أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th February,2001 العدد:10361الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ذو القعدة 1421

شرفات

رصد بكاميرته اجتياح إسرائيل للبنان,, المخرج اللبناني جان شمعون
الكاميرا رؤيتي وعيني على الواقع
أصابع إسرائيل وراء كل حجر دمرته الحرب الأهلية
السينما التسجيلية وثقت أجواء الحرب والغزو الصهيوني
درس جان شمعون المسرح أربع سنوات, وعاد الى بيروت عام 1974 وبعد ستة اشهر فقط اندلعت الحرب الاهلية الطاحنة, وكان طبيعيا ان تنعكس اثارها على العديد من اعماله، في حين انشغلت باقي الاعمال بالصراع العربي الصهيوني.
شارك في الدورة 24 من مهرجانها السينمائي الدولي بفيلمه الروائي الأول طيف المدينة بطولة مجدي ماجوشي وكرستين خوري وعمار شلاك وسارا مراد ومعهم حشد كبير من الممثلين الثانويين لتجسيد صراع المليشيات المتحاربة.
وقبل طيف المدينة قدم شمعون العديد من التجارب التسجيلية البارزة، اغلبها بالتعاون مع زوجته مي المصري فمعاً قدما انقاض 1982 الذي صورا فيه حصار بيروت بكل ماسيه وبطولاته، وفي عام 1985 قدما زهرة القندول وهي زهرة جميلة تعيش وسط الصخور وتحمي نفسها بالاشواك,, تماماً كما المرأة الجنوبية،ونال الفيلمان عدة جوائز دولية ابرزها من مهرجان فالنسيا الاسباني، وفي بيروت جيل الحرب 1988 رصدا تداعيات الغزو الصهيوني للبنان، وماسبقه من حروب اهلية وهو من انتاج B.B.C التي انتجت لهما أيضاً احلام معلقة 1998 والذي حاول كشف حقيقة الصراع اللبناني.
اللبناني من خلال اربع شخصيات تبحث عن اسرار ماحدث عبر مقاتلين سابقين في المليشيات,, زوجة مخطوف والفنان المسرحي المعروف رفيق علي احمد.
غير اننا عدنا مع شمعون الى البدايات وتحديدا منذ 1974 ؟
اشتعلت الحرب الاهلية وانا اضع قدمي على بداية الطريق، كان علي ان اختار بين البقاء او الهجرة كما فعل الكثيرون بقيت ولم تكن الظروف في البداية تسمح بالوقوف خلف الكاميرا، فاخترت الميكرفون والذي كان لاعباً اساسياً في دعم القوى الوطنية اثناء الحرب والاجتياح فقدمت مع الصديق زياد رحباني الحلقات الاذاعية ذات اللغة الاذاعية بعدنا طيبين قول الله ثم انتقلت الى احدى القنوات التلفزيونية لأقدم برنامج الناس والاحداث غير انني لم استطع نسيان الكاميرا فاخرجت مع مصطفى ابو علي فيلم تل الزعتر وهو من انتاج مؤسسة السينما الفلسطينية وبعده في عام 1978 انشودة الاحرار الذي رصد تجربة عدد من حركات التحرر ونال العديد من الجوائز الدولية.
السينما الروائية
** واين كانت السينما الروائية؟
لم تكن متيسرة,, فسنين الحرب الطويلة لم تسمح لاحد بالتفكير في الافلام الروائية بينما كانت التسجيلية هي الانسب لرصد الواقع اللبناني والفلسطيني والعربي، وكشف مدى ماتعرض له الإنسان الضحية الذي ليس له ادنى علاقة بمبررات اندلاع واستمرار هذا التضامن.
** الم تفكر في مشاريع روائية وقتها؟
بالتأكيد مثل كل من اختار السينما طريقة للتعبير عن رؤاه وافكاره, كان لدي مشروع لفيلم عن شخصية لبنانية قاومت الاحتلال الفرنسي في العشرينات والثلاثينات، ولكن حينما بدأت الحرب,, وضعت المشروع جانباً، وشغلتني التجربة القاسية,, تراكمت المعايشات المرة,, والمعارك التي نواجهها يومياً، فانضممت الى مجموعة من الشباب، واخرجت مع مصطفى ابو علي بتل الزعتر الذي حصد جائزة لجنة تحكيم قرطاج، وكان تراكم وقائع الحرب دافعاً الى عمل اكثر حميمة واعمق دراميا، وهو ما لا يمكن تحقيقه الا عبر الروائي فعكفت منذ نهاية الحرب على كتابة طيف المدينة وهو تصغيره مما عشته وعاينته بنفسي.
* الا ترى انك تأخرت في اخراجه للنور؟
انا صبور جداً على شغلي هذا من جانب, ثم هناك مشكلة التمويل,, فانا حريص على استقلالي التام في عملي، وستدهش اذا علمت ان تسع جهات شاركت في تمويل الفيلم، كان هدفي الا يتحكم احد في رؤيتي، مع ذلك فقد انتهيت من تصوير آخر لقطة فيه في 1998 ولم استطع انجازه الا منذ عدة اشهر,, لاسباب تتعلق بالتمويل.
الانتاج المشترك
* التمويل الأجنبي,, مفردة تفرض عدة تساؤلات لاتنتهي؟
انا معك لكن الانتاج المشترك هام وضروري لبلد كلبنان لم تتبلور فيه حتى الآن صناعة سينمائية مستقرة؟! اضافة الى عدم اهتمام الدولة بالسينما كفن, ولم يكن امامنا سوى اللجوء للإنتاج المشترك بحثاً عن الحرية، حتى لا تسمح لمنتجي وموزعي المنطقة العربية التدخل في مشروعك واللعب في السيناريو بشروطهم المعروفة.
لهذا استعنت في انتاج طيف المدينة بعدة شركاء ابرزهم من انجلترا وفرنسا.
* الم يحدث اي تدخل,, او حتى محاولة للتدخل؟
انا عنيد جداً في هذه المسألة فعندما انتجت لنا B.B.C بيروت جيل الحرب كنت متخوفاً من تدخلهم في رؤيتي، غير انني فوجئت باحترامهم لكل الشروط التي وضعتها بل انهم اختاروا وقتاً ممتازاً من حيث عدد المشاهدين لبث الفيلم.
ولم يختلف الحال كثيراً في طيف المدينة فقط اشترطوا ان يتم التصوير عبر مصور فرنسي لامور تتعلق بشروط عملهم، وبعد ان وقعت معهم رأيت أن مصوراً عربياً عانى مثلي من الحروب هو الافضل لإنجاز فيلمي، فاخترت يوسف صحراوي الذي سبق له العمل مع الأخضر صافياً وبو شارب واعتقد انني تفاهمت جداً مع صحراوي ومقابل ذلك ستجد مساعده فرنسيا، ومسؤول الصوت ايطالياً، غير انني انتهزت الفرصة لتدريب مجموعة من الشباب اللبنانيين بالعمل معهما.
* في طيف المدينة ادنت الجميع سواءً على المستوى الدولي والاقليمي او على المستوى الايديولوجي هل يتساوى الجميع من وجهة نظرك؟
القوتان المتصارعتان في الفيلم ابو سمير والضبع كانا اداتين لقوى اقليمية ودولية، وكأنهما وكيلان لتدمير بلدهما ذاتياً، غير ان قناعتي تؤكد أن كل حجر دُمر في لبنان تقف وراءه اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر، وقناعتي تستند اضافة الى رؤيتي المباشرة على الوثائق الاوربية وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين انفسهم، فدربوا عملاءهم وسلحوهم,, كل هذا لا يبرئ اطرافاً اخرى فللقوى الوطنية والفلسطينية اخطاؤها لكنها في كل الاحوال لا تبرر الحرب.
** كثرت الاعمال التي تتناول الحرب الاهلية والاجتياح الصهيوني وقبل طيف المدينة رأينا العديد منها، الم يحن الوقت للخروج من دائرة الحرب الأهلية؟
لم يحن,, لان مقومات الطائفية مازالت قائمة، ومقررات التعليم اللبناني تزكي هذه المقومات، في الجانب الآخر يجب تنشيط ذاكرة الاجيال التالية لنا بمآسي هذه الحرب، كيف كنا نصور وطائرات الصهاينة تطير فوق رؤوسنا وتقذفنا، كيف فرقت الحرب بين اصدقاء ووضعتهم على جانبي العداوة، بعد طيف المدينة، اعمل على فيلم تسجيل طويل ثلاث ساعات اراه اكثر تأريخاً لعذابات 15 سنة من قتال الاشقاء لصالح الآخرين.
** ساهمت مع زوجتك مي المصري في اكثر من تجربة,, لكننا لم نرها في تراث طيف المدينة؟
خضنا تجربة ثرية في اكثر من عمل,, اصور لها,, او تصور لي، وغالبا نشترك في الإخراج، لكننا اتفقنا في النهاية ان تحمل الاعمال القادمة، منذ طيف المدينة رؤى كل منا الخاصة، على ان يكتفي الثاني بالعمل كمنتج منفذ.
** أخيراً الم تحزن من عودة طيف المدينة ، من قرطاج بلا جوائز؟
لا فعلاقتي بالمهرجان محترمة، وسبق لي الفوز بأكثر من جائزة منه، واختيار الفائزين يخضع لرؤية اعضاء اللجنة، ويكفيني الصدى الذي قوبل به الفيلم من الجمهور اللبناني.
عمر محمد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved