أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th February,2001 العدد:10361الطبعةالاولـي الجمعة 15 ,ذو القعدة 1421

شرفات

طب الأعشاب أو الطب البديل
أصبح التداوي بالأعشاب النباتية صيحة العالم الجديدة بعد ما ذاق من ويلات العقاقير الكيماوية والادوية المصنعة وعانى من الاثار الجانبية لهذه المواد.
انها حقا دعوة الى الفطرة دعوة الطبيعة التي خلفها الله سبحانه وتعالى، دعوة للعودة الى الجذور وليس هذا بدعا من القول بقدر ما هو رجوع الى الصواب, والعالم الان ينادي: احذروا هذه الكيماويات فإن بها من السموم ما يجعل آثارها الجانبية اشد فتكا بالمريض من الداء الذي تعالجه.
واصبحت صيدليات الدول المتقدمة وكأنها دكان العطار القديم فهي تعرض كبسولات الثوم والزنجبيل ومستخلصات الصبار وخل التفاح بالاضافة الى الاعشاب شائعة الاستعمال مثل النعناع والكراوية والينسون وغيرها في عبوات انيقة.
والتداوي بالنباتات الطبية ظاهرة قديمة فمنذ الأزل لاحظ الانسان ان الاغنام اذا أكلت نباتا معينا يصيبها الاسهال فاستعمل ذلك العشب لعلاج الامساك كما لاحظ ان الذئب اذا مرض حفر الارض بحثا عن السراخس فيأكلها ويشفى واذا لدغته الحية كان يأكل نبات الترياق فيشفى وكذلك رأى القردة كانت تحشو جروحها بأوراق النباتات العطرية لما فيها من زيوت طيارة ومطهرة للجروح بل وقاتلة للميكروبات فتعلم الانسان من الحيوان اهمية النباتات الطبية.
وكان علم الاعشاب والتداوي بها علما معروفا ومعترفا به في كل الحضارات عبر العصور فاستعملت الصين عقاقير كثيرة منذ حوالي 5000 أو 4000 سنة ق,م,؟ كما كان الاشوريون والبابليون والعبرانيون القدماء على علم بطرق استخدامها وايضا كان قدماء المصريين على علم ومعرفة تامة بالعلاج العلمي المنظم لكثير من الامراض منذ اكثر من سبعة الاف سنة.
وهم اول من اكتشف فائدة بذور الخلة واستخدموا خلاصتها المائية لانزال الحصوات كما عرفوا المر والصبر واستخدموها ضد الاسهال والصرع وزرعوا أيضا شجرة الزيتون واستخدموا زيتها في علاج الكبد والمرارة وتساقط الشعر وجاء الطب الحديث واثبت فاعلية زيت الزيتون في علاج امراض الكبد والمرارة وحصواتها حيث له القدرة على تنبيه الكبد لافراز العصارة الصفراوية وجعلها في حركة دائمة باستمرار وهي التي تساعد على هضم المواد الدهنية وتحويلها الى مستحلب دهني وفي حالة عدم افرازها يؤدي الى تراكم العصارة في الحويصلة المرارية وتحويلها الى حصوات التي تؤدي الى التهابات مزمنة.
وأكدت البحوث الامريكية والفرنسية الدور الفعال لنبات الزيتون وزيته في علاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية حيث وجد ان المواد الدهنية تترسب بين طبقات وأنسجة جدرات الشرايين مما يجعلها غير قادرة على التمدد او الانبساط وعدم وصول كمية كافية من الدم المحمل بالاكسجين الى القلب وهنا اوصت البحوث الطبية المداومة على تناول زيت الزيتون ليقي الجسم من خطورة هذا المرض.
وكذلك لزيت الزيتون تأثير فعال في علاج ضغط الدم المرتفع حيث وجد ان المواظبة على تناوله يحمي الجسم من الارتفاع في ضغط الدم كما انه يساعد على توسيع الاوعية الدموية الطرفية وذلك دون ان يكون له تأثير مهبط للقلب.
كما ذكرت بعض المراجع الطبية ان الاستمرار في تناول زيت الزيتون يساعد على حماية الجسم من حدوث مرض البول السكري كما انه الغذاء المفضل والمسموح بتناوله في حالة حدوث المرض.
ولزيت الزيتون استخدامات علاجية كثيرة اخرى فهو يستخدم استخداما موضعيا في علاج الالام الروماتيزمية والتهاب الاعصاب وايضا لمنع سقوط الشعر وفي علاج تشققات الجلد والكساح وفقر الدم عند الاطفال حيث انه يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين (د) الذي يساعد على تكوين انسجة العظام عند الاطفال الرضع.
ويرجع ذلك لطول المدة التي تقضيها شجرة الزيتون في اعداد ثمارها مما يجعل هذه الثمرة تأتي قوية سوية التكوين متجانسة المحتوى غنية بمحتوياتها حيث ظلت هذه الشجرة المباركة عامين كاملين تمتص أشعة الشمس وتعمل على تهيئة ثمرتها لذلك جاءت غنية بفيتامين (د) تماما كما هو الحال في سلعة اعطى صانعها الوقت الكافي لاعدادها واتقانها.
ولقد شرف القرآن الكريم شجرة الزيتون تشريفا كريما عندما تقرر آياته ان الله سبحانه وتعالى قد ضرب المثل لنوره جل شأنه بمصباح في زجاجة يوقد بزيت شجرة مباركة زيتونة زيتها على درجة عالية من النقاء والتركيز بحيث جعله كأنه يضيء وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة النور الآية 35 يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار .
ولقد سماها المولى تبارك وتعالى بالشجرة المباركة لما فيها ما ينفع الناس من نبتها وخشبهاوورقها وثمرها ودهنها وهو الزيت,والهدي النبوي اوصانا بشجرة الزيتون حيث روى ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا (ائتدموا بالزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة) وروى الترمذي (كلوا الزيت وادهنوا به).
ومما تقدم يمكن القول إن شجرة الزيتون حظيت بمكانة مرموقة في القرآن الكريم حيث اكد لنا أنها من نعم الله على العباد في الدنيا لما لها من منافع كثيرة واستخدامات عديدة في المجالات الطبية وانها الصديق الحميم للانسان وطبيبه المخلص فما اجمل العودة الى الطبيعة والاعتراف بفضلها.
د, دينا بركة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved