أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

إنها مشاعر متبادلة,.
د, فهد حمد المغلوث
نعم أنا وانت نختزن بداخلنا ومن مدة طويلة من الزمن تساؤلات عديدة حائرة لم تجد حتى هذه الساعة الاجابة الشافية والوافية والصادقة.
تساؤلات ربما تكون متداخلة في بعضها، متناقضة مع بعضها الآخر، ولكن تظل على اي حال تساؤلات مقلقة وقد ينظر البعض لمثل تلك الاسئلة ربما بشيء من السطحية كونها لاتستحق ان نتوقف عندها! فما بالك ان نناقشها ونسهب فيها؟!
ومثل هذا التوجه في الرأي لاشك يعكس وجهة وطبيعة وثقافة شخصية المنادين والمؤمنين به، لكن من الناحية الاجتماعية، وبلغة المشاعر والاحاسيس تحديداً فالوضع مختلف تماما، فلكل تساؤل وحيرة توقف ولكل لحظة تفكير هناك تأمل مهما كان هذا التفكير, لانه لو كان ايجابياً باركناه ودعمناه وهذا مانريده للانسان، اما لو كان تفكيراً سلبياً فهذا ينبغي ان نتوقف لبعض الوقت لنرى مردوده السلبي على الشخص ومايمكن ان يحدثه بداخله من تراكمات متعبة مع مرور الزمن.
وبالمناسبة فإن توضيح القيم بدقة، يساعد الى حد كبير في التخفيف من كميات الضغوط التي نتعرض لها، لان الانسان حينما لايعرف ماذا يريد ولم يفهم بعد ماذا يريده الآخرون منه، يتشكل لديه ضغط نفسي مصدره عدم وضوح القيم المطلوبة الواجب التفاعل معها، ووضوح القيم بالنسبة للشخص المبادر ذي الفعالية العالية يعد شيئاً مهماً وعاجلاً لأن ذلك احد عوامل النجاح فيما بعد بالاضافة طبعاً الى التخطيط والاعداد وتكوين العلاقات الاجتماعية وتحديد الاوليات وغيرها.
ولعل من تلك الاسئلة ايهما افضل ان تُحِب ام ان تُحَب؟ هل يمكن ان تخدعنا مشاعرنا بمن نحب؟ وايهما اعلى درجة العفو ام التسامح؟ وما الفرق بين الاصرار والعزيمة؟ وما ارقى انواع الصبر؟ الى ان تصل الى سؤال محير فعلا وهو: كيف يمكن ان تجتمع التناقضات في قلب واحد؟ ولماذا عندما نعبر عن حيرتنا وتعجبنا في امور تستدعي الحيرة والتعجب الى من هم اهل ثقة واحترام نفاجأ بغير مانتوقع او نصدم بما نسمع منهم,, الخ من تلك التساؤلات.
ونحن لو اسهبنا في كل سؤال على حدة لدخلنا في قضية فلسفية طويلة وهذا مالا نريده! ان مانريده فقط ان نصل الى الوضوح والدقة بشكل بسيط ومن اقصر الطرق والاهم من ذلك بشكل مقنع ومقبول وهذا مانحاول ان نناقشه.
ولو اخذنا السؤال الاول على سبيل المثال وهو ايهما افضل ان تُحِب ام ان تحَب لوجدنا ان المسألة نسبية تختلف من شخص لآخر، وان كان المنطق يقول انه لكي تُحِب أنت فعليك ان تُحَب انت اولاً، وان تزرع الحب في قلوب الآخرين وان تسقيه بنفسك من خلال احترامك لاولئك الآخرين ذوي المنزلة الخاصة لديك وتقديرك لهم وحرصك عليهم وسؤالك عنهم فالناس تحب من تشعر انه يتوافق مع ماتريده هي، او ماتشعر انه يحقق لها رغباتها ويجيب على تساؤلاتها، او ان تشعر انه يتوافق مع مالديها من مشاعر وافكار ورؤى، وان كنت اعتقد ان من يمتلئ قلبه حباً ومن يتسع صدره حناناً سوف لايهمه كونه يُحِب او يُحَب لانها لاتفرق معه لانه يستمتع بكل الجمال كونه يحب ويحب.
اما ايهما اعلى درجة العفو ام التسامح، فهذا يقودنا ان نسأل انفسنا ترى هل هناك فرق بينهما؟ اننا احياناً نريد اجابات مثالية واكثر من قدرتنا على تنفيذها, ولو حدث ذلك بالفعل فعلينا ان نسأل هل هاتان الخصلتان متوفرتان لدينا أم واحدة منهما على العقل وان كان العفو في نظري اسمى واعلى درجة من التسامح ليس من الناحية التصورية فحسب بل والعملية ايضاً بل وحتى لفظياً واقرب مثال لذلك نجده في مسألة الجرائم واقامة الحدود، فحينما يقتل شاب شاباً آخر طيشاً ويحدث ان يتنازل ولي امر الشاب المقتول مثلاً فغالباً مايسمى هذا التصرف عفواً اي عفوت عنك ونادراً مايقول تسامحت عنك وان كان اللفظان مقبولين لفظياً ولكن في حياتنا العامة اليومية نحن في حاجة للتسامح البسيط الذي يؤكد الحب مع مرور الوقت ويساهم في فتح صفحات بيضاء جديدة جاهزة لبناء علاقات اجتماعية مبنية على الاحترام والتقدير والثقة المتبادلة ومراعاة المصالح الشخصية.
وهي على اي حال مرتبطة بالمشاعر والاحاسيس والوجدان ولكن مايضايقك احياناً هو رغبتك في ان تعرف هل تخدعك مشاعرك بمن تحب؟ ومثل هذا التساؤل صعبة الاجابة عليه ويعتمد على عوامل ومتغيرات اخرى، منها من هو الذي نحب؟ ومامدى علاقتنا به؟ ومامدى عمق تجربتنا معه؟ ومامدى تضحياته من اجلنا؟ والاهم من ذلك نوعية الظروف المحيطة بنا وبه.
نعم يمكن ان تخدعنا مشاعرنا احياناً حينما نتسرع حينما لانعطي انفسنا الوقت الكافي للتأكد من صدق احاسيسنا وعمق مشاعرنا نحوه، اذا اعتقدنا انه صورة طبق الاصل منا وتجاهلنا ظروفه الخاصة هو ومشاغله واهتماماته الشخصية,, وغيرها من الامور.
ومثل هذا السؤال بالذات مرتبط بالاصرار والعزيمة، فالعزيمة قد تكون موجودة بداخلنا ولكنها بحاجة للاصرار والتحدي والدخول في غمار المغامرة بمعنى ان المعنيين متشابهان في اللفظ الا ان الاصرار تأخذه روح العملية والمبادرة.
ولاشك ان هناك تناقضات حياتية تزعجنا، ولكن مايزعجنا اكثر هي تلك التناقضات التي تكون موجودة في قلب شخص واحد بمعنى انه يعطي ويعطي بلا حدود ومن مشاعر شاقة، واحاسيس فياضة ولكن لا تأخذ الجانب العملي الذي انت بحاجة اليه والذي يزيد سعادتك سعادة، ويضفي لحبك توهجاً ولحياتك معنى مختلفاً لم تعهده من قبل.
نعم هناك فئة من هذه الاصناف ولكننا لاينبغي ان نحسرهم تماماً خصوصاً اذا عرفنا انهم طيبو القلب ومخلصون وحريصون، لان السبب قد يكون فيهم هم شخصياً بل في طبيعة شخصيتهم وتكوينهم لانهم يختلفون عمن يتخذون النفاق سلماً للوصول الى مايريدون الوصول اليه والحصول عليه.
وهذه التناقضات من المهم ان نعرفها تماماً, وان نعرف كيف نتعامل معها ونواجهها كي نرتاح نفسياً في حياتنا، لان عدم معرفتنا بها وجهلنا لها يشكل علينا ضغوطاً نفسية نحن في غنى عنها، ومن ذلك اننا حينما نتعرف على تلك التناقضات فاننا لن نحزن كثيراً، ولا نتألم بشدة حينما نعبر عن حيرتنا وتعجبنا في امور تستدعي الحيرة والتعجب وكل ذلك بالتأكيد بحاجة الى نوع من الممارسة الدؤوبة مما يعني ايضاً ان يكون لدينا صبر من نوع خاص وهذا لايعني ان هناك صبراً افضل آخر لان كل انواع الصبر تحتاج لقوة تحمل ومعاناة اعاننا الله عليها وثبتنا على طاعته.
وهذا فقط جزء بسيط من تساؤلات كثيرة ربما تبادرت الى ذهنك فبحثت عمن يجيب عليها بل ربما حاولت ان تبحث عمن يمسك بيدك ويرشدك الى كيفية الاستفادة من الاجابات بشكل عملي بروح الاخ الناصح والاب الحاني والمحب المخلص والصديق الوفي.
انها مجرد افكار شخصية رأيت ان اشاركك فيها على الاقل لتشعر انك لست بمفردك وانها مشاعر مشتركة لاتستحق منك ان تحزن من اجلها او تكتئب لمجرد عدم معرفتك الاجابة عليها,, فقط اطمئن.
همسة
أرأيت بنفسك الآن,.
كم أنت غالٍ عندي؟
كم أنت عزيز علي؟
كم أنت مقرب مني؟
وكم أنت دوماً على بالي؟
***
فهل أهملتك كما تظن؟
هل تجاهلتك كما كنت تعتقد؟
وإن تأخرت عليك قليلاً.
رغماً عني,,!
لا هذا,, ولاذاك,.
ابداً,.
***
فها أنذا آتٍ اليك,.
بكلي بكل مافي,.
اجيب على تساؤلاتك الحائرة,.
اشعرك بقربي منك,.
احسسك بتفهمي لك,.
***
وكل هذا,.
ليس مجاملة لك,.
ولا تفضلاً مني عليك
كلّا,, والف كلّا,.
بل لان من اخاطبه,.
يجبر كل من حوله,.
ان يستمعوا اليه,.
ان يعجبوا به,.
ان يتقربوا منه,.
***
لأنت مافيه,.
اقصد مافيك أنت,.
من خصال نادرة,.
من جماليات رائعة,.
من ابتسامات لافتة,.
تجبرني بحق,.
ان اعطيك اكثر من ذلك بكثير,.
***
لِمَ لا,,.
مجرد الحديث معك,.
مجرد الإنصات لك,.
مجرد السماع منك,.
مجرد قراءة كلماتك الصادقة,.
وحروفك المعبرة,.
يشعرني ان العالم بخير,.
وان الغد افضل من اليوم,.
وان المستقبل مشرق,.
يستحق انتظاره,.
بل والتشوق اليه,.
طالما بقي فيه هذا الصدق,.
طالما ظل فيه احساس نابض,.
طالما ظل فيه امثالك,.
***
فهل ارتحت الآن؟
هل اطمأننت بنفسك,.
ان مابيني وبينك,.
مشاعر متبادلة؟
احاسيس صادقة؟
لاتقبل التشكيك فيها؟
لاترضى بالمساومة عليها؟

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved