أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th February,2001 العدد:10357الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ذو القعدة 1421

محليــات

مستعجل
الرئاسة,, دَي معِيبِد,,!!
عبد الرحمن سعد السماري
** هذا المثل العامي,, أطلق في إحدى المناطق على رجل أتهم بأنه نظول ,, مع أنه قد يكون ذلك صحيحاً أو غير صحيح.
** ودَي معِيبِد لها معنى يحسن شرحه في البداية فَدَي تعني ثورة البندق دِي,, أو,, دو,, أو,, بم كلها بمعنى واحد,.
** ومِعيبِد ,, اسم الشخص نفسه,, فإذا قيل دَي معيبد فمعنى ذلك,, أنه ثارت بندق المسيكين,, معيبد وهي بندق حسب زعمهم لا تخطئ .
** ونحن لن نتحدث عن هذا المثل,, ولا عن ذلكالمظلوم,, معيبد ولكن أهل القرى لهم دوماً تقليعات مثيرة ويخافون من النظل خوفاً شديداً,, وقد يتهمون شخصاً بأنه ناظل أو منظول والحقيقة غير ذلك.
** فكل شخص يصاب بمرض أو أذى أو يسقط من جدار أو يسقط في بئر أو ينقطع رشا أو سِرِيح أو حتى غَزَّة شوكة,, يقولون إنها عين معيبد أو دَي معيبد .
** فمعيبد,, هذا المسكين,, تحول إلى شماعة يعلق عليها كل شيء حتى بعد موته يقولون,, إن ما في فلان وفلان وفلانه,, هو عين معيبد قبل موته.
** ومناسبة دَي معيبد أوعين معيبد هو ما يعلق دوماً على الرئاسة العامة لتعليم البنات,, كشماعة لكل أخطاء ومشاكل الآخرين.
** فكل شيء يحصل لطالبة أو معلمة حتى لو مرضت مرضاً معتاداً قالوا,, الرئاسة,, حتى لو سقطت أو أصابها حادث في لوس أنجلوس أو طوكيو قالوا,, الرئاسة,, وفتش عن الرئاسة.
** حتى حوادث السيارات صارت الرئاسة مسئولة عن أسبابها,, فإذا كان السايق مجنوناً أو متهوراً أو بنشر الكفر,, أو نام السائق,, قالوا الرئاسة هي السبب,,!!
** وحتى لو اختلفت امرأة مع زوجها أو ضربها زوجها قالوا,, السبب الرئاسة,,!!
** وحتى لو حصل الحادث يوم الجمعة وهو يوم إجازة أو في العيد,, وكان ضحيته معلمة قالوا,, الرئاسة هي السبب,.
** تصوروا,, طالبة بلعت أربعة قروش في بيت اهلها,, ووسط أمها وأبيها قالوا,, طالبة تبلع أربعة قروش,, فأين الرئاسة؟!!
** أما الأغرب,, فهو تصريح ذلك الزوج الذي قال: إن زوجته مصابة بالعقم,, والسبب حسب رأيه أنها لم تجد وظيفة,, وسبب فقدان الوظيفة,, الرئاسة؟!! وسبب العقم,, هو زعلها وضيقة صدرها لأنها لم تجد وظيفة,, إذاً,,, الرئاسة هي سبب العقم؟! .
** وكتب آخر يقول: إن المعلمات اللائي يعيّنّ في المناطق النائية يكتبن وصيتهن استعداداً للموت,, والرئاسة هي السبب.
** مسكينة هذه الرئاسة,, ان وظَّفت قالوا,, موّتت المعلمات,, وإن أحجمت قالوا,, أين الوظائف أيتها الرئاسة؟!
** وينسى كل هؤلاء مستصحفون,,وملاقيف أن التعيين ليس من الرئاسة,, بل من وزارة الخدمة المدنية,, فهي الجهة التي تقدم لها هؤلاء,, وهي التي عينتهم ووجهتهم,, ومهمة الرئاسة,, إعلان الشواغر فقط وليس لها أي دور.
** تذهب إحداهن لوزارة الخدمة المدنية عند تقديم طلب وظيفة وتوقع على عدة تعهدات هناك تقول,, إنني مستعدة للعمل في أي مكان تريدون,, ومستعدة للسفر والنزول هناك.
** ومستعدة,, ومستعدة لو تبون في خرخير وإذا ما عُينت في أي منطقة أخرى,, حتى لو كانت في ضواحي المدينة,, صاحت وقالت الرئاسة,, الرئاسة,, هي السبب؟!! والرئاسة وراء الكوارث,, والرئاسة وراء الحوادث,, والرئاسة وراء طقاق المعلمة مع زوجها عند آخر كل شهر,, أي عند تسلم المعاش؟؟!
** ويقال,, إن مدرساً وزوجته المدرسة,, كانا يسيران في سيارتهما عبر أحد الطرق السريعة,, فحصل لهما حادث فمات الاثنان,, ويوم غدٍ,, صاحت الصحف والمستصحفون ماتت معلمة في الطريق,, وحادث مروع ضحيته معلمة,, والسبب الرئاسة,, لكن لم يقل أحد إن معلماً مات,, والسبب وزارة المعارف.
** الرئاسة اليوم,, صارت مثل دَي معيبد فأي طالبة أو معلمة أو موجهة,, أو حتى فرّاشة يحصل لها أي شيء,, ومهما كان,, يقولون,, ابحثوا عن الرئاسة,, لكنهم لا يقولون كلمة واحدة عن وزارة المعارف أو المعاهد الأخرى.
** لماذا لا يتساءل هؤلاء عن كم من متعاقدة ألغي عقدها وعُيّن بدلاً عنها سعودية وكم وظيفة تشغر سنوياً في الرئاسة؟!
** كم مدرسة وكم كلية,, وكم منشأة افتتحت,, وكم طالبة قُبلت؟!
** كما سعودية حصلت على الماجستير والدكتوراه؟!
** كم هي مشاريع الرئاسة وكم هي منجزاتها؟
** ثم,, كم منسوبي الرئاسة رجالاً ونساءً؟
** لماذا لا نسمع أي شيء إيجابي عن الرئاسة وهي التي تعمل ليل نهار وتسابق الزمن في الإنجاز؟
** أين إيجابيات الرئاسة,, ولماذا غمطت؟
** لماذا لا نقرأ في صحفنا,, إلا عن سلبيات وأخطاء ومشاكل الرئاسة,, ولماذا كل هذا التحامل؟!
** وهل صحيح,, أن هؤلاء كلهم كانوا مجرد مراجعين للرئاسة وكانوا يسعون لتحطيم الأنظمة وتكسيرها والحصول على مكاسب شخصية,, فلما اصطدموا بعقبة اللوائح والأنظمة,, ثاروا على الرئاسة وسنُّوا رماحهم وأقلامهم ضدها؟!
** فالمسألة إذاً,, مسألة شخصية فقط,.
** كان الله في عون المسئولين في الرئاسة,, فقد صاروا مثل معيبد المسكين,, إنهم شماعة لكل شيء,, ولكل خطأ,, حتى لو حصل في سريلانكا,,,!!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved