أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th February,2001 العدد:10361الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ذو القعدة 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
وزارة الصحة,, خطوة جبارة!
سلمان بن محمد العُمري
أحسنت وزارة الصحة صنعاً وصنيعاً، حينما وجه معالي الوزير الأستاذ الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي بإنشاء ادارة للشؤون الدينية بالوزارة تعنى بتوعية المرضى، ومنسوبي المرافق الصحية، والخدمات الطبية.
إننا وبشكل لا يقبل الجدل نستطيع أن نصف هذه الخطوة بالجبارة لأسباب يصعب حصرها، ولكني سأحاول قراءة ما بين السطور علّني أصل لما فيه الفائدة بإذن الله.
يُشكل القطاع الصحي قطاعاً خدمياً كبيراً، ومرفقاً حيوياً وأساسياً من مرافق المجتمع، ولا يمكن اعتبار المجتمع صحياً إلا إذا كان القطاع الصحي فيه سليماً ومتعافياً، وللقطاع الصحي مشاكله، وشؤونه،وشجونه التي منها المادية، ومنها المعنوية، ومنها الثقافية، والعلمية، والطبية،وأيضاً منها الدينية، وهي حجر الأساس بهذا البنيان، فالذين يعملون بهذا القطاع هم بشر، والدين الإسلامي بالنسبة للبشر لا تخفى أهميته، فهو طريق السعادة والنعيم، والانحراف عنه لا سمح الله طريق الشقاء والبؤس والبوار.
إننا في مجتمعنا ولأسباب موضوعية وواقعية لا تخفى على أحد اضطررنا لأن يكون القطاع الصحي معتمداً بشكل كبير على العمالة الوافدة، والتي لا يجوز نكران فضلها في العديد من أوجه نشاط هذا القطاع، كما أنها جلبت لهذا القطاع بعض المشاكل أيضا ودوماً تبقى في إطار عدم التعميم فالخير لا يمكن حصره بالمطلق على أبناء الوطن أو على غيرهم، وتشير الاحصاءات اننا سنبقى نعتمد على العمالة الوافدة في القطاع الصحي لفترات ليست بالقصيرة هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك العمالة السعودية في القطاع الصحي،وهي أيضاً بشر تصيب وتخطئ، ولابد لها من المتابعة، مثلها في ذلك مثل بقية أفراد المجتمع، والمتابعة الدينية هي الأساس، ويجب ألا ننسى أن هناك جيلاً كاملاً من أبنائنا تربى ويتربى على أيدي الخادمات وللاسف ، وهو جيل بدأت تظهر ملامحه بين ظهرانينا، وما مشاكل أيام الأعياد ببعيد، وهذا الجيل لا نستطيع إلا أن ندعو الله ان يلهمه طريق الصواب، وسيكون منه الطبيب، والمهندس، والموظف الصحي، وغير ذلك، وهؤلاء أيضاً بحاجة للمتابعة، هذا من جهة أخرى أيضاً.
وهناك القطاع الصحي بحد ذاته الذي تكون فيه العلاقة بين الانسان والانسان، وتتجلى فيه أسمى الوجوه الانسانية للحياة، وبنفس الوقت فإن ضعف النفس البشرية قد يوقعها بمزالق لا تحمد عقباها، سواء بالنسبة لمقدمي الخدمات الصحية، أو بالنسبة للطرف الآخر، وهو المريض، وسمعنا كثيراً في الفترة الأخيرة عن كشف العورات في غرف العمليات، وغرف الولادة، وأحداث وقصص يندى لها الجبين تتم في بلادنا، وكلها تؤكد صحة وجود إشكاليات في هذا القطاع الحيوي والضروري، ولقد سررنا كثيراً عندما سمعنا بان احدى المستشفيات العسكرية على ما أظن لدينا قد وضعت نظاماً دقيقاً، وصارماً، وواضحاً لهذه الأمور، بحيث تتم من خلاله كل المنفعة بإذن الله .
وفي القطاع الصحي يجب ألا ننسى دور فئة غالبية أفراد هذا القطاع، وهي فئة التمريض، وللأسف أيضاً فإنها تكاد تكون بالكامل عمالة أجنبية، وتحديداً عمالة من أديان أخرى في غالبيتها، وليس دين الإسلام، وهنا طامة كبرى يجب تداركها، والوصول لحلول موضوعية لها.
من كل ما سبق نجد أهمية التوجيه من لدن معالي وزير الصحة بإنشاء إدارة للشؤون الدينية بالوزارة تعنى بتوعية المرضى ومنسوبي المرافق الصحية، ونؤكد أيضاً بالمثل على المرضى، لأنه يوجد بينهم المدمن، والمدخن، ومرتكب الموبقات، وغير ذلك كثير.
وفي حديثنا عن القطاع الصحي لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال اغفال المستشفيات، فهي عماد هذا القطاع، سواء كانت عامة أو خاصة، وبصلاحها لابد ان يتحسن الوضع كثيراً في البلد والمجتمع ككل، وهذا الأمر مطلب من المواطن العادي، ومن المقيم، ومن المجتمع، ومن الدولة، وحتى من داخل القطاع الصحي نفسه.
وإنني إذ أذكر جهد اللجنة الطبية الإسلامية المنبثقة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وما تقوم به من جهود في هذا المضمار، ولقد سعدت بشريط خلق الطبيب المسلم وغيره من الأشرطة القيمة، بالاضافة للنشاطات الأخرى.
انه من المهم ان يوجد في كل مستشفى مكتبة شرعية تعنى بهذه الأمور وأمثالها، بالاضافة لتشكيل لجان محلية في كل مستشفى تعتمد على عناصر متحمسة لهذا الأمر من داخل المستشفى، بالاضافة للدعم والمساندة من الادارة الحديثة العهد التي نحن بصدد الحديث عنها.
انه من الواجب اختيار الدعاة والمشايخ الأكفياء القادرين على تبصير الناس وارشادهم، يكونون ذوي علم، وبصيرة، وأخلاق، وتعامل حسن.
ان الادارة ستنهي مجال الاجتهادات الشخصية من الأفراد، والمؤسسات، والهيئات الدينية، وذلك عن طريق وضع منهج واضح، وخطة متكاملة، بالاضافة للمحاضرات وغيرها، مع وجود تشاور وتنسيق مع الجهة القائمة على أمور الدعوة والارشاد في البلاد، وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد، والاستفادة من خبراتها وامكاناتها من الدعاة والكتب الدينية ووسائل الدعوة الموجودة فيها.
إن وجود لجان خاصة، أو أقسام خاصة في كل مستشفى تعنى بأمور التوعية الدينية أمر ملح، بل حتى العمل الديني الصحيح من تغسيل الموتى، وتطبيق الطب الاسلامي بما يحتويه من طب نبوي فريد، كلها ستنعكس بالفائدة النفسية، والاجتماعية، والخلقية، والإنسانية، والصحية، العلمية على كل المجتمع، وكل ماتحدثنا عنه لا ينفصل عن ضرورة أن يكون للعنصر النسائي الدور البارز الذي يستحقه، فنصف البشر هم إناث، والمرأة لا تفهمها إلا المرأة، والشرع يوصينا بذلك، وبلادنا ولله الحمد تقوم بذلك، فلماذا نستثني القطاع الصحي في الكثير من مرافقه من ذلك؟ يجب العمل على انهاء هذه الاشكالية بأسرع وقت.
إنني أعرف الكثير من الأطباء، الذين يحملون همّ الدعوة، ولهم نشاطهم المميز في هذا المجال، ويجب الاستفادة منهم، وتشجيعهم،ودفعهم للمثابرة على عملهم، وتقديم الحوافز التشجيعية لهم، ولو كانت معنوية,, والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved