أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th February,2001 العدد:10359الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

قبل الركض بحثاً عن الأجنبية
ماذا ينقص المرأة السعودية أيها الرجل؟
تعقيباً على ماورد في مقالة الأستاذ/ سلمان العُمري,, تحت عنوان (فرح النسوة,, ولكن!!) في عدد الجزيرة الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 6/11/1421ه.
لفت انتباهي وفضولي ما طرحه الأستاذ سلمان في موضوعه المنشور والذي تناول قضية الزواج بأجنبية، أيضاً ما طرح من أسئلة أجاب عنها الأستاذ,, ولكن في رأيي أنها تحتاج إلى إجابات أخرى توضح الجانب الآخر للقضية.
ففي سؤاله الأول والذي بدأه ببداية الإشارة لتلك الإشاعة,, التي مفادها (إن احدى الدول العربية قد منعت مواطناتها من الزواج بأشخاص سعوديين), وقد استقبلت نساؤنا هذا الخبر بكل فرح وسرور وابتهاج والحديث للأستاذ، وسؤالي لم كل هذه المبالغة في وصف الفرحة التي اجتاحت قلوبنا كزوجات سعوديات, لأن الموضوع ليس بهذه الأهمية التي ذكرت يا كاتبنا, ولكن أقول لك نعم يا أخي الكريم يحق لكل امرأة ان تفرح بهذا الخبر السعيد الذي يبهجنا جميعاً ويعود على الجميع بالفائدة والخير,, فلو تأملت أخي الكاتب ما لهذا الموضوع من سلبيات أثرت على مجتمعنا السعودي وبشكل كبير وجلي يلفت الانتباه لما ترتب عليه من أضرار, فقد كان الزواج بأجنبية من قبل مواطنين سعوديين أحد الأسباب المؤدية لعنوسة الفتيات السعوديات ويستطيع الكاتب والقارىء الكريم التأكد من ذلك بقراءة لبعض الدراسات والاحصائيات التي تؤكد صحة وصدق ما ذكرته,, فالإشاعة التي أشار إليها كاتبنا يستشف منها الجميع أن أحد الأسباب المؤدية لظاهرة العنوسة سيقل بإذن الله, وبتعاون الجميع وبتضافر الجهود نقضي على هذه الظاهرة بإذن الله,, وكل ما أرجوه ألا نجعل مشكلة غلاء المهور الشماعة التي يعلق عليها كل الأخطاء التي ترتكب,, ظناً أنه الحل الأمثل,.
فكل ما يذكر من معوقات هو مجرد مبررات واهية وضعناها بأنفسنا حتى يستتر خلفها كل من يريد ويرغب الزواج بأجنبية, ومن وجهة نظري أن مثل هذا الحل هو حلاً ليس جذرياً للمشكلة والأجدر بنا أن نبحث ونتحرى بكل دقة وأمانة عن مسببات المشكلة وإيجاد الحلول الأكثر سهولة من أن يتزوج الرجل السعودي بأجنبية,, فمثلاً نجد مشكلة غلاء المهور مشكلة بدأت في التقلص ولله الحمد بعد أن حددت بعض المناطق مهور الفتاة، والدولة مشكورة بذلت جهداً تشكر عليه في القضاء على هذه الظاهرة التي ما زالت تؤرق البعض منا,, فالحل الأمثل هو إيجاد الحلول بدلاً من الهروب والوقوع في مشكلة أكثر منها.
أما تعليقي على عبارة (إحدى الإحصائيات التي أجريت لدينا تبين أن نسبة كبيرة من الرجال يتمنون الزواج بغير السعودية).
هذه العبارة التي حملت في طياتها العديد والعديد من التساؤلات الحائرة التي تبحث عن إجابة شافية لها,, أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو ما ذكره الأستاذ لماذا يفضل الزواج بأجنبية بدلاً من سعودية؟,, وأقول لك أخي الكريم لماذا هذه النظرة القاصرة التي تنظر للمرأة السعودية بكل دونية واستهزاء وسخرية وتجعلها أقل من مثيلاتها في البلدان التي يحب الجنس الآخر الزواج منها.
أقول لك أخي الكريم: المرأة السعودية هي أم الرجال وأخت الرجال,, وصانعة الأجيال.
فكم تزخر مجتمعاتنا بالعديد من النماذج الوهاجة المعطاءة في عملها وعلمها وعطائها وكان لهؤلاء أمهات سعوديات انجبن رجالاً أفذاذاً ونساء متميزات في علمهن وعملهن وعلى مستوى حياتهن الشخصية ساهمن في صناعة أجيال تعتز بها الدنيا بأسرها.
وسؤال أوجهه للأستاذ سلمان,, ماذا ينقص المرأة السعودية من وجهة نظرك كرجل تحدثت بلسان كل بني جنسك,, هل هو الجمال الذي يبحث عنه الرجل السعودي ويجده في الأجنبية مثلاً,, وهذا حق مشروع للجميع فالبحث عن الجمال أمر غريزي وفطري ولكن هل لنا أن نبخس حق المرأة السعودية من جميع النواحي,, بمعنى أنه إذا حرمت من نعمة الجمال التي يهبها الله لمن يشاء ويحرمها من يشاء يحكم عليها بأنها عضو عاطل لاينفع أو أنها لا تستطيع القيام بدورها كزوجة وممارسة حياتها كأنثى وقد تكون في بعض الأحيان أفضل من أجمل جميلات العالم خلقاً وعلماً وتفهماً للحياة الزوجية.
أما البعض الآخر من الرجال الذي يلجأ للزواج بأجنبية فهو يتذمر ويشكو من بعض التصرفات السلبية التي تقوم بها بعض الزوجات تجاه أزواجهن مثل ما أورده الأستاذ في مقالته,, وأنا هنا لست في موقف دفاع عن المرأة ولكن إذا تطلب الأمر أن أكون ضدها فلن أتحيز فكثير من النساء تجبر زوجها على الزواج بأخرى تأديباً لها أو هروباً من جحيمها، فالحق يقال ان بعض الزوجات تهمل في العديد من الجوانب المهمة للرجل فهي بمجرد إنجاب الأطفال تتصرف بعقلها وجسدها لتربية أبنائها والعناية بشؤون منزلها بعيدة كل البعد عن زوجها الذي يحتاجها عاطفياً ووجدانياً أكثر من أي شيء آخر, أما البعض الآخر من النسوة فهي تثقل كاهل زوجها بمتطلبات لا تنتهي ونجدها بذلك تكلف الزوج وتحمله فوق طاقته مما يجعله يهرب منها ويبحث عن بديلة أخرى يجد فيها ما يفتقده في زوجته وتستطيع أن تعوّضه ما قد ينقصه من عاطفة ورعاية وحنان واهتمام,, فنجده بذلك يهرب من جحيم زوجته وجو المنزل المشحون بالتوترات والطلبات والروتين الممل.
فلو لو علمت كل امرأة ما يحدثه تقصيرها تجاه زوجها عاطفياً لتركت كل ما يشغلها عنه وبحثت عن كل ما يريحه ويرضيه,, وأود أن أوجه رسالة لكل زوجة,, ان الرجل كالطفل له حاجيات ومتطلبات ورغبات لا تقوم بها خادمة ولا كل وسائل الرفاهية التي ننعم بها تستطيع أن تعوض الرجل ما يفتقده من زوجته ولن يحل محل عطاء الزوجة لزوجها أي عطاء وأي حب أو رعاية واهتمام.
أما السؤال الأهم,, لماذا صارت بعض الدول لا ترغب بتزويج مواطناتها من الرجال السعوديين؟
وأنا أقول وبكل حق وفخر ان كاتبنا يحمل المصداقية بين جوانحه مما جعله يعترف ببعض الأخطاء التي يرتكبها بنو جنسه أي التي يرتكبها الرجل في حق نفسه أولاً وحق زوجته، وحق وطنه الذي يشوه ملامحه بالسلوكيات التي تسيء لشخصه ولوطنه, فلك كل الشكر والتقدير استاذ سلمان على هذه الإجابة التي لا تحتاج إلا أن أذكر، أن مجتمعنا يعج بالعديد من الصرخات والونات لزوجات تزوج أزواجهن بأجنبية أو غير أجنبية فالبعض من الرجال يجعل من الزواج الثاني مقبرة لزوجته الأولى التي وبمجرد الزواج من أخرى ترمى بلا رحمة في دهاليز الشقاء والتعاسة مع هذا الزوج الشقي في الدنيا والآخرة الذي نسي أمر الله عز وجل بالعدل الذي كان شرطاً للتعدد الذي شرعه الله عز وجل وقدمه على التعدد, وإن لم يستطع العدل فواحدة تكفي، وفي مقامنا هذا لا يسعنا وقت ولا زمان ولا مكان بذكر المآسي التي يعج بها مجتمعنا من تلك القصص المأساوية التي لا تصدق، وكل ما يتخيله من يسمعها يظن أنها نسج من خيال قاص بارع أتقن في كتابتها.
ويا لله العجب نبحث في عيوب المرأة ونترك تلك العيوب والتصرفات التي يقوم بها العديد من الأزواج الذين لايقدرون الحياة الزوجية ويجهلون قيمتها ومعناها ويجهلون ان الزواج رباط مقدس وأمانة عظمى احتملها الرجل,, فعدلاً أيها الرجال.
وفي نقطة مهمة ذكرها الاستاذ سلمان اتوافق معه كل التوافق فيها وهي تفضيل الرجال السعوديين الزواج بأجنبية بدلاً من السعودية وقد ذكر العديد من الأسباب تطرقت لبعضها قبل قليل,, أما الشيء المؤلم حقاً والذي يؤسفني كأنثى فهو ان تكون الزوجة غير السعودية استطاعت ان تحل محل فتاة الوطن وهذا شيء صنعناه بأنفسنا ويمارسه مجتمعنا وبكل قسوة على كل من يرغب الزواج فقد ذكر الأستاذ ان المهور اصبحت بعبعا حقيقيا وهذه حقيقة لا نستطيع نكرانها فمغالاة الأهل في الطلبات تثقل كاهل الشباب، وتجعلهم يبحثون عن الأرخص ويبقى الحل بأيدينا لو بحثنا عن سبب مشاكلنا ووضعنا لها حلولاً جذرية بدلاً من تناسيها وتجاهلها، وهناك نقطة مهمة أثارها الكاتب هل كل تلك الزيجات من الخارج تنتهي بنهايات سعيدة؟ فعندما يكتشف الرجل المغفل ان زوجته المنشودة غير مسلمة، أو من عائلة منحطة غير كريمة, أو تكون الزوجة ذاتها غير مؤهلة لأن تكون زوجة شريفة تقوم بمسؤولية تربية ابناء وتنشئهم تنشئة صحيحة وفق مبادىء ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا.
ولا يسعني في نهاية هذا التعقيب الذي كان الهدف منه توضيح بعض النقاط التي قد يجهلها الكثير ممن يحاول أن يضع المبررات لبعض الأخطاء الشنيعة التي تحدث بتوافر عدد من الظروف المتشابكة والتي تنشىء ثغرة ليست بالبسيطة في مجتمعنا وهذه الثغرة ستتحول لمشكلة تبحث عن العلاج بدلاً من الهروب وبدلاً من ان نصبح كالنعام الذي يخبىء رأسه عندما يخاف.
وأشكر الكاتب كل الشكر على نصيحته الذهبية التي وجهها لكل النساء والتي لو طبقتها كل زوجة لحافظت أشد الحفاظ على بيتها ومملكتها التي تبقى ما بقي الحب والعطاء والحل بيد كل زوجة,, فمتى قامت كل زوجة بواجباتها تجاه زوجها وسخرت نفسها له لما فكر في الاقتران بأخرى تعوّضه ما قد ينقصه, ونشكر صحيفتنا الجزيرة لإتاحة الفرصة لإبداء وجهات النظر.
والله من وراء القصد
حنين الغامدي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved