أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th February,2001 العدد:10359الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

الختم فاتحة الحكاية,,!
إبراهيم عبدالرحمن التركي
(1)
** نحن ما نكررُ القيامَ به، والتفوق ليس فعلاً بل عادة,,!
أرسطو
***
** لا يمكنُ حلُّ المشكلاتِ التي نواجهها بمستوى التفكير الذي كنا عليه حين أوجدناها,,!
ألبرت أينشتاين
***
** الأمورُ الأكثرُ أهميةً يجبُ أن تكون تحت رحمة الأمور الأقل أهمية,.
غوته
***
** لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت
نزار قباني
***
(2)


هي الخطوةُ الأولى تقودُ إلى العلا
إذا صحت النياتُ وانطلق العزمُ,.
حياةُ الفتى يومٌ مضى بمساره
ويومٌ سيأتي ليس من دونه ردمُ
فعش ان تشأ أمساً أو اسعَ إلى غدٍ
وقل آن للإشراق من وعينا يسمُو

***
(3)
** تظل النقطة الأولى هي مرتكز البدء ، وهي في الوقت ذاته علامة الختام ,, فمن يخططُ لمشروع معين فإن دراسة الجدوى التي لابد ان تكون أول خطوة فيه تحدد نجاحه وأرباحَه ونماءَه، وهذه العناصر هي منتهاه ، كما يفترضُ أرباب المال والأعمال,,!
** والحياةُ مشروع يمتد من الولادة إلى الوفاة ويرتبط استمرارها بمعاني التربية وقيم العمل ، وهما ألف التميز وياؤه ,,!
** والحضارات إفرازُ التاريخ ، يستهلها التحدي ، ويُنهيها الاسترخاء ، وبينهما ازدهار وانهيار ,,!
** هكذا نحن ، وهكذا الدنيا ، محكومون جميعاً بنقطتين ترسمان الخطوط والألوان والطيوف ، في مسيرة الفرد ، وحركة المجتمع ، وتطور الأمم ,.
***
(4/1)
** البدايةُ والنهايةُ منطقان مهمان في التخطيط ثم التقويم ، ويبقى ما بينهما خاضعاً لعناصر التنفيذ والمتابعة ونحوها من أجزاء العملية الإدارية,.
** ستيفن كوفي في كتابه الأشهر: العادات السبع للقادة الاداريين كما يترجمه بعضهم أو لأكثر الناس إنتاجيةً مثلما يترجمه آخرون أو أكثرهم فعاليةً بنص الترجمة الحرفية The Seven Habits of Higly Effective People أشار إلى مقولة مهمة ل(أوليفر وندل هولمز)، وفيها ان ما يكمنُ خلفنا، وما يكمنُ أمامنا مسائل تافهةٌ مقارنة مع ما يكمن في داخلنا ,,!
** ورغم القيمة الفعلية لدواخلنا في تحديد مساراتنا الشخصية ، إلا أن النواتج والخواتيم ذات تأثير أكبر في حياة الأفراد والمجتمعات ، كما هي في تكوين الدول وتفوق المنظمات ,,!
(4/2)
** تظلُّ عبارةُ هولمز جميلة غير أنها لا يمكنُ أن تمثلَ مبدأً قابلاً للقياس أو المناقشة أو الحكم ، وان كانت تصلحُ معياراً داخلياً خاصاً نعرف به من أنفسنا، وعن أنفسنا ما لا نقبل من الآخرين الخوضَ فيه، أو ما لا يستطيع الآخرون النفاذَ إليه,,!
** الداخلُ إذن مهم لكنه سلوك كامن مستتر، يواجه به الإنسان نفسه في لحظة صفاء ونقاء فيعطيها مالها، ويسألها ما عليها، ويعرف دون ادعاء نقاط تميزه، ومناطق ضعفه,,!
** لندع الدواخل للقادرين على الدخول إليها من أربابها، ولنحاول قراءة الخارج كما نشاهده جميعاً من وجهة نظر البداية والنهاية أو من المتحقق خلفنا والمتوقع أمامنا فربما قدّرنا لغة مختلفة حين يتغير المبتدأ فيطيب الخبر ,,!
***
(5)
** من المبادئ السبعة أو العادات السبع يقرر ستيفن كوفي نظرية مهمة تقول:
* ابدأ وعينك على النهاية
** ولعل هذه الجملة الموجزة تمثل مرتكزاتٍ عمليةً للفرد كما للمجموع ، وللمؤسسة الخاصة مثلما هي للدول ، وربما قرأنا منها خلاصاتٍ حاسمةً في هذه الاتجاهات,,!
** إن كوفي يقول: إن أمام كل منا خطواتٍ عمليةً لابد من اجتيازها,, فمثلاً من المهم أن نعرف أشخاصاً وتنظيمات ، أين نحنُ الآن,,؟ إلى أين نسير,,؟ أين سنصل,,؟ كيف الوصول,,؟ ما هي النتائج,,، !
** لا جديد إلى هنا باعتماد هذا التفسير العاجل، إلا أن كوفي المعروف في أوساط الاداريين بمفاهيمه الخاصة القابلة للتطبيق يريدُنا أن نفكرَ بالنتيجة قبل المقدمة ، وربما تساوقَ في هذا المنحى مع ما حفظناه صغاراً في كتاب المطالعة عن ضرورة التفكير بالصعود من البئر قبل النزول إليها,,!
** وإذ لا جدل أن ثمّة فروقاً جوهرية بين القيادة والإدارة فان قرار تحديد مفهومي البداية والنهاية قرار قياديٌّ ، أما الطريق بينهما فيمكن للإداريين السير فيه وتحديد وسائطه,,!
***
(6/1)
** صياغة الأهداف مرحلة مهمة يحتفي بها القادة ، كما يتابعون تحقيقها ، ويبقى للمسؤولين التنفيذيين تقرير كيفية ذلك زماناً ومكاناً وإمكانات ,,!
** وهنا يأتي التساؤل الأهم حول مقدرتِنا على صياغةِ الأهداف بدءاً، وتحقيقها منتهى,,!,, ولو كنا متمكنين من ذلك فأين الخلل في عدم استطاعة منظماتنا في بعض جوانبها تحقيقَ القدر الأدنى من أحلام أو خطط أو طموحات مؤسسيها من لدن أن كانت فكرة وإلى أن أضحت واقعاً معاشاً بما تحمله من ايجابيات أو سلبيات,!
(6/2)
** التعليمُ مثلاً حلمٌ مشروع يسعى له الفرد كما تحتاج إليه الأمة ، وأهدافه إعداد أشخاص قادرين على تحقيق التواصل الانمائي في مسيرة الشعوب,,!
** هدف بسيط ، محدد ، يمكن تحويله إلى استراتجيات ، وهذه إلى خطط وهي بدورها إلى خطوط تنفيذيةٍ متوازية، تحقق في نهايتها النمو المعرفي والمادي بأبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية,.
** وإذن فالبداية واضحة، والنهاية معروفة، ولا مجال للخلط أو الخطأ ، ولا معنى لفرد يحسن تعليم نفسه، ولأمة تهتم بتعليم أبنائها ألا يتحقق لهم النمو الشامل بمقدرة كاملة على المنافسة في أجواءٍ ممتلئة بالمتميزين,.
** وحين نجد الخلل وهو كبير فإن المشكلة ستكون في الأدوات التنفيذية التي يسهل إصلاحُها بعيداً عن مصاعب الخوض في الاستراتيجيات أو السياسات ، إلا إذا انطلق التصور من ضعف الرؤية / الابتدائية غير المتوقعة في مثل هذه العناوين العريضة وعلى رأسها التعليم ,,!
** والإعلامُ صورةٌ أخرى تختلف زواياه باختلاف الأمم فينجح في بعضها، ويخفق في أخرى، ولو تأملنا السبب لوجدناه مركزاً في نقطة البداية بين مَن يوجههُ فردياً أو قومياً ، ومن ينظر إليه مرآةً عاكسة الواقع أو درباً لتجميله ، وبين من يراه صوتاً لنقل الحقيقة وقول الحق، وبين من يستخدمه أسلوباً للمجاملة، ووسيلة للتلميع,,!
6/3
** أدى اختلاف الأهداف إلى اختلاف المنهج والى تباين النهايات ، وإذ نجح البعض أخفق سواهم، وكما تباينت الملامح فقد تباعدت المسافات بين خاتمةٍ تصنعُها البداية وبدايةٍ تحدد الخاتمة ، وشتان بين من تقودُه النوايا إلى الدرب ومن يقوده الدربُ إلى حيث تصنع أو ربما تطبخ النوايا ,.
** ومن هنا يتحقق معنى البداية والنهاية في الإعلام والتعليم اذ هما مثالان يمكن لنا جميعاً، التحليق في فضاءاتنا الذهنية حولهما متأملين عن قرب في الأهداف والنتائج ، ومقارنة الخطط بالانجازات ، وتقرير مكمن الخلل في نقطة الانطلاق ، أو خطِّ الوصول ، ومن يفكرُ في هذين النموذجين سيقدر مدى الاختلاف في الفواتح والاتفاق في الخواتيم ,,!
***
(7)
** تولد الأشياء بحسب كوفي مرتين، حين تكون فكرةً مجردة، وإذ تتحول إلى واقع ملموس، وكما يحتفي الإنسان بتفاصيل مخطط منزله الذي ينوي بناءه بحيث يتصور في مرحلة التصميم شكل البيت بعد اكتماله، سعياً لتناسبه مع الحاجة والاحتياج فإن الأعمال الخاصة والعامة ومنها التعليم والإعلام والبنية التحتية وما يمسُّ قوت المواطن ودخل الوطن ، وازدهار المنظمة وربحيّةَ الشركة تبدأ تفكيراً، وتنتهي حقيقة، والمرجعية الحكيمة على النجاح أو الاخفاق رهن بما كان وما سيكون,,!
** ومن النماذج القريبة التي يستطيع المرء تلمس أهدافه ثم انجازاته فيها أولاده حين يستفهم:
* هل غرس فيهم القيم الثابتة المتكئة على عدم المساومة على مبدأ، والاعتزاز بالشرف ، والنأي عن تغليب المصلحة الشخصية، وعدم التملق؟ وهل عزز فيهم الانضباط والتهذيب والخوف أولاً وأخيراً من الله سبحانه، ووفر لهم ما يستطيعه من فرص التعليم والتزود بالثقافة التأهيلية المناسبة لأزمانهم؟!
** إذا استطاع ذلك فإنه سيكون مرتاحاً لأنه ابتدأ في تربيتهم من النهاية بحيث رأى أطفالَه وهم مكتملون رجولة أو أنوثةً فغرس فيهم ما يحميهم في قادم أيامهم من التحول إلى مجرد أرقام تأكلُ كما الأنعام ، ولا يُهمها إن جاءَ ذلك بكرامةٍ أم بتسول اجتماعي بمختلف أشكاله (التي ليس منها ما يحاربونه بشراسة في الضعفاء الذين يشوّهون الصورة اللامعة كما يقولون دون أن يتحققوا من حالهم ، ومن أوصلهم إليها,, وربما رأينا في هؤلاء شرفاً لا يملكه وجهاء الفُتات والتهافت,,! !)
***
(8)
** التربية عنصر مهم نستطيع قراءتها من الخاتمة لتضاف إلى بقية الأمور الشكليّة والموضوعية التي نحتاج فيها إلى تصور ماذا سيكون بمجرد ورود الخاطر على الذهن ,,!
** وربما جازت استعارة ما نقله كوفي عن صديقه رولف كير لتصبح تلخيصاً لهذه الأربعاوية، اذ قدم الأخير مجموعة مبادئ سريعة، ومنها (بتصرف) :
* اعتمد على الله تعالى واسعَ لاستحقاقِ عنايته.
* النجاحُ يبدأ في المنزل,.
* لا تساوم على الشرف
* تذكر الآخرين
* استمع لهم
* استشرهم
* دافع عن الغائبين
* كن مخلصاً وحازماً
* طور مهارةً جديدة كل عام
* خطط اليوم لعمل الغد
* استعجل الأمور وأنت تنتظر
* كن إيجابياً دائماً
* حافظ على روح المرح لديك
* كن مرتباً في شخصك وعملك
* لا تخشَ الخطأ واخش عدم تصحيحه
* سهل نجاح مرؤوسيك
* استمع ضعف ما تتكلم
* ركز قدراتِك وجهودَك على المهمة التي في يدك
* لا تشغل بالك بالعمل التالي أو الترقية,.
***
(9)
** وبعد,, فهل نستطيع محاكمة دواخلنا فنعود إلى الوراء حيث البداية، وننطلق إلى الأمام إذ النهاية، ونرى أين نحن الآن، والى أين سنمضي,, وهل نقوِّم النتاج العام بآثاره، المتيقنة أو المحتملة ونصدق أمام الله جل شأنه أولاً وأخيراً ,,؟
** أضيفُوا هذه الأسئلة إلى ما سبق وتأملوا فيما كان وما سيكون وما يمكن أن يكون,.
* الخاتمة إيذانُ البدء,,!
IBRTURKIA@HOTMAIL.COM

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved