أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th February,2001 العدد:10361الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نظرات في كتاب: الفقه الإسلامي في عهد أبناء الملك عبدالعزيز
د, محمد بن سعد الشويعر
كتاب قيم صدر عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في طبعته الأولى عام 1420ه 2000م، وجعلت حقوق الطبع والنشر لها محفوظة,.
اسم الكتاب بالكامل: الفقه الإسلامي في عهد أبناء الملك عبدالعزيز: سعود وفيصل وخالد رحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله من عام 1373 حتى عام 1419ه، إعداد الدكتور سليمان بن عبدالله بن حمود أبا الخيل، وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1420ه 2000م، صدر بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، أشرفت على طباعته ونشره، الادارة العامة للثقافة والنشر بالجامعة.
وقد يكون هذا الكتاب الذي يبلغ 545 صفحة مع فهارسه، وظهر بطباعة جيّدة، وتنظيم يتلاءم مع مكانة هذا الكتاب، الذي يعتبر توثيقاً مختصراً لحقبة من الزمن، تقترب من نصف قرن، هي فترة الازدهار العلمي، والثبات على الأسس التي أرسى دعائمها الملك الباني لكيان هذه الدولة في دورها الثالث: الملك عبدالعزيز رحمه الله قد يكون هذا الكتاب رسالة علمية، نستوحي هذا من مقدمة معالي مدير الجامعة الدكتور محمد بن سعد السالم التي جاء فيها: وإنه لشرف عظيم أن تسهم الجامعة بفعاليات هذه المناسبة الوطنية العزيزة، بنتاج علمي، يتمثل برسائل علمية، وبحوث شرعية، وتاريخية وجغرافية ص 5 .
ومن قول المؤلف في منهج الدراسة: ثالثاً لم أتطرق في التمهيد لهذه الدراسة، إلى ما يتعلق بتعريف الفقه ومذاهبه، والحالة العلمية عامة والفقهية خاصة، قبل هذا العهد ، اكتفاء بما قام به زميلي في القسم الأول، باعتبار أن هذه الدراسة استكمال لدراسة زميلي وإن حصل الاستقلال في الإعداد ص 12 .
وقد يكون هذا البحث قصد به المناسبة المئوية، حيث جاء في الطُّرّة انه: صدر بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام وحسبما بان من كلمات ودعوات، فإن هذه المناسبة أعطيت مسمى الاحتفاء بمرور مائة عام، وليست الاحتفال، لما وراء ذلك من محاذير.
وفي مخطط البحث ص 14 17، كان الفصل الأول عن بعض أبرز الفقهاء في هذا العهد، ونبذة عن حياة كل منهم، وقد سرد منهم تسعة عشر، فأولهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أول مفتٍ للديار السعودية، وآخرهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ المفتي الحالي للمملكة.
وقد ذكر فقهاء، ليسوا بأكثر علماً، ولا تأليفاً ممن ترك، ان لم يتساووا من أمثال الشيخ محمد بن علي الحركان الذي كان أول وزير للعدل، الذي كان له سابقة في القضاء وفي رئاسة المحاكم، إلى جانب الأعمال الدينية الأخرى، والشيخ صالح بن علي بن غصون عضو هيئة كبار العلماء، والذي كان يفتي في نور على الدرب الاذاعي، وفي بيته وعلى الهاتف، والشيخ صالح العلي الناصر المدرس في كلية الشريعة ورئيس قسم الفقه، والمفتي في برنامج نور على الدرب,, وبقية أعضاء هيئة كبار العلماء، منذ تأسست حتى اليوم.
وغيرهم ممن يستطيع المؤلف معرفته بسهولة من كتاب: علماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ عبدالله البسام، وهو من ضمن مصادره,, وأضع بالمناسبة نصيحة زوَّدني بها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله، عندما كنت أكتب عن فقهاء الإسلام في برنامج إذاعي من اذاعة القرآن الكريم، واستمر أكثر من ثلاث سنوات، فقال لي رحمه الله : أنصحك ألا تكتب عن انسان وهو على قيد الحياة,, فأخذت بنصيحته، ولذا أقدمها لأخي الكريم الشيخ الدكتور سليمان، وغيره من الكتاب والمؤلفين,, حيث إن الحديث عن بعض مشاهير العلماء، ممن توفوا بعد الملك عبدالعزيز، ذكرهم بالأسماء والاعتذار للقارئ عن كتابة الترجمة لحياة كل منهم، والاشادة في الهامش للمصدر المعين بمعرفة السيرة حيال كل منهم,, حسب المصادر التي استند عليها في بحثه.
وفي الحديث عن أعمال الملوك الثلاثة، في حياة والدهم، ثم بعدها: سعود وفيصل وخالد رحمهم الله ، أورد معلومات صحيحة ومختصرة لأن الاطالة تفضي إلى التوسع، وزيادة حجم الكتاب، وهذا ليس من منهجهم، إذ يكفي ما يفيد كما تقول العرب: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، لكن حبذا لو رجع في الأعمال الحربية، إلى تاريخ الأمير سعود بن هذلول تاريخ ملوك آل سعود، أو أصدق البنود، في تاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود، لعبدالله الزامل، لأنهما حاضران للأحداث ويكتبان عنها من قرب، أما أحداث ما بعد عام 1343ه، فإن جريدة أم القرى، هي الرسمية التي تنقل الأحداث، وقد يكون الريحاني في كتابه نجد وملحقاته وثيق الصلة بالملك عبدالعزيز عندما أخذ المعلومات والزركلي الذي لم يكتب تاريخ شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز، إلا متأخراً، لكنه قدمه للملك فيصل قبل طبعه.
فالدكتور سليمان، مما يزيد من توثيقه لتلك المعلومات، الاستناد على ما في هذه المصادر، وغيرها ذات الصلة الوثيقة بالأحداث في حينها,.
وفي ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية رحمه الله ذكر المؤلف ان مدارس البنات عند افتتاحها عام 1379ه ص 68 69 قد أسند إلى الشيخ محمد الإشراف عليها، فقام بذلك، وأناب عنه فيه الشيخ: ناصر بن حمد الراشد، والصحيح ان الأمر الملكي صدر في عام 1379ه، وأسند الاشراف للشيخ محمد رحمه الله وجعل الرئيس العام للمدارس الشيخ عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد، حيث تم افتتاح المدارس في العام الدراسي 1380ه، وليس في عام 1379ه، لأن عام 1379ه كانت الموافقة، وقام الشيخ ابن رشيد بالعمل عامين فقط 1380، 1381ه، كما جاء في ص 111، وتعين مكانه رئيساً للمدارس الشيخ ناصر بن حمد بن راشد، وبقي الإشراف لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
ومن أعمال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم الكثيرة التي لم تذكر: إشرافه على دور الأيتام بالمملكة، وعلى مجلة الدعوة التي كان رئيساً لمجلسها، ثم تولى ذلك ابنه ابراهيم حتى الآن، والإشراف على رقابة الكتب الدينية والمطبوعات، وعلى دروس القضاة والمشايخ في المساجد، والأسواق العامة يومي الإثنين والخميس.
وعن الشيخ سليمان بن حمدان جاء في ص 91، نقلاً عن روضة الناظرين بأنه: نقل إلى قضاء المجمعة، وظل قاضياً فيها حتى أرهقته الشيخوخة وأحيل للتقاعد، والمعروف لدى تلاميذه، انه في آخر عمره كان يعمل في الهيئة عضواً، ويتنقل ما بين الطائف، حيث يوجد بيته في حي الشرقية، وبين مكة، وقد قابلته في مكة أكثر من مرة في آخر عمره، وهو في نشاط وحيوية، ولكنه شديد في إنكاره المنكر، وفي بغضه للبدع والمنكرات,.
وفي ص 154 في سيرة الشيخ عبدالرزاق عفيفي، ذكر المؤلف انه في عام 1391ه نقل إلى الادارة العامة لإدارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة، وعين فيها نائباً للرئيس، وكان الرئيس يومئذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والصحيح ان الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله لم يتعين في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد، إلا في عام 1395ه، حيث صدر بذلك الأمر الملكي نقلاً من عمله السابق بالمدينة المنورة رئيساً للجامعة الإسلامية، كما ذكر المؤلف في ترجمته ص 174.
وقد رشح الشيخ عبدالعزيز بن باز، فيما بعد الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمهما الله، بأن يكون نائباً لسماحته في اللجنة الدائمة للفتوى، وليس نائباً للرئيس العام.
وفي ترجمة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم العبداللطيف ص 166، قال عنه: وكان إمام جامع شقراء خمسين سنة، وقاضيها خمس عشرة سنة، وهو بهذا ينقلها عن الشيخ عبدالله بن بسام في كتابه: علماء نجد، وهذا فيه التباس على الشيخ عبدالله بن بسام، فهو لم يتول قضاء شقراء، وانما كان القاضي فيها والده الشيخ إبراهيم، والذي أم المصلين قرابة خمسين عاماً، في جامع شقراء، وجلس لطلبة العلم، وحصل بينه وبين الطبيب المبشر بالنصرانية لويس ديم الأمريكي حوار ونقاش، وكل منهما يدعو الآخر إلى دينه، هو والده الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف في عام 1341ه، وقد طلب من ديم ان يسلم، ويشتري له بيتاً ويزوِّجه، وقد أعجب به ديم وأجرى له عملية.
وقد قال لي أحد أولاده انهم نبهوا الشيخ عبدالله بن بسام لهذا الالتباس، فلعله يتداركه في طبعة قادمة,, ولذا فإن الدكتور سليمان في مثل هذا لا تثريب عليه، لأنه نقل من مصدر، هو الوحيد في مجاله الذي تطرق لتراجم بعض الأشخاص، ولم يكن أمامه مصدر آخر ليقارن ويوازن، ومن ثم يخرج بوجهة النظر التي يميل إليها,, وقد لا يكون اطلع على كتابي شقراء مدينة وتاريخ، الذي أبنت فيه عن قضاة شقراء، ومدة الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف في قضائها,, كما ان الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، جد مفتي عام المملكة العربية السعودية الحالي قد جلس في قضاء شقراء قرابة عامين هما عام 1337ه 1338ه، والزركلي في الاعلام قال: انه مكث فيها مدة طويلة ولم يحددها، وعبدالرحمن بن عبداللطيف أخو الشيخ قال في مشاهير علماء نجد وغيرهم ان الملك عبدالعزيز بعثه عام 1339ه إلى قضاء عسير, وتحدث لويس ديم الذي أجرى للشيخ ابراهيم عملية جراحية في عام 1341ه عن الشيخ ابراهيم وما جرى من دعوة كل منهما لدين صاحبه.
وعلى العموم فإن الشيخ عبداللطيف بن الشيخ ابراهيم بن عبداللطيف، لم يتولّ القضاء في شقراء، وإنما تولاه في الجهات التي ذكر الشيخ عبدالله بن بسام، في الجزء 3 ص 557 من علماء نجد، مع حذف عمله في شقراء قاضياً واماماً لجامعها خمسين عاماً,, كما في ص 556 الجزء 3,, وهذا المعني به والده.
ومن ص 234 إلى ص 308 أعطى معلومات مهمة عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأبان عن اهتمام أبناء الملك عبدالعزيز بها: سعود وفيصل وخالد رحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعايتهم للفقه الاسلامي، وبكل وسيلة تؤصله: دراسة ومتابعة، ومؤتمرات وطباعة للكتب الفرعية، إلى جانب اهتمامهم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي حملت اسم أول قائد سياسي، اهتم بحماية ونشر الدعوة السلفية وفق المنهج الأول، ترسماً لخطى السلف الأول، من هذه الأمة: الصحابة والتابعين لهم بإحسان، الذين أخذوها بوضوح عن الله في كتابه الكريم، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، امتثالاً وقدوة حسنة، فبلغوها صفية نقية لما بعدهم، فجاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليجدد ما اندرس، وليحارب البدع والضلالات التي أدخلت على دين الله الحق.
فكان الإمام محمد بن سعود، هو المؤازر لهذه الدعوة، وحذا بنوه من بعده، منذ عام 1157ه حتى اليوم، أثره اهتماماً بالعقيدة، ونشراً للفقه، الذي تستقيم به أمور الرعية: عبادة وتعاملاً وأمناً، وغير ذلك من أمور دينية ودنيوية، تصلح بها أحوال البشر في دنياهم وآخرتهم.
وقد أوفى الدكتور هذا الموضوع حقه في الإبانة والاستشهاد من مقتطفات كلمات أبناء عبدالعزيز الملوك الأربعة، وسمو الأمير سلمان، حسب كل مناسبة,, والاشادة بدور كل منهم، واهتمامه: بحماية العقيدة، ورعاية الفقه، وتأصيل ثوابته في النفوس، بحثاً ودراية وتطبيقاً، مع الحماية لذلك,, ثم ما كان لهم من دور في أولويات في هذا المجال اكتسبتها جامعة الإمام محمد بن سعود مثل: إنشاء أول معهد عال للدراسات العليا في المملكة، تأسس عام 1385ه والجامعة أعرق وأقدم الجامعات التي تعنى بتعليم ونشر العلوم الشرعية، ومنها علم الفقه ص 234 وكلية الشريعة بالرياض، تعد أقدم مؤسسة جامعية في الرياض ص 241 إلا انه لم يذكر اسمها الأول: كلية العلوم الشرعية ولا متى تغيّر إلى كلية الشريعة، والجامعة أول من أقام مؤتمراً في الفقه الإسلامي في المملكة، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض عام 1396ه ص 286.
وندوة اسبوع الفقه الإسلامي الذي عقد عام 1397ه بالرياض، وقام بافتتاحه سمو الأمير سلمان، هو الأول على مستوى المملكة ص 30، وغير ذلك من أمور، ارتبطت بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، بتوجيه ورعاية من أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله ورغم انه لم يتوسع بالنسبة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، التي خصها ب8 صفحات فقط، إلا أنه قد أعطى معلومات ضافية عن هذه الجامعة، وكلياتها ومدرستي: دار الحديث بالمدينة ومكة، اللتين ضمتا للجامعة، وأبان عن دور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عندما كان نائباً للرئيس فيها، ثم بعد أن كان رئيساً، بعدما توفى رئيسها أستاذه: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي عام الديار السعودية، وما تركه كل منهما في الجامعة من أثر، وفق مهمتها التي أنشئت من أجلها، بإخراج العلماء والدعاة من المسلمين في كل مكان، في المعمورة,, وليته أورد من إحصائيات هذه الجامعة عن عدد المتخرجين، وجنسياتهم، ليزداد القارئ معرفة بدور هذه الجامعة، نحو أبناء المسلمين، حيث تركت بحمد الله أثراً واضحاً بفضل الله ثم بحرص المتخرجين، من هذه الجامعة، التي أقيمت في مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث انطلقت جيوش الإسلام، لنشر دين الله، والدعوة إليه، على أساس متين من الاخلاص وصدق الهدف والنية.
إذ لا يوجد مكان وطئه المتخرجون من هذه الجامعة التي أسست بنية صادقة وقام عليها علماء مخلصون، إلا وقد بان أثرهم، وتركوا في مواطنهم أثراً يذكر لهم فيشكر.
وفي ص 317 تحدث عن جامعة أم القرى بمكة المكرمة وذكر في مطلع الحديث عن نشأتها: وعن كلية الشريعة في مكة التي أنشئت عام 1369ه، وقال عن صاحب القسم الأول انها: كانت تابعة لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة,, والمعروف انها كانت أول كلية تفتتح في المملكة، وكانت مربوطة بمدير عام المعارف الشيخ محمد بن مانع رحمه الله ثم بوزارة المعارف عندما كان الملك فهد خادم الحرمين الشريفين وزيراً للمعارف,, وجامعة الملك عبدالعزيز بدأت أهلية متأخرة ثم اعتمدت لها الدولة ميزانية مستقلة,,، وقد بدأت جامعة أم القرى، عندما اعتمدت، وكان أول كلياتها: كلية الشريعة بمكة وكلية التربية بمكة.
وعلى العموم فالكتاب جيد ومعلوماته وافية موثقة، لأن أغلبها من مصادر معتمدة، مما ينبئ عن حرص أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله ورحم من توفي منهم، في الاهتمام بالفقه، وترسيخ العقيدة، سائرين على الدرب لمن قبلهم بدأ بما اختطه الإمام محمد بن سعود المؤسس الأول لهذا الكيان، والممتد جذوره في أدوار ثلاثة منذ 264عاماً وحتى الآن، حيث لا تزال تلك الدوحة تظلل هذه البلاد، التي ينعم المواطن بنتائج الجهود، التي بنيت على أساس من الإخلاص في حماية دين الإسلام، وتطبيق شرائعه، ولا يخشون في هذا الجانب، ملامة لأمم، ولا نفثات ناقد مفترض,, وهو كتاب جدير بالعناية والاهتمام، ويستحق أكثر من عرض للتنويه ببعض الجوانب المهمة فيه، حيث يبرز جهد فضيلة الدكتور سليمان فيه وملاءمته للمناسبة التي خرج فيها,, كما أن فيه خدمة للعلماء والباحثين، بالقوائم التي أطال فيها مع نهاية الكتاب، للرسائل الجامعية في الفقه، لا يستغني عنها طلبة العلم الشرعي، علاوة على مسميات بعض الكتب التي قامت بنشرها بعض الجامعات الشرعية في المملكة التي جاء ذكرها في الكتاب,, مما ييسر البحث على الراغبين في الفائدة وليت ان الادارة العامة للثقافة والنشر بالجامعة، التي أشرفت على طباعة هذا الكتاب اهتمت بالتصحيح أو صوّبت بعض الأخطاء الطباعية التي لا يستهان بها.
من كان بينه وبين الملائكة سبب:
عقد المبرد في كتابه الكامل المتوفى عام 285ه عنواناً سماه: وهذه تسمية من كان بينه وبين الملائكة سبب من اليمانية جاء فيه قوله: منهم سعد بن معاذ الأنصاري، وهبط لموته سبعون ألف ملك، لم يهبطوا إلى الأرض قبلها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجليه في المشي لئلا تطأ على جناح ملك، واهتز لموته عرش الله عزّ وجلّ، وفي ذلك بقول حسان:


وما اهتزّ عرش الله من موت هالك
سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو

وكبر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعاً كما كبر على حمزة بن عبدالمطلب، وشُمَّ من تراب قبره رائحة المسك، ومنهم حسان بن ثابت الأنصاري قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهجهم وروح القدس معك، وقال في حديث آخر: إن الله مؤيد حساناً بروح القدس، ما نافح عن نبيه وقالت عائشة: كان يوضع لحسان منبر في مؤخر المسجد فينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم حنظلة بن أبي عامر الانصاري غسَّلته الملائكة، وذاك انه خرج يوم أحد فأصيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صاحبكم هذا قد غسلته الملائكة، فسئل عن ذلك فقالت امرأته: كان معي على ما يكون الرجل مع امرأته، فأعجلته حطمة بلغته من المسلمين، فخرج فأصيب في ذلك يقول الأحوص بن محمد بن عاصم، بن أبي الأفلح حميَّ الدَّبر وكان خال أبيه:


غسلت خالي الملائكة الأب
رار ميتاً أكرم به من صريع
وأنا ابن الذي حمت ظهره الدب
ر قتيل اللحيان يوم الرجيع

ومنهم حارثة من النعمان رأى جبريل عليه السلام مرتين، وأقرأ جبريل السلام، ومنهم من خزاعة عمران بن حصين كانت تصافحه الملائكة وتعوده، ثم افتقدها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ان رجالاً كانوا يأتونني لم أر أحسن منهم وجوهاً، ولا أطيب أرواحاً، ثم قد انقطعوا عني,, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصابك جرح كنت تكتمه فقال: أجل، قال: ثم أظهرته قال: قد كان ذلك، قال: أما لو قمت على كتمانه لزارتك الملائكة إلى أن تموت .
ومنهم جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع عليكم من هذا الفج، خير ذي يمن عليه سمة ملك ، ومنهم دحية بن خليفة الكلبي، كان جبريل عليه السلام يهبط في صورته، فمن ذلك يوم بني قريظة لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق، وهبط عليه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، أقد وضعتم سلاحكم، ما وضعت الملائكة أسلحتها بعد، ان الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة، وها أنا ذا سائر إليهم، فمزلزل بهم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة، فجعل يمر بالناس، فيقول: أمر بكم أحد؟ فيقولون: مر بنا دحية بن خليفة الكلبي على بغلة عليها قطيفة خز نحو بني قريظة، فيقول: ذاك جبريل، ثم مر دحية بعد ذلك، وكان لا يزال عليه السلام في غير هذا اليوم، ينزل في صورته، كما ظهر ابليس في صورة الشيخ النجدي الكامل: 2:375:376 .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved