أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th February,2001 العدد:10357الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نهارات أخرى
فاطمة العتيبي
أخلاقيات المطلقين
** لن نجزم بأن لكل الطرق نهايات تفضي الى الورود الناعمة والشواطئ الهادئة وإلا لكانت الحياة سهلة يسيرة لا حيرة فيها ولا قلق ولفقد الإنسان أهم مزية في تجربته مع الدنيا وهي الكَبَد الذي كتب الله على خلقه أن يتقاسموه مداً وجزراً,.
وإذا ما كان الزواج أشبه بطريق لابد أن يعبره الاسوياء ليصلوا إلى منتجع الهدوء الذي يحلمون فيه تتنامى فيه وريدات البياض وتلونها مشاعر الحب الذي جبلوا على البحث عنه,.
فإننا ندرك أن هذا الطريق كثيراً ما ظهرت فيه الأحجار الكبيرة التي سدت الضوء فيه وأحالته الى ظلمة خانقة تحتم الالتفاف إلى الوراء والرجوع مجدداً الى نقطة البداية التي هي في حقيقتها نقطة نهاية لمشروع زواج لم يكتب له النجاح,.
ولو تعامل المنتهون الى نقطة الانفصال بشعور عقلاني قد تدثره الأخلاقيات الإسلامية والشعور بأن ما كتب لك هو ما تعايش تفاصيله وإذا ما انتهى المنفصلون الى الإحساس بأن الحياة لا تنتهي بنهاية تجربة وان الإنسان كائن قادر على خلق البيئة التي بإمكانه ان يحقق فيها النجاح مجدداً باختيارات جديدة وبمواصفات جديدة,, فان الطلاق وهو أبغض الحلال إلى الله لن يستحيل الى كارثة اجتماعية عند البعض تفرض عليهم التناطح والصراع الذي يذهب ضحيته الأبناء الذين يدفعون ثمناً باهظاً في تجربة ليسوا معنيين فيها,.
قادني الى هذا الحديث تجربة إحدى مشرفات رياض الاطفال في طلبها من الأطفال ان يرسموا ما يختلج في قلوبهم من أحاسيس.
فرسمت احداهن نفسها وهي مكبلة بالحديد ودموع كثيرة تتسرب على خديها وثمة رجل يرتدي غترة وعقالا وثوبا ويظهر في آخر الصورة.
وحينما سألتها المعلمة عن معنى اللوحة فقالت هذه انا لا استطيع ان اذهب الى أبي البعيد الذي نسيني ولم يعد يهتم بي فأمي تمنعني تماماً من ان انطق اسم ابي وحين أذكره دون أن انتبه تشتمه هي وأهلها ويسبونه سباً عظيماً.
** حينما منعت الطفلة من التعبير عن مشاعرها تفتفت لديها صورة التعبير البديلة وهي الرسم فترجمت مشاعرها بفكرة مدهشة وأكبر بكثير من مستواها العقلي,, لكنه الإنسان لا يعدم ايجاد البديل الذي يتنفس من خلاله,.
وهي قاعدة لو تأمل فيها الناس لاختفى الخاملون والمتكاسلون ولشحذوا هممهم في ايجاد البديل لفشلهم ولاختفت من حياتنا الشماعة الجاهزة التي يلقي عليها المتكاسلون قصورهم.
** إذا ما سعت الطفلة الى ترجمة مشاعرها بطريقة راقية فإن المطلقين والمطلقات لابد أن يتخلقوا بالأخلاق الإسلامية التي سنها الشارع سبحانه وتعالى.
وأحكام الطلاق في الإسلام هي في حقيقتها أحكام عدل وكرامة بالإنسان ولا غرو في ذلك فمشرعها هو منشئ الخلق وهو مدبر أمرهم شره وخيره والالتزام بأخلاقيات الإسلام التي تنص على الإحسان في التسريح مثلما ان الضم يكون بالمعروف.
فالابقاء على مؤسسة الزواج يكون بالمعروف وانهاء عقد هذه المؤسسة الأسرية يكون بالإحسان ايضاً فلا يضير ان يصل الناس في بعض شؤونهم الى فض الاتفاق والانهاء لكن الضير في سوء النهايات والخلافات والتراشق بالاتهامات والمقاطعة غير المنطقية وعدم انفاذ أحكام الطلاق الإسلامية من نفقة وحضانة للأطفال وغيرها من الواجبات والحقوق على المطلقين والمطلقات,.
وإذا ما طبق الناس دينهم كما هو صافٍ خالٍ من الشوائب فإن لكل الأشياء حتى لو كانت من فئة أبغض الحلال ستكون ذات نتائج مخففة في ضررها وسلبياتها,, فهل من مدكر؟!!
* خاص
الأخ ابو فيصل المذنب ص,ب 712 شكراً لثقتك ومشكلة زميلك الحائر حلها في يد طليقته وليس في يدي او يدك فالقرار قرارها,, لك شكري
عنوان الكاتبة: 26659، الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved