أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

المبدع الدكتور منصور الحازمي
محمد المنصور الشقحاء
الحديث عن الدكتور منصور الحازمي الأديب والباحث يتجاوز العاطفة ويقف على أعتاب العقل إذ يمثل الدكتور الحازمي في حياتنا الأدبية دور المفاصل في جسم الانسان بثراء تجربته العلمية كأبرز أساتذة جامعة الملك سعود، يعرفه طلاب الأقسام الأدبية أستاذا وأخاً كما تعرفه المحافل الأدبية باحثا، والمنابر ناقدا وشاعراً.
جاءت معرفتي للدكتور منصور الحازمي كناقد أدبي من خلال كتابه فن القصة في المملكة العربية السعودية أحد المراجع الهامة في مجال القصة والرواية في بلادنا وأولها.
ثم توالت هذه المعرفة من خلال اهتمامي بالكتاب والمشاركة في الصحف والملتقيات الأدبية وتعددت اللقاءات القصيرة والخاطفة هنا وهناك.
في صوته وحديثه وُدٌّ يشعر محدثه بأنه يعرفه منذ زمن وأنه الآن يريد الاطمئنان عليه في هذه اللحظة التي كونت لقاء جديداً.
الدكتور منصور الحازمي كما عرف ناقد مارس كتابة القصة القصيرة وقرض الشعر وتواصل مع الصحافة بكتابات بحثية أخذ يجمعها في اصدارات توالت ومنحته مقدارا أكبر من الاحترام, توقف في محطات مقلقة رصدها بوعي المفكر الحر والباحث عن الحقيقة فكان أن وقف مع النقد الجاهز أو نقاد النقل والتقليد وقتا حتى عرف مسمى نقاد الشنطة ووجدناه متذوقا وهو يتناول الحداثة من خلال كتاباتنا فيزرع عدداً من علامات الاستفهام حولها وكأن الزمن توقف فلم يعد يلد مبدعين بعد من أشار لهم في دراساته لقربهم الزمني من تجربته الأدبية, ويتجاوز ذلك الى التجزئة في الوطن العربي باحثا عن دراسة متكاملة تتناول الناتج الأدبي في الوطن العربي موحدة لرفضه التجزئة القائمة متمثلا في ذلك بعض الدراسات الغربية الموحدة في الانجليزية أو الفرنسية.
نجده بروحه المرحة البيضاء يسأل عن دور الأندية الأدبية في حياتنا وأثرها على الساحة الأدبية وعلاقتنا بها كأدباء وهنا أجد مقطعاً شعرياً للشاعر الشاب حسين سهيل يتناسب مع تكون تصوري الخاص للدكتور منصور الحازمي.
(غريب أنا,.


مثل هذا الذي مرَّ كالريح
أو قل هو الريح حين الكتابة)

ولكن الأديب الناقد منصور الحازمي لم يكن غريبا وهو ملء السمع والنظر وهاهو يكرم بجائزة الملك فيصل تقديرا لثراء تجربة أثرت حياتنا الأدبية وبالتالي جاء حديث المتحدثين عنه في الصحف بمناسبة التكريم عفو الخاطر حتى أن الجزيرة وهي تصدر ملحقا خاصا عنه توقفت عند أقوال الآخرين لأن المحرر الذي أعد الملحق لا يعرف شيئا عن هذه التجربة الهامة في حياتنا الأدبية والفكرية وأتوقع أن يتم تلافي ذلك في ملحق آخر نجد فيه نماذج من كتابات الدكتور الحازمي وكتابات الآخرين عن كتبه في مداخلة نقدية تبقى (1) .
( التفكير الابداعي هو قدرة الفرد على عرض أفكار جديدة وتكوين رأي خاص به يميزه عن باقي المجموعة التي ينتمي إليها).
والدكتور منصور الحازمي بما يملك من تفكير ابداعي متميز عن باقي المجموعة التي انتمى إليها غير أنه فضل محاكاتهم كناقد وباحث وبالتالي تجنى على المبدع منصور القاص والشاعر لأنه اختار من نظرية التفكير الابداعي طريق المشاركة حتى لا يكون متفردا إنما ملكة الابداع نجدها فيما يكتب من خلال ثراء اللغة والتحكم في اصدار الرأي إذ نراه يمهد ويقارن حتى يصل الى لب القضية وهذا في نظري الابداع ليس مكانه وهنا أقصد بالابداع الأدب قصة وشعراً ورواية التي تحكم ذائقتنا الخاصة عليه أولا والشروط المكونة للعمل بشكل عام ثانيا.
الدكتور منصور الحازمي رغم كل هذا اجده علامة بارزة في حياتنا الأدبية ناقدا ومبدعا تعامل مع الساحة الأدبية كشاهد عصر يرى ما بين يديه نموذج لوحدة دراسية لم تكتمل بسبب مشاغل الدكتور الحازمي العملية والحياتية وإن كانت عناصر هذا النموذج نحوها متناثرة في كتاباته النقدية والبحثية مكونة لمشروع نقدي مؤثر في حياتنا وهذا ما أجده في الأيام القادمة باسم الدكتور منصور الحازمي من خلالنا أجيال المساحة الأدبية والفكرية في المملكة العربية السعودية,تأتي هذه المداخلة مع أخي الأستاذ الدكتور منصور الحازمي متأخرة انما لا يفقدها التأخير مقدار الاحترام الذي أحمله لهذه الشخصية بصفتها الذاتية أو من خلال ما تكتب فهو أحق بالجائزة وهو أحق بأن نحتفل نحن الأدباء به مبدعا ومنظراً.
(1) الجزيرة الثقافية:
لولا إيمان الجزيرة الثقافية بعمق وامتداد تجربة أستاذنا الحازمي لما أفردت له ملحقا خاصا تبعته كتابات أخرى لا ندعي أنها تفي بحقه وقدره، وطبيعة الملاحق تتطلب استكتاب الآخرين للحديث عن الشخص المكرم، أما كتابات المحرر الخاصة حوله فهي مستمرة قبل وبعد صدور الملحق، مع تقديرنا لوجهة نظر الاستاذ الشقحاء .

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved