أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th February,2001 العدد:10359الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

الدوادمي ,, حاضر زاهر,, وشاعر كريم
سعد بن عبدالعزيز الرويشد
عرفت الدوادمي منذ ستين عاما عندما كنت أتشرف بمرافقة الموكب الملكي لجلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أثناء انتقاله السنوي من الرياض الى مكة المكرمة ومن مكة المكرمة الى الرياض عن طريق البر باعتباري أحد رجال الديوان الملكي آنذاك وبالتحديد ديوان الخاصة الملكية الذي كان يرأسه معالي الشيخ عبدالرحمن الطبيشي رحمه الله تعالى ,
واستمرت صلتي بهذه المدينة التي تقع في الطريق بين العاصمة السياسية للبلاد الرياض والعاصمة المقدسة للبلاد مكة المكرمة بشكل سنوي ولم يشكل بالطبع هذا المرور العابر لي قديما وحديثا فهما عميقا لهذه المدينة العريقة وتطورها الحضاري لأنني لم أتجول في أحيائها أو أتعرف على أحد من أهلها الكرام.
وبتاريخ 25/6/1421ه سجل التلفزيون السعودي كلمة لي بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية كعادتي كل عام منذ تلقيت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بالمشاركة في أحداث اليوم الوطني للمملكة بكلمة تاريخية عن مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز طيب الله تعالى ثراه .
وفي صباح اليوم التالي لإذاعة هذه الكلمة اتصل بي هاتفيا رجل فاضل من أعيان بلدة الدوادمي هو الشيخ الشاعر مهنا بن عبدالعزيز بن ابراهيم بن مهنا وهو من بني زيد القبيلة المعروفة ولم يكن بيني وبينه سابق معرفة وقال انني شاهدتك في التلفزيون البارحة وانا في منزلي بالدوادمي وسررت غاية السرور بما ورد في هذه الكلمة من أحداث تاريخية للملك عبدالعزيز اتسمت بالأمانة العلمية والدقة في السرد وكذلك القصيدة الرائعة التي تلوتها بعد كلمتك للشاعر الكبير محمد بن عبدالله بن عثيمين التي قدمها لجلالة الملك عبدالعزيز في شهر رمضان المبارك عام 1346ه أي قبل موقعة السبلة بعام واحد، ولذا فإنني آمل أن تكون هذه الكلمة بداية صداقة بيننا على الخير والمودة في الله عز وجل وتقبل دعوتي لزيارة مدينة الدوادمي وتناول طعام الغداء,, وكنت آنذاك أقضي فصل الشتاء في مدينة جدة واستجابة لرغبة هذا الرجل الفاضل مهنا بن عبدالعزيز توجهت من منزلي في جدة الى الدوادمي وذلك على سيارتي ومعي أحد أبنائي (أحمد) وقائد السيارة فمررنا بالطائف ثم المركز المعروف بظلم ثم أخذنا الطريق الشمالي الذي يقصد مركز عفيف المعروف وبقينا فيه بعض الوقت وصلينا به صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا.
ثم واصلنا السفر الى الدوادمي وعند وصولنا اليها كنا قد اجتزنا الطريق من جدة الى الدوادمي الف كيلومتر، وقصدت منزل الداعي الشيخ مهنا بن عبدالعزيز فإذا هو اشهر من نار على علم إذ الكل يعرفه ويقدر مكانته الاجتماعية وعندما وصلنا الى منزله العامر إذا هو يقابلني في الشارع امام منزله ومعه ابناؤه وبكل ترحيب وحفاوة تدل على عمق القيم الأخلاقية في شخصيته، وتجاذبت معه اطراف الحديث فوجدته على دراية كاملة بالأدب والدين وشاعر فذ له ديوان شعر مطبوع يحتوي على 141 صفحة جمعه وأعده ابنه عبدالعزيز بن مهنا ويشتمل الديوان على قصائد رائعة في شتى ضروب الأدب، وهو من اسرة كريمة ومن اعيان اهالي الدوادمي وله سمعة عطرة في بلاده واجتمعت في سيرة حياته كل معطيات الدين والشيم والأخلاق الحميدة.
ورغم انه قد بلغ الخامسة والثمانين من عمره حسبما افادني به فهو يتمتع بصحة تامة في جميع قواه زاده الله تعالى بركة وخيرا وبعد هذا دعانا لتناول طعام الغداء واذا هي مائدة تدل على كرم حاتمي كبير لا يستغرب من مثله، وبعد ذلك صحبنا مضيفنا الشيخ مهنا في جولة على مدينة الدوادمي فوجدت هذه المدينة العريقة هي وعفيف قد شهدتا تطورا وتقدما كبيرا في شتى مناحي الحياة فالطرق المعبدة والمساكن المسلحة والكهرباء العامة والمساجد والمدارس والمتاجر والبنوك والمستشفيات والحدائق، الأمر الذي لا يصدق به إلا من شاهده، فشكرا لحكومتنا الرشيدة على هذا التقدم الكبير والإنجازات الرائعة التي عمت المدن والقرى في هذه البلاد المترامية الأطراف، بعد هذا شكرت الشيخ مهنا وأولاده على كرمهم وأريحيتهم العطرة وسلكنا طريق عودتنا من الدوادمي على طريق قدومنا من جدة الذي مقداره الف كيلو متر هذا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه اجمعين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved