أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th February,2001 العدد:10357الطبعةالاولـي الأثنين 11 ,ذو القعدة 1421

العالم اليوم

أضواء
لماذا أتمنى فوز شارون؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
على عكس الذين يتمنون فوز ايهودا باراك برئاسة الحكومة الاسرائيلية، لا أخفي رغبتي في فوز آرييل شارون في الانتخابات التي ستجري غداً الثلاثاء لا حباً في شارون، أعوذ بالله منه، فكلا الاثنين عدوان لدودان ليس للفلسطينيين والعرب والمسلمين فحسب، بل للإنسانية جمعاء، إذ إن تاريخهما الأسود كفيل بوضعهما على رأس قوائم مجرمي الحرب.
المهم في الأمر، لماذا أتمنى فوز شارون,,,؟!!
والسبب واضح لدى كل ذي بصيرة، فهذا الشرير السياسي ما هو الا داعية حرب سيعري الكيان الاسرائيلي بعد ان استطاع الخداع اليهودي ان يقنع الامريكان والاوروبيين بأن الاسرائيليين طلاب سلام.
وإذا ما انتُخب شارون فسوف تسقط كل خطوات التطبيع التي أنجزها الكيان الاسرائيلي مع بعض الدول العربية بالاتفاقيات,, أو بالهرولة,, وقد ترجم الرئيس حسني مبارك ما سوف يكون عليه الحال بين مصر وإسرائيل في حالة انتخاب شارون، إذ يقول بيني وبينكم ويقصد اسرائيل اتفاقية سلام، وهو أنا لازم أكلم شارون يعني والله إذا كان عايز حاجة والتجأ لي فأهلاً وسهلاً,, مش عاوز خلاص، خلِّيه مطرحه، أنا مش عايز منه حاجة .
قول الرئيس المصري هذا يعني أنه في حال فوز شارون ستكون العلاقة وفي أحسن الأحوال ما يسمى بالسلام السلبي .
اما إذا تمادى شارون وعصبته الذين سيشكلون حكومته وتحرشوا بمصر كما ذكر أحدهم في تهديده للسدالعالي فإن مصر اليوم ليست كمصر 1967م، بل هي أكثر قوة منها عام 1973م, هكذا تذكر تقارير معاهد الدراسات الاستراتيجية، في حين يشهد الجيش الاسرائيلي ضعفاً فاضحاً ظهر في جنوب لبنان وفيما يجري الآن بالضفة الغربية وقطاع غزة.
هذا بالنسبة لمصر، أما في الأردن، فلا تخفي الأوساط السياسية والشعبية قلقها من فوز شارون صاحب نظرية الوطن الفلسطيني البديل ! ولذلك فإن عدم الثقة وعدم الارتياح لرئيس الحكومة القادم سيجمد العلاقات الأردنية/ الاسرائيلية التي تعاني من ضغوط شعبية تتنامى في الشارع الأردني ويزيدها صعوبة تواصل الانتفاضة الفلسطينية، إذ إن الشعب الأردني اقرب الشعوب العربية لفلسطين والذي يشهد ما يلاقيه الفلسطينيون يومياً من قتل وتنكيل، هو الأكثر فهماً لما يمكن ان تكون عليه العلاقة بين العرب والاسرائيليين.
وهكذا فإن فوز شارون سيهدم كل ما أنجز من اتفاقيات وخطوات تطبيع وبناء لجعل الكيان الاسرائيلي مقبولاً في المنطقة العربية، واذا ما ارتكب شارون حماقة الحرب فسيكون قد حفر بيده القبر لهذا الكيان الذي دمَّر استقرار وهدوء الشرق الأوسط لأكثر من نصف قرن!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved