أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th February,2001 العدد:10359الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

مكونات الذهن الإداري
ينتمي الفرد في مجتمعنا الى مكونات ذهنية راسخة لها الهيمنة على سلوكياته الادارية الذاتية التي تؤطر حياته الخاصة والادارية العملية التي تكشف عن الضمير الاداري الجمعي, والمكونات الذهنية في مجتمعنا تدور في أفلاك ثلاث الاول يمثل الهيمنة الدينية وتجذرها وتناميها فلا ريب في تمحورها في كيان كل فرد وان اختلف تفاوتها وتحكمها في الأفراد والفلك الثاني الانتماء العصبي الذي يدور حول الوطنية والاقليمية والقبلية والثالث الاطار المعرفي المكتسب بمنهجيته المعاصرة وتأثيره العقلي والسلوكي وهذه المكونات تتكشف في الادارة الذاتية والعملية لدى كل فرد, لكن الذي يعنينا منها الجانب العملي لأن الادارة العملية لجماعة تدير جانبا من جوانب الموارد والقوة للأمة وصلاح مديري الاعمال صلاح للأمة ولكي نخوض محيط الواقع علينا ان نقوم او نقيم الاداري من هذه المنطلقات الثلاثة:
1 الموقف الديني.
2 والوطني وعصية الاقليم والقبيل.
3 الموقف المعرفي.
ولو اخذ كل منا بايجابيات هذه المنطلقات لكان هناك توازن ورقي لأنه لا تعارض بينها الا عندما يكون هناك خلل في تأثير بعضها على بعض فلو التزم الاداري بالنظر الديني لأخلص في عمله وانجز متحرزا من ربقة السلبيات التي تطرق تصرفاته في كل مرة بلا كلل ولا ملل ويكون هاجس الاداري رضا ربه فيدرك انه سيحاسب فردا يوم لا ينتفع بقبيل ولا اقليم فيكون هذا الهاجس كفيلاً بصلاح الفرد اداريا بحمل الامانة التي عجزت عنها السموات والأرض وحملها الانسان فلعله لا يجهل عظم المسؤولية.
والاداري يحمل هاجس الوطن الذي يوحد الشرائح الاجتماعية ويوظفها لصالح الوطن الذي هو صالح الشرائح وافرادها وكل افراط في التوازن يؤدي الى شرخ في جانب الوطنية والذي يخدم الوطن مخلصا يخدم امته وسائر افرادها حتى أولئك الاقارب الذين يظنون انهم لم يكسبوا من قرابتهم لهذا الاداري وربما ان الكسب المادي او الجاهي المباشر يعود بضرر اشد فتكا لأن كثيرا من الأفراد يطلبون حقوقا ويتناسون الحقوق الواجبة منهم لوطنهم فنظرة الاعتدال من الاداري ثمنها باهظ عليه اذا لم يطلب الاجر من الله فانه لا يستطيع الاعتدال امام متطلبات العصبيات الداخلية التي اذا ما نمت كانت مرضا في عصبة الانتماء الوطني الوحدوي الجماعي الذي هو الاول والاولى فهل يستطيع كل اداري ان ينوع مستشاريه ومعاونيه ليمثلوا شرائح المجتمع حتى لا تكون الصبغة واحدة.
وهذا يرفع عطاء الفرد والمجتمع وهو يحد من الافراط ويخضع للتوجيه الرباني الذي يوحد صفوف المجتمع ويجعل الافراد يتنافسون في بناء الذات ومن ثم بناء المجتمع فالمسؤولية فردية اولا.
فان العلم الشرعي يجذر في لب الواعين به انماط جمع المال بل دعا لطلب الخير والعمل على الكسب وضرب مثلا بالعمل الصحابي فكل منهم يعتمد على كسبه لا على راتب معدود ثم شرع التصرف بالمال من الاحسان لأسرته ومن الزكاة المقننة ومن الصدقة مفتحة الأبواب وحذر من كنز الذهب والقناطير المقنطرة والجانب المعرفي يحمل في ثناياه ضرورة المنهج للفرد والجماعات فالفرد له منهجه الزمني ومنهجه العقلي والسلوكي والعملي والتزامه لأمته ووطنه ومنها ينطلق للايثار بل يدفع ضريبة التعاطف الجمعي معه وضريبة الأمن القومي ولا يستأثر فضلا عن ان يزيف مالا او جاها لذاته أو لثلته.
والجانب المعرفي يمد الفرد الاداري بالتطور المعرفي ومنهج الاستفادة منه وترويض النظريات لتطبيقات الاعمال والانجاز بها لصالح الوطن اولا ويعود بالخير كل الخير على الفرد الذي يبدع ويكون مبدعا لعين من عيون الخير التي تتدفق على الوطن.
والجانب المنهجي والمعرفي يؤهل النجم الاداري لحمل الامانة الربانية والانسانية والوطنية.
والجانب الايماني يميز قلب النجم الاداري للتوازن المعتدل بين المكونات الذهنية فلا تغرره العصبية والرقابة الايمانية تحجب رغباته عن ان تهفو للثراء الملتوي.
والجانب المعرفي ليس غايته التخلي عن امتلاك الهيمنة الدينية والتعصب والمعرفة انما يأخذ بالتوجيه الرباني ويجعل التعصب معتدلا ويحد من نزعة الأنا وندعو الى ذاتية معتدلة تدرك وتعمل لما لها وتتفانى في العطاء لما عليها.
د, مسعد العطوي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved