاف ان القنبلة وضعت في المكان المثالي لانفجارها وان هذا لا يمكن ان يحدث سوى في مطار هيثرو أو ان تكون صدفة غير عادية.
ومضى تايلور قائلا ان الزيادة الهائلة في عدد ضباط الامن في مطار هيثرو بعد الحادث يشير الى ان الامن لم يكن مشددا بالدرجة الكافية قبل الحادث.
الشهادة التي تسببت في الحكم على المقرحي
قال شاهد اثبات في قضية لوكربي انه باع للمتهمين الليبيين جهاز توقيت يقول الادعاء انه استخدم في الحادث.
كما أخبر الشاهد، وهو رجل الاعمال السويسري ادوين بولير، المحكمة بأن أحد الليبيين يعمل ضابطا كبيرا في الجيش الليبي.
وكان طاقم المحامين التابع لمكتب المدعي العام البريطاني قد طلبوا استدعاء رجل الاعمال الذي يملك شركة ميبو السويسرية، التي زعمت ان المتهمين، عبدالباسط علي محمد المقرحي 48 عاما والامين خليفة فحيمة 44 عاما ، اشتريا منها 20 جهاز توقيت صاعق واستمعت المحكمة الاسبوع الماضي إلى شهادة المالك الآخر للشركة، وهو أرفين مايستر، الذي تعرف خلالها على هوية المقرحي بقوله ان عدة اجتماعات ضمتهما في طرابلس وزيورخ.
وكان مايستر يدير في ذلك الوقت شؤونه التجارية العادية مع الليبيين، حيث كان يبيعهم اجهزة اتصالات راديوية ومعدات اتصال اخرى منها 20 جهازاً من أجهزة التوقيت الزمني الالكترونية الصاعقة.
ويدّعي مايستر انه عقب عودته من رحلة إلى ليبيا في ديسمبر/ كانون الاول من عام 1988 لاحظ ان احد تلك الاجهزة كان مبرمجا عند الساعة السابعة والنصف بتوقيت جرينتش ليوم الاربعاء.
يشار إلى ان انفجار لوكربي حدث في الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش في الحادي والعشرين من ديسمبر من عام 1988م واسفر عن مقتل مائتين وسبعين شخصا ولم يتم العثور على الجهاز سوى أجزاء صغيرة بحجم اظفر اليد من لوحة تحكم كهربائيةذات دائرة مغلقة تعرف اختصارا باسم أم,اس,تي 13 استخدمت في جهاز التوقيت، أو الصاعق الزمني.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved