|
| العالم اليوم
لا خير في أمة تأكل من زرع غيرها، وأيضاً لا خير في أمة تأكل لحوما من مواشٍ يربيها ويطعمها غيرها.
هذا القول لا أذكره الآن بعد تفشي الأمراض التي اخذت تنتشر في الابقار، والمواشي الأخرى، وزيادة المأكولات التي تعتمد على الخضار المنتجة بأساليب التدخل الوراثي، بل سبق وان تناولت هذا الموضوع أكثر من مرة، إلا انه يظهر بأننا لا نحفل بالتحذيرات حتى يقع المحظور، وتظهر الأمراض ليبدأ بعدها التحرك ولكن بعد ان تسقط الضحايا.
الآن تعاني الابقار في اوروبا من مرض جنون البقر الذي تؤكد الأبحاث الطبية انها اصيبت بهذا المرض بسبب العلف المصنع، والتعديلات الوراثية التي ادخلت على الكثير من المزروعات التي تشكل النسبة الكبرى من غذاء الأبقار، وتوجه الدراسات تحذيرات من ان أمراضا قادمة ستكتشف وستصيب الحيوانات التي توفر اللحوم للإنسان مما ستضاعف اصابة البشر بأمراض جديدة ستزداد بعد تزايد طرق التصنيع للأغذية في الدول الغربية ولا فرق هنا بين الدول الأوروبية وامريكا، فجميع هذه الدول تستعمل أساليب التدخل الوراثي في المزروعات وحتى الحيوانات مما يجعل جميع ما يستورد منها تحت طائلة شك، وهذا يجعلنا نتساءل هل تخضع هذه المواد المستوردة الى الفحص؟، وهل تجبر الشركات المستوردة على اظهار مكونات تلك المواد على البطاقات التعريفية التي يفترض ان تلصق على العلب الحافظة لتلك الأغذية كما هو معمول به في الدول الأوروبية والأمريكية؟.
وهذا يقودنا الى سؤال هام وملح، وهو هل نعلم ما نتناوله ويتناوله ابناؤنا من كميات كبيرة من الهمبرجر؟, فهذا السندويتش الذي انتشرت مطاعمه في كل ارجاء المملكة، ما هي مكوناته؟ وهل صحيح ان اللحم الهبر في هذا الهمبرجر لا يتعدى ال18% والباقي مسحوق مضاف لبقايا الدماء والعظام والجلود، وهذا القول ليس ادعاء مني، وليس من مراكز الأبحاث العلمية او الطبية العربية فقد اعتدنا ان نأكل ما يرسل لنا مثل اعتيادنا على استعمال التلفزيون والسيارة والفيديو والتلفون والجوال والكمبيوتر فجميعنا عرب وغير عرب من الدول النامية الذين تحولنا بخيارنا الى تجمعات استهلاكية لبضائع الغرب، لا نحلل ولا نعرف مكونات ما نستعمله من تقنيات تصنيعية، ولا محتويات ما نأكله ونظل نأكل ونستعمل ما يصدّر لنا حتى تعلن الدول المصنعة انها اكتشفت مرضاً، او خللاً في سيارة فتسحبها من الأسواق في حين تظل سياراتنا تتمختر في شوارعنا وطرقنا تحصد الأرواح واطاراتها تتفجر فتصيب وتقتل العشرات بل المئات عندها تتذكر وزارات التجارة والصحة والزراعة ومختبرات الغذاء وغيرها من الأجهزة التي تراقب الواردات، وتمنع استيراد اللحوم من اوروبا، وتمنع المواد الغذائية من تلك الدولة، ولكن بعد أن يصاب من يصاب ويمرض ويموت عدد من البشر الذين يتوفى اغلبهم دون ان تعرف الأسباب ويتهم السرطان الذي اصبح مشجباً لكل مرض لا يعرف,,,!
وهنا هل يُلبى طلبنا وتتكرم الجهات المسؤولة بمراقبة الأغذية في وزارة الصحة ووزارة التجارة وتكشف لنا عن مكونات الهمبرجر الذي نتناوله ويتناوله أبناؤنا؟ وهل تقدم الوزارتان على اجبار المطاعم والجهات المستوردة توضيح المكونات في مكان بارز من المطاعم وعلى علب الهمبرجر المعد للبيع,,؟! وهل هذه العلب والهمبرجر بريئة من اللحوم المصابة بجنون البقر,, اضافة إلى ال82% من المواد غير المعروفة,,؟!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
