أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th February,2001 العدد:10361الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ذو القعدة 1421

الثقافية

قصة قصيرة
الحرمان
في فصل الشتاء والبرد القارس والثلوج على قمم الجبال وعلى سفوحها وأوراق الأشجار تحول لونها من اللون الأخضر إلى الابيض لأن الثلوج اخذت تكسوها والحركة هادئة تعم أرجاء القرية فكل شيء ساكن من شدة البرد.
وفي ظل هذه الاجواء المناخية الصعبة يتصاعد الدخان من مدخنة الكوخ وهو ذلك البيت والذي تسكنه سامية وأمها وحدهما إلا ان الأم غائبة عن البيت منذ أمد بعيد ولا تعرف سامية ما هي الاسباب التي جعلت أمها تتأخر في العودة مجدداً إلى البيت مما جعل سامية تشعر بالخوف والحزن والقلق فقد تبدلت حياتها السعيدة والهانئة والتي كانت تشعر بها حين وجود والدتها في البيت مما جعل شعور سامية بهذه الاحزان فقد باتت في موقف لا تحسد عليه وقد انعكست هذه الآلام وهذه المعاناة النفسية الصعبة على حياتها بصفة عامة وانعكست على دراستها بصفة خاصة وعلى مستواها الدراسي بصفة عامة فبعد ان كانت متفوقة بدراستها وتحظى باعجاب زميلاتها ومعلماتها بها وبعد ان كانت درجاتها عالية ومعدلاتها مرتفعة باتت الآن وبعد فراقها لوالدتها على عكس ذلك تماما فدرجاتها متدنية.
وفي يوم من الايام طرق باب بيت سامية وفي ساعة متأخرة من الليل فأسرعت سامية لفتح الباب لعل من تقف خلفه هي والدتها والتي طال انتظارها لعودتها والتي أصابها الحزن والهلع بسبب فراقها وعندما فتحت الباب إذا بها تفاجأ بمن تقف خلف الباب هي أمها فما كان منها إلا أن تنهدش وتنبهر وتبكي من شدة الفرح وماكان بها إلا ان تنقض بأحضان أمها فقالت الأم هل أنت بخير يا ابنتي كيف حالك وكيف هو سير دراستك هل هي تسير على ما يرام وأخذت الأم تحدق ناظرة بجنبات المنزل وبأركانه فقالت لسامية ان البيت قد تغير تماما فأجابتها سامية قائلة لا يا أمي لم يتغير شيء في منزلنا ولكن كل ما في الأمر هو ان غيابك الطويل عن المنزل هو ما جعلك تشعرين بهذا الشعور.
ولكن يا أمي البيت جميل ام غير جميل الأمر في كلا الحالتين لا يهم فوجودك به وعودتك إليه مجدداً هو الجمال الحقيقي ما فائدة جمال البيت في ظل غيابك يا أمي فبغيابك ذقت مرارة الأحزان وتجرعت لوعة الحرمان ونلت نصيبا ليس باليسير من ألم الفراق وتبدلت حياتي من سعادة هانئة إلى ألم وتعاسة وأحزان, لقد أدركت يا أمي ان الحياة بغيابك لا لذة لها ولا معنى فأي ابتسامة ترتسم على الشفاه وأي عطف وحنان أشعر وأحظى به في ظل غيابك فبمجيئك شعرت بالدفء وشعرت بالطمأنينة وراحة البال فسلمت يا أمي وأطال الله بعمرك وقدرني على البر بك والاحسان إليك.
فضل بن فهد الفضل
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved