أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th February,2001 العدد:10360الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

هكذا
أوراق رجال ونساء على الطريق
فهد العتيق
* في هذا العالم العربي الذي يشبه قدر الطبخ المكتوم كل شيء قابل للاشتعال، وكل شيء قابل للانكسار، وكل شيء قابل للحدوث مهما بدت استحالة حدوثه.
رجال ونساء على الطريق الطويل، يتحدثون كثيرا عن آمالهم وطموحاتهم بالكثير من التفاؤل الشديد أو التشاؤم المرير.
لكن هذه الأحلام صارت أكثر حذرا، بعد عقود طويلة من الأشياء غير المتحققة، وبعد عقود طويلة كشفت المستور بعد تراكم الأخطاء وبعد أن كشف غطاء القدر عن بعض ما فيه من هموم بحاجة الى معالجات طويلة، قد تبدأ الآن وقد تظل على ما هي عليه.
أحلام أكثر حذرا بعد اصطدام الكثير من الرؤوس بجدران الواقع القاسية، أحلام أصبحت أقل سطوعا بعد التنبه من يقظة غير صريحة ومن نومات غير واضحة.
العالم ذهب بعيدا بكل أخطائه ونجاحاته، وعالمنا ظل يراكم الخُطى الخجولة، لكنه ما زال يتحاور حول أهمية التقدم الى الأمام وأي الطرق يسلك وأي الدروب أفضل، يسأل الآن عن معنى هذا التقدم الى الأمام وكيف وبأي شكل وبأية روح وبأية أهداف وبأية حلول للمشاكل التي تراكمت وتركت إرثاً من الصعب التنبؤ بوقت فهمه.
في هذا العالم العربي الجميل الذي دخل الألفية الثالثة حائرا، كل مواطن أو مواطنة، له الحق كامل الحق في أن يراكم أسئلته القديمة والجديدة ربما في امتزاجهما معا يخرج لنا في النهاية مسرحية غير قابلة للعرض، أو حوارا مبتورا أو رؤية ضبابية قد تتهم بالغموض أو بالعبقرية أو بالتخلف أو,,،
ومن الجانب الآخر هناك باب مفتوح للنصح والارشاد، كل من تقابله في الغالب أيضا تجد أن لديه الرغبة في نصحك، ليس من أجل أن يضيف شيئا إلى ميزان حسناته فقط، أحيانا لا يجد أفضل من هذا الطريق لفتح حوار معك، ومعرفة من أنت على وجه التحديد، أو أنه يريد أن يختبر ثقافته أو قدرته على الاقناع أو,, الى آخره، وأنت لابد أن تستمع جيدا وبذهن مفتوح، لابد أن تستمع الى شيء من موسيقا هذا الطريق الطويل الذي يشترك في قطع امتاره رجال ونساء العرب، الذين ما زالوا يريدون إعادة أمجاد الأجداد، رغم كل الأحجار التي تُرمى عمدا في طريقهم الرمادي والأقل اشراقا.
رجال ونساء آخرون، من سلالة العرب، آثروا الآن مبدأ السلام، وأخذوا الطريق من أوله وقرروا إغلاق أبواب ونوافذ الأحلام الملونة التي تهب من كل الجهات وناموا على واقع على الأقل أكثر وضوحا من مستقبل غامض الألوان، وأنت ما زلت هناك ترى أنك لابد أن تستمع إلى نصائح الواعظين والى أيضا نشرات الأخبار المحلية والعربية، والى برامج المسابقات والمشاركة فيها فقد تكسب ما قد يحل مشاكلك الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية والعملية ثم بعد ذلك تفكر مثلا في ترك بعض العادات التي تبدو لك سيئة أو تفكر في طريق قد تولد فيه من جديد.
هذا العالم العربي الراكدة مياهه والضاج إلى حد الصخب، ما زال يختزل ذاته في اتجاه معاكس أكثر ضجيجا وأكثر تعبيرا عن واقع الأمة التي تعيش وضعا لا تحسد عليه على الإطلاق.
في هذا العالم العربي قليل الانتاج كثير الكلام وكثير النصح والارشاد، لابد أن تسأل نفسك في يوم من الأيام الى متى ونحن نتأمل كثيرا ونعمل قليلا؟ الى متى ونحن نحاول أن نحل مشاكل تجاوزتها الأمم منذ سنوات طويلة؟ وأخذت لنفسها طريق العطاء والابداع واستثمار مواهب الانسان؟ الى متى نحتفي كثيرا بالموهوبين ولا نمنحهم ظروف ومناخات وامكانات الابداع والعطاء والانتاج؟ الى متى هذا العالم العربي الجميل يتحدث عن الاكتفاء الذاتي وهو بعد لم يحقق أبسط شروطه؟
** فاصلة من د, عبدالعزيز المقالح:
** مشكلتنا نحن العرب مع الحداثة والتحديث، أننا اغتربنا عن واقع الحياة واغتربنا عن تراثنا .
للتواصل: ص,ب: 7823 الرياض:11472

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved