أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th February,2001 العدد:10357الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ذو القعدة 1421

القرية الالكترونية

رياح التغيير
رياح التغيير تهب على صحافتنا 2- 2
د, عثمان السلوم
alsallom@ksu.edu.sa
في المقالة السابقة قلنا ان هناك عوامل ومستجدات ومتغيرات في الواقع جعلت من الضروري بمكان تغير الواقع الصحافي في العالم العربي، هذه التغيرات الضرورية هي اتاحة قدر اكبر من الحرية للكتاب والمحللين للكتابة والتحليل والنقد وابدأ الحلول للمشاكل الجديدة والمظاهر الغريبة والغربية التي هبت على مجتمعنا بالاضافة الى توسيع نطاق الموضوعات المطروحة ليشمل مساحات كانت تعتبر خطوطا حمرا في السابق وقلنا ان السبب الاول هو توافر المعلومة عن طريق الوسائل الحديثة كالفضائيات والانترنت واليوم نكمل تلك العوامل التي تحتم التغيير في الصحافة.
ثانيا: نحن الآن في عالم الخصخصة privatization وفي وقت اتساع القطاع الخاص private sector على حساب اضمحلال القطاع العام public sector وتغلغل الخصخصة في الاعلام العالمي وان تحول الصحافة والاعلام للقطاع الخاص يعطي اهمية اكبر للفرد المواطن وهو مستهلك المعلومة information consumer وهو ميزان الربح والخسارة للقطاع الخاص هذا المستهلك يتطلب او يحتاج المعلومة التي تهمه كفرد بسرعة وبصدق وبدون تحليل او تأويل او تملق لان الاخلال بهذه الاحتياجات يعني ان هؤلاء المستهلكين سيتجهون الى الصحيفة والاعلام الآخر والاكثر اهتماما بالمواطن وبمشاكله وبحريته الفكرية والاقتصادية والسياسية وهذا بالطبع سيسبب خسارة مالية كبيرة وموتا بطيئا للصحافة التقليدية ولذلك نجد ان الكثير من صحافتنا التقليدية تعوض هذا النقص في اعداد القراء بالمسابقات والجوائز الشهرية أليس من الاولى لصحافتنا تعويض النقص في اعداد القراء بتحسين وتطوير طريقة الطرح فيما يساير الصحافة الالكترونية الحديثة والتي تعطي للفرد حرية اكبر في مناقشة مشاكله الواقعية بصدق.
ثالثا: من التغييرات التي تهب على صحافتنا المحلية هو تغير المواطن او الفرد نفسه، فقد كان في الماضي محدود الافق نتيجة لمحدودية المعلومات التي يصل اليها بسبب انعدام او محدودية وسائل الاتصال بالعالم الخارجي فلذلك فقد كان مصدره الوحيد هو الصحافة والتلفزيون المحلي فقط, وبناء على ذلك فقد كان يتأثر ويصدق بما تحويه هذه الوسائل المحلية من تحليلات ومعلومات اما الآن فقد تغير الوضع واصبح المواطن يصل الى معلومات ضخمة جدا huge information ومتضاربة ومعلومات خطيرة وسرية في جميع المجالات بل وسريعة جدا الى الدرجة التي تصله قبل ان تصل هذه المعلومة الى صحافتنا المحلية وبناء على ذلك فقد تغير هذا الفرد وتغير فهمه وتحليله للأشياء فهو في هذا العصر يحتاج المعلومة الصحيحة فقط بعيدا عن الاسلوب الأدبي الطويل وبسرعة وبدون تأويل او تحليل فهو يقوم بهذه المهام بنفسه أليس هذا ايضا سببا قويا لجعل صحافتنا تتغير طبقا لهذه التغيرات, أليس الاستمرار على الطريقة التقليدية اصبح ممجوجا وغير مقبول من هذه الفئات والافراد المطلعين على المعلومات اللانهائية unlimited information .
رابعا: حتى الكتاب انفسهم وأصحاب الأقلام والصحفيون والمحررون صاروا على اتصال دائم مع بعضهم البعض وفي تفاعل دائم من خلال الصفحات الالكترونية المتخصصة والقوائم الالكترونية الخاصة بالصحفيين على المستوى العربي ان لم يكن العالمي, هؤلاء الكتاب والصحفيون وكل من في حكمهم بدأوا يكتبون في الفضاء الرحب بعيدا عن الخطوط التي تحد من حريتهم لينعموا برحابة وبدفء المناخ الالكتروني أليس من الاولى لصحافتنا احتواؤهم وخاصة انه بامكانهم الكتابة في الانترنت بأسمائهم او حتى بأسماء مستعارة بدون مشاكل وبدون رقابة مركزية censorship وفي نفس الوقت ضمانهم وصول كلماتهم الى آلاف وملايين القراء في شتى اصقاع العالم الفسيح, أليس الاولى الاعتناء بهؤلاء الصحافيين واعطائهم الحرية في حدود الاسلام والحماية القانونية والمهنية والانتماءات النقابية قبل ان يقوموا بها في العالم الافتراضي.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved