أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th February,2001 العدد:10357الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ذو القعدة 1421

الاقتصادية

الصندوق الدولي للتنمية الزراعية
بوسع فقراء الريف أن ينجوا من الفقر
* روما الجزيرة
إذا توفر النوع الصحيح من الدعم فإنه يمكن لفقراء الريف في العالم ان يساعدوا أنفسهم لينجوا من الفقر,, هذا ما جاء في تقرير شامل جديد هو: تقرير عن وضع الفقر الريفي عام 2001 وتحديات إنهاء الفقر الريفي .
كشف السيد كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة اليوم في نيويورك النقاب عن هذا التقرير الذي اعده الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد ويركز التقرير على فقراء الريف الذين يشكلون حوالي ثلاثة ارباع فقراء العالم البالغ عددهم 1,2 بليون فقير، وجاء في التقرير ان مئات الملايين من سكان المناطق الريفية يتمرغون اليوم في الفقر .
وإذا كانت الفترة بين عامي 1970 1990 قد شهدت تقدماً حقيقياً في مكافحة الفقر والجوع والامية والموت المبكر، فإن اي تقدم لم يحرز بعد تلك الفترة بل انه تم تناسي الاقتصاد الريفي، كما ان المساعدات لعالم الزراعة قد انخفضت من 20 في المائة من كامل المساعدات ايام ثمانينيات القرن الماضي إلى مجرد 12 في المائة هذه الايام, وأضاف التقرير ان الثورة الخضراء التي بدأت في ستينيات القرن الماضي وشملت البذور العالية الانتاجية والاسمدة والري قد توقفت هي ايضا,وبما ان اكثر فقراء الريف يتقوتون بالزراعة او بالاعمال الزراعية، فإن التقرير قد حث على ان يتم التركيز على انعاش الزراعة وذلك من قبل الالتزامات الدولية التي صدرت للقضاء على الفقر بمطلع عام 2015م.
إن هناك اليوم حاجة لوجود تقنيات زراعية خاصة بالفقراء وذلك من اجل زيادة منتجات السلع الغذائية، وترشيد استهلاك المياه وتنشيط الطلب على اليد العاملة, كما يجب اعادة توزيع الموارد بما فيه مصلحة الفقراء، وقال التقرير ان هذا لا يعني التغاضي عن النمو الاقتصادي بل إنه يعني مساعدة عملية التنمية,وقد ركز التقرير على اربع نقاط رأى أنها ذات أهمية خاصة:
* يجب على التقنيات الحديثة وسياسات التسويق الاعتراف بالدور الحرج الذي تمارسه السلع الغذائية على حياة فقراء الريف، خاصة ان الناس الأشد فقراً يستمدون من السلع الغذائية 70 إلى 80% من احتياجاتهم الحرارية.
* ان تخفيف الفقر الريفي يتطلب توزيعاً افضل للمياه، ومن المعروف ان هناك تضييقا شديدا على امدادات الريف بالمياه، اقله بسبب الضغوط من اجل تحويل المياه نحو المناطق المدنية والاستعمالات الصناعية، لذلك فإن ضمان مزيد من المياه ضروري للعمل على زيادة منتجات السلع الغذائية، كما انه يشكل تحدياً كبيراً.
* إن النمو الاقتصادي في المناطق الريفية لا يكفي لوحده للوصول إلى هدف القضاء على الفقر فعدم التساوي قد يكون شاسعاً والفقر قد يكون شديداً لذلك فمن الضروري ان يحصل فقراء الريف على دعم متساوٍ.
* إن المجموعات الخاصة مثل النساء تستحق عناية خاصة, كما لا بد من الاعتراف بأهمية مساهمة فقراء الريف في صنع القرار, ويقدر التقرير أجدى الطرق وأسرعها التي بوسعها إنهاء الفقر والجوع, فالتغيرات المؤسساتية ضرورية لتمكين الفقراء من الحصول على صوت اقوى في القرارات وفي القوى التي تؤثر في حياتهم، كما ان تمكينهم من الوصول إلى الاراضي والمياه والقروض والمعلومات والتقنيات وكذلك إلى خدمات الرعاية الصحية لابد ان يكون ذا أثر كبير في تخفيف الفقر والواقع ان زيادات مشجعة في المنتجات الغذائية قد تحققت عندما احدثت بعض التغييرات في نظم ملكية الارض، من اجل اعطاء الفقراء مزيدا من الامن.
إن التقنيات الزراعية المحسنة هي قضية مركزية في عملية تخفيف الفقر, كما ان التقنيات الحيوية يجب ان تكون قابلة للاستمرار وان تشجع في نفس الوقت على تشغيل اليد العاملة ويجب ان يكون للفقراء سلطان يمكنهم من المساهمة في القرارات التي تحدد نوع التقنيات المستعملة, ويحذر التقرير من ان انعدام هذه الشروط سيمنع الفقراء من الاستفادة من تطبيقات تلك التقنيات كما انه من الأهمية بمكان وصولهم إلى الاسواق المحلية والوطنية والعالمية, وهذا يشمل تحسين مؤسسات التسويق وتحسين الطرق وخاصة في المناطق النائية، ومن الحلول المطروحة ايجاد تعاونيات تسويقية, وقد يكون الاشراف على التجار ضروريا في حال تطبيق سياسة تخصيص تحريرية كما ان الوصول الى المنتجات قد يتيسر بصورة أفضل إذا طبقت تسهيلات معينة مثل تقديم القروض الصغيرة.
ثم يبرز التقرير ان القضاء على الفقر الريفي لا يكمن في الزراعة وحسب، رغم انها تشكل قسما كبيرا من القصة لذلك فلابد من اجراء تغييرات اجتماعية تتزامن مع التغييرات الزراعية وذلك بشكل يعطي للفقراء سلطة للسيطرة على العوامل التي تحدد حياتهم.
أما على الصعيد الدولي فإن بوسع التنسيق بين الجهات المانحة ان يزيد من فعالية اموال المساعدات ويدعم الجهود المبذولة من أجل تخفيف الفقر.
وهنا يؤكد التقرير ان تخفيف الفقر هو عملية معقدة ومهمة متعددة الجوانب، وهي تتطلب التزاما دائماً ومتواصلا كما انه ليس لها حلول سريعة ولا علاجات سهلة.
وقد رحب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية الرئيس فوزي حمد السلطان بزيادة المزارعين التجار للانتاج الغذائي، لكنه حذر من ان هذا قد لا ينفع إلا قليلاً في توفير شيء من الامن الغذائي وفي تخفيف فقر ملايين صغار الملاك من مزارعين ومربين, فزيادة الانتاج لاتتحقق إلا بأيدي هؤلاء وحدهم، وهي فقط القادرة على التأثير الاكبر على الفقر الذي يعانون منه.
الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ايفاد هو منظمة متخصصة من منظمات الامم المتحدة، لها مهمة محددة تكمن في مكافحة الجوع والفقر عن طريق مساعدة فقراء الريف في افقر مناطق العالم, إن ايفاد يساعدهم على زيادة انتاجهم الغذائي، ورفع دخلهم وتحسين أحوالهم الصحية والغذائية ومستواهم التعليمي، وقد التزم ايفاد منذ تأسيسه عام 1978 بحوالي 7 بلايين دولار قدمها قروضاً عادت بالفائدة على أكثر من 250 مليون شخص, وفي نهاية عام 1999 مول ايفاد 578 مشروعا في 115 بلدا كما قدم 1337 منحة للبحوث والمساعدة الفنية، وقد استنفر ايفاد 2,09 دولار من ممولين آخرين ومن الحكومات التي تستضيف المشاريع، وذلك مقابل كل دولار قدمه للفقراء من موارده الخاصة، وبلغ مجموع المبالغ التي استنفرها 19,3 بليونا غطت كلفة المشاريع.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved